ترامب يفرض حصارًا بحريًا شاملًا على نفط فنزويلا ويصعد المواجهة في الكاريبي
ترامب يفرض حصارًا بحريًا شاملًا على نفط فنزويلا ويصعد المواجهة في الكاريبي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض حصار كامل وشامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا أو الخارجة منها، في خطوة تمثل تصعيدًا حادًا في المواجهة بين واشنطن وكراكاس، وتفتح الباب أمام توتر إقليمي واسع النطاق، وفقًا لما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وأوضح ترامب، عبر منصة تروث سوشيال، أن إدارته صنفت حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو منظمة إرهابية أجنبية، متهمًا إياها بالاستيلاء على أصول أمريكية والانخراط في أنشطة تشمل الإرهاب وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر.
وبناءً على ذلك، أصدر أوامر بفرض حصار كامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تتعامل مع فنزويلا.
حادثة احتجاز ناقلة نفط
يأتي هذا الإعلان بعد أسبوع من قيام الولايات المتحدة باحتجاز ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية، في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة من كراكاس.
وفي بيان رسمي، وصفت الحكومة الفنزويلية تصريحات ترامب بأنها تهديد فج ومشين، مؤكدة رفضها القاطع لما اعتبرته انتهاكاً لسيادتها.
استعراض للقوة البحرية الأمريكية
وأشار ترامب إلى أن فنزويلا باتت محاطة بأسطول بحري ضخم وصفه بأنه الأكبر الذي يتم تجميعه في تاريخ أمريكا الجنوبية، مؤكدًا أن هذا الحشد العسكري مرشح للتوسع وأنه سيكون غير مسبوق في حجمه وتأثيره.
كما اتهم حكومة مادورو باستخدام عائدات نفطية مسروقة لتمويل أنشطة غير مشروعة، من بينها ما وصفه بإرهاب المخدرات والاتجار بالبشر وجرائم القتل والخطف.
اتهامات مستمرة وعمليات عسكرية
لطالما وجهت إدارة ترامب اتهامات متكررة لفنزويلا بالتورط في تهريب المخدرات. ومنذ سبتمبر الماضي، نفذ الجيش الأمريكي ضربات على قوارب قال إنها كانت تنقل مخدر الفنتانيل ومواد محظورة أخرى إلى الولايات المتحدة، ما أسفر، بحسب الرواية الأمريكية، عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا.
وفي الأشهر الأخيرة، عززت واشنطن وجودها البحري في المنطقة عبر نشر قطع حربية إضافية.
فنزويلا ترد باتهامات مضادة
من جهتها، تتهم فنزويلا، التي تمتلك واحدًا من أكبر احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، الولايات المتحدة بالسعي إلى الاستيلاء على مواردها الطبيعية.
وتؤكد كراكاس، أن العقوبات والإجراءات الأمريكية تهدف إلى خنق اقتصادها وتقويض سيادتها الوطنية.
عقوبات متواصلة وضغوط سياسية
على مدى سنوات، عارضت الولايات المتحدة، سواء في عهد ترامب أو في عهد الرئيس السابق جو بايدن، حكومة مادورو، وفرضت عليها حزمة واسعة من العقوبات في محاولة لدفعه إلى التنحي.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن فرض عقوبات جديدة على ست سفن إضافية قالت إنها كانت تنقل نفطًا فنزويليًا، إلى جانب فرض إجراءات على بعض أقارب الرئيس مادورو وشركات مرتبطة بما وصفته بالنظام غير الشرعي.
احتجاز ناقلة ونقلها إلى ميناء أمريكي
وفي تطور متصل، أعلنت الولايات المتحدة احتجاز ناقلة تحمل اسم سكيبر، قالت إنها متورطة في شحن نفطي غير مشروع، وأكد البيت الأبيض، أنه سيتم نقل السفينة إلى أحد الموانئ الأمريكية.
وردت فنزويلا بإدانة الخطوة، حيث اتهم الرئيس مادورو واشنطن باختطاف طاقم السفينة وسرقتها.
تعزيز الوجود العسكري في الكاريبي
قبيل عملية الاحتجاز، كثفت الولايات المتحدة وجودها العسكري في البحر الكاريبي شمال فنزويلا، بمشاركة آلاف الجنود ونشر حاملة الطائرات جيرالد فورد، الأكبر في العالم، ضمن نطاق عمليات قريب من السواحل الفنزويلية.
انتقادات داخلية وتحذيرات من الحرب
على الصعيد الداخلي الأمريكي، وصف النائب الديمقراطي عن ولاية تكساس خواكين كاسترو الحصار البحري الذي أعلن عنه ترامب بأنه عمل حربي بامتياز.
وأشار إلى أن أعضاء الكونغرس سيصوتون يوم الخميس على مشروع قرار يوجه الرئيس بإنهاء الأعمال العدائية مع فنزويلا، في محاولة لاحتواء التصعيد ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة عسكرية مفتوحة.

العرب مباشر
الكلمات