مصادر تكشف استعدادات حزب الله لـ الحرب الشاملة بتخزين الأسلحة في مطار بيروت.. ما القصة؟
مصادر تكشف استعدادات حزب الله لـ الحرب الشاملة بتخزين الأسلحة في مطار بيروت
في ظل الهدوء النسبي الذي يعم جنوب لبنان بعد رد حزب الله على غارة إسرائيلية في البقاع الغربي أسفرت عن مقتل أحد قادة الجماعة، انفجرت قضية جديدة تثير القلق. فقد نشرت صحيفة "التلغراف" البريطانية تقريرًا يزعم أن حزب الله يخزن أسلحة وصواريخ إيرانية في مطار بيروت الدولي، ما أثار تساؤلات عديدة حول أمن هذا المرفق الحيوي، هذا التقرير يأتي في وقت حساس، حيث تزداد المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل.
*تخزين صواريخ إيرانية*
نشرت صحيفة "التلغراف" البريطانية تقريرًا يستند إلى "مصادر مطلعة"، يدعي أن حزب الله اللبناني يخزن كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ الإيرانية في مطار بيروت الدولي. وأفاد التقرير بأن هذه الأسلحة تشمل صواريخ قصيرة المدى من طراز "فلق" و"فاتح 110"، وصواريخ باليستية متنقلة، وصواريخ "إم 600" بمدى يصل إلى 200 ميل.
كما ذكر التقرير، أن المطار يحتوي على صواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات، وصواريخ "بركان" الباليستية قصيرة المدى، بالإضافة إلى متفجرات "آر دي إكس" السامة.
من جانبه، كشف مصدر - رفض الكشف عن هويته -، أن استعدادات حزب الله تجرى على قدم وساق في مطار بيروت لمواجهة أي تصعيد محتمل مع إسرائيل.
وأضاف المصدر - في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، أن الحزب قام بتعزيز تواجده الأمني في المطار وزيادة عدد العاملين في وحدات التفتيش والحراسة.
وأوضح المصدر، أن هذه التحركات تأتي في إطار الاستعدادات لمواجهة أي ضربات جوية محتملة قد تستهدف المطار، مشيرًا إلى أن حزب الله ينقل الأسلحة بطرق معقدة ويستخدم تقنيات متطورة لإخفائها، مما يزيد من صعوبة اكتشافها من قبل السلطات الدولية والمحلية.
*مخاوف العاملين*
من جانبهم، أعرب بعض العاملين في المطار عن قلقهم البالغ من الوضع الحالي. قال أحدهم: إن "الصناديق الكبيرة الغامضة التي تصل من إيران تشير إلى أن الأمور تزداد سوءًا".
وأشار إلى وصول صناديق كبيرة وغير اعتيادية على متن رحلة مباشرة من إيران في نوفمبر الماضي، في وقت كانت تتزايد فيه التكهنات بإمكانية اندلاع حرب مع إسرائيل.
وأكد عامل آخر، أن عمليات حزب الله في المطار مستمرة منذ سنوات، ولكن تصاعدها في ظل التوترات المتزايدة يجعل المطار هدفاً محتملاً، خاصة وأنه يقع على بعد أربعة أميال فقط من العاصمة اللبنانية.
تحدثت صحيفة "التلغراف" عن زيادة ملحوظة في تواجد قادة "رفيعي المستوى" من حزب الله في المطار، ومن بينهم وفيق صفا، رئيس الجهاز الأمني في الحزب، الذي أصبح شخصية "ذات سلطة" في المطار بفضل علاقاته الوثيقة مع مديري الجمارك اللبنانية.
وأضافت الصحيفة، أن حزب الله كان قد اتهم سابقًا باستخدام مطار بيروت لتخزين الأسلحة، وقد خضع قادة الحزب لعقوبات غربية بسبب عمليات التهريب التي يقومون بها عبر المطار.
*ردود الفعل الرسمية*
سارع المسؤولون الحكوميون، إلى نفي ما نشرته الصحيفة البريطانية، حيث نسب التقرير إلى النائب في حزب القوات اللبنانية، غسان حاصباني، الذي أوضح تصريحاته.
وقال حاصباني إن سيطرة حزب الله على المطار مصدر قلق يزداد خطورة إذا أصبح المطار هدفاً عسكرياً لإسرائيل، مشيرًا إلى أن نقل الأسلحة من إيران إلى لبنان يعرض السكان والمسافرين للخطر.
ردًا على التقرير، أصدر اتحاد النقل الجوي اللبناني بيانًا وصف فيه المزاعم بأنها "خداع وأكاذيب تهدف إلى تعريض مطار بيروت وموظفيه للخطر".
وأعلن الاتحاد عن تنظيم جولة صحفية في المطار، حيث تمكن الصحفيون من زيارة مختلف مرافق المطار والاطلاع على الإجراءات الأمنية المتبعة، بهدف تبديد الشكوك وتقديم "صورة واضحة للرأي العام" حول ما يحدث بالفعل في هذا المرفق الحيوي.
كما دُعي وزراء وسفراء الدول المعتمدة في لبنان للمشاركة في هذه الزيارة.