موقف عربي واحد ضد الميليشيا الإرهابية.. لماذا لم تُعِدْ أميركا والدول الغربية تصنيف الحوثي إرهابية؟.. خبراء يجيبون
اتخذ العرب موقف واحد ضد ميليشيا الحوثي الإرهاببة
لا تزال التحركات العربية المجمعة على اتخاذ قرارات دولية لوقف إرهاب ميليشيا الحوثي الإرهابي، واعتداءاتها المتكررة على السعودية والإمارات، بالإضافة إلى جرائمها وإرهابها في اليمن.
الدبلوماسية الإماراتية
وقلبت الدبلوماسية الإماراتية الطاولة على الميليشيات الحوثية والنظام الإيراني باعتباره راعيًا لإرهابها، بعدما قادت حراكًا دوليًّا يدفع نحو تعزيز الضغوط على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك التوجّه نحو تصنيفها تنظيمًا إرهابيًّا.
ويبدو أنّ الميليشيات الحوثية لعبت بالنار وهي توجه بوصلة إرهابها ضد دولة الإمارات، التي نجحت بدورها في إعادة الزخم الدولي المندِّد بجرائم الميليشيات الحوثية، حتى أصبح أمر تصنيفها تنظيمًا إرهابيًّا قد يكون مسألة وقت.
يُقرأ من المشهد الراهن أنّ الميليشيات الحوثية كثّفت من عملياتها الإرهابية في أعقاب انتكاساتها في شبوة ومأرب، وكان ذلك رسالة مباشرة من إيران بأنّها لن تسكت على قطع ذراعها الحوثية الإرهابية.
لكن المواقف الدولية الداعمة لدولة الإمارات قلبت السحر الحوثي الإيراني على الميليشيات نفسها، لا سيّما أنه ارتقى حجم الغضب الدولي إلى سلسلة من الضغوط العسكرية على الميليشيات الإرهابية، وهو أمرٌ زادت ترجيحاته بالنظر إلى الموقف الأميركي.
الضغط الدولي
أعلنت الإدارة الأميركية أنها تنسّق بشكل يومي مع الإمارات لمواجهة التهديدات القائمة كما صرّح الرئيس الأميركي جو بايدن قبل ساعات، ما يعني أنّ الغضب الدولي من إرهاب الميليشيات هذه المرة لا يقتصر على مجرد بيانات كما كان مسبقًا، لكن الأمر يقترب من اتخاذ إجراءات فعلية تكبح جماح إرهاب الميليشيات.
الضغط الدولي الذي لن يطال المليشيات الحوثية وحدها لكنه سيشمل كذلك إيران، ربما يدفع هذا المعسكر الإرهابي لإعادة تقييم الأوضاع من جديد، ليكون ذلك الخطوة الأولى التي تدفع نحو تلجيم المليشيات، ومن ثم القضاء على مشروعها وأجندتها المتطرفة، وهو ما يمثّل لبنة أولى على طريق تحقيق الاستقرار.
اعتداء الحوثيين الإرهابي
يقول الكاتب والمحلل عبد الجليل السعيد: إن الخطوة السياسية المتعلقة بضرورة إعادة تصنيف الولايات المتحدة لميليشيات الحوثي منظمة إرهابية، بالغة الأهمية، فهي خطوة تفتح الباب على سيناريو دولي مختلف حيال هذه الميليشيا الانقلابية الإرهابية غير المعنية بحاضر اليمن ومستقبله.
وتابع أنه قد شكّل اعتداء الحوثيين الإرهابي على أعيان مدنية في دولة الإمارات علامة فارقة في تعاطي المجتمع الدولي مع تبعات هذه الاعتداءات الفاشلة، كون قائمة الدول التي تضامنت مع الإمارات ضمت كل من على وجه الأرض، كما عكست أهمية الشراكات السياسية والاقتصادية المثمرة للإمارات مع دول الشرق والغرب.
ولفت أنه حين تقرر وزارة الخارجية الأميركية مجدداً إعادة الحوثيين إلى قوائم الإرهاب، بحسب ما أعلن الرئيس جو بايدن بأن الأمر "قيد البحث"، فإن كثيراً من الإجراءات العملية ستُتخذ بوتيرة متسارعة ومفيدة لأمن اليمن والخليج العربي والعالم، إذا ما تم أخذ الأمن البحري والملاحة الدولية بعين الاعتبار في هذا الصدد.
وأوضح لعل الاجتماعات المهمة، التي عُقدت في واشنطن، بين السفيرة السعودية الأميرة ريما بنت بندر، ويوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات بالولايات المتحدة، مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ومن ثم لقاء السفير "العتيبة" مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، تمنح المراقب للأحداث أملاً كبيراً في إعادة الميليشيات الحوثية إلى مكانها الطبيعي بقوائم الإرهابيين رسميا.
وكشف أن ما يمكن فهمه من وراء اعتداءات الحوثي الإرهابي هو أن أزمته، التي يعانيها في ميدان القتال أمام قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، خانقة، لكن المشكلة لا تتمثل في إرساله صواريخ ومسيّرات تحمل متفجرات نحو منشآت مدنية، فدول الخليج من الكفاءة والقدرة لتتعامل مع هذا العبث بحسم وردع كأنه لم يكن، لكن المشكلة الكبرى في قدرة الإرهاب الحوثي على جعل المنطقة غير آمنة وغير مستقرة.
انطباعات جديدة
ويقول الكاتب العراقي على الصراف، إنه لا تحتاج الولايات المتحدة ولا الدول الغربية الأخرى إلى أن تضيف انطباعات جديدة للانطباع القائل إنها تمارس معايير مزدوجة.
ولفت أن الإرهاب، مهما اختلفت التصورات من حوله، فإنه يظل إرهابا طالما أنه يستهدف مدنيين أو منشآت مدنية، وأن أيَّ محاولة للتمييز أو المفاضلة بين إرهاب وآخر، إنما تشجع الإرهاب الآخر. في حين أن الموقف الصارم حيال كل أعمال الإرهاب، هو واحد من أول وأهم السبل لمكافحته، على أيِّ وجهٍ ظهر.
وتابع أن جماعة الحوثي في اليمن، لم ترفض كل دعوات السلام، ولم تعطل كل جهود الأمم المتحدة، ولم تواصل محاولاتها الرامية إلى بسط سيطرتها على كل أرجاء البلاد، فحسب، ولكنها لم تتردد يوما واحدا في شن هجمات ضد المدنيين والمنشآت المدنية في السعودية، حتى من قبل أن تتدخل قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية لقد كان ذلك كافيا بمفرده، لتأكيد الطبيعة الإرهابية لهذه الجماعة، وصلاتها الوطيدة مع جماعات "مصنفة" كتنظيمات إرهابية، أضافت إلى اليقين يقينا أوضح بأنها ليست سوى منظمة إرهاب، وأنها لا تختلف في شيء عمن تقيم روابط معهم أو عمن يزودها بالسلاح، أو عمن يتكفل بتقديم التوجيه والتدريب لها.
وتساءل فلماذا تتردد الولايات المتحدة وغيرها في إعادة وضع هذا التنظيم في المصاف الذي اختاره لنفسه؟، حتى جاءت الهجمات على بعض المنشآت المدنية في الإمارات لتضيف تأكيدا فوق التأكيد، أن هذه الجماعة، ليست سوى تنظيم إرهابي، مرتبط بتنظيمات إرهابية، ويمارس أعمالا إرهابية لا علاقة لها بالحرب داخل اليمن، وغايته لا تتعدى الإرهاب نفسه، لا سيما وأنه ينطلق من الافتراض بأن الإرهاب نفسه هو الضرر المقصود، وليس الأضرار المادية التي قد تنجم عنه.
وأوضح أنه ما كانت الولايات المتحدة ولا بريطانيا ولا فرنسا لتتردد في تصنيف جماعة كهذه كتنظيم إرهابي، لو أنها فعلت واحدا من ألف مما فعله الحوثي ضد أي منشأة مدنية بأراضيها، فلماذا يتردد الذين يعرفون ماذا سيفعلون لو أنهم تعرضوا لواحد من تلك الأعمال؟ وهل هناك إرهاب أبشع من آخر؟ أم أن العيون هناك تنظر إلى الأمور بمنظار مختلف، لا يرى الشيء نفسه إذا ما رآه في مكان آخر، لا يعنيه؟
وكشف أنه لقد علمتنا التجربة أن نحمل الإرهاب على محمل واحد، وأن نحاربه بالصرامة نفسها، عندما يضرب في نيويورك، أو باريس، أو الموصل، أو الحسكة، أو نجران الإرهاب واحد. والتواطؤ مع وجه من وجوهه، إنما يشجع الوجه الآخر على التمادي، لأنه سرعان ما يرى أن وسائله تثمر نجاحا.
موقف واحد
ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، لا تحتاج الإدارة الأميركية إلى دعوة مجددة عربيا ودوليا لإعادة ميليشيا الحوثي إلى قائمة الإرهاب.
وأكد في تصريح خاص فالواقع الراهن إقليميا ودوليا يتطلب ذلك التصنيف كأولوية ملحة، خاصة بعد استهداف الحوثي للمنشآت المدنية تباعا في السعودية والإمارات، وهو سلوك نابع من تطور وتصاعد العمليات العسكرية والإستراتيجية الناجحة التي تقوم بها قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، والتي نجحت في تحقيق العديد من المكاسب العسكرية مؤخرا، واستطاعت تطويق التحركات الحوثية داخليا عبر تطوير وسائل المواجهة والاستهداف.
ولفت أنه ومع كل نجاح عسكري للتحالف سيواجَه بالعديد من الخطوات المقابلة، التي تقوم بها الميليشيات الحوثية، نظرا لما تتكبده من خسائر حقيقية، وهو ما سينعكس على مجمل ما يجري من عمليات في العمق الحوثي، وتطويق خيارات الميليشيات الحوثية بصورة كبيرة، في ظل ما يجري من معارك في اتجاه العمل العسكري الشامل، والبدء في نقل المواجهة لمرحلة أخرى، وهو ما برز في مرحلة ما بعد مواجهات مأرب الأخيرة، والمحتمل أن يمتد إلى مسارح عمليات أخرى.