عقبات أمام مفاوضات القاهرة.. جهود مصرية مستمرة وتعنت إسرائيلي رغم الضغوط الدولية
جهود مصرية مستمرة وتعنت إسرائيلي رغم الضغوط الدولية
تشهد القاهرة اجتماعات رباعية بين مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين وإسرائيليين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 10 مايو الجاري، وقالت مصادر مصرية: إن الاجتماعات لم تسفر حتى اللحظات الراهنة عن الوصول إلى هدنة أو تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، إلا أن المصادر المصرية أكدت أن الأجواء إيجابية بعض الشيء، مشيرة إلى أن الهدف هو تثبيت وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس حول قضايا مثل تبادل المحتجزين والأسرى وإعادة إعمار غزة، وأضافت المصادر أن مصر تلعب دور الوسيط بين الجانبين، وأنها تنسق مع الولايات المتحدة وقطر والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعم جهود السلام.
*إصرار إسرائيلي على مواصلة الحرب*
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد رفض الموافقة على زيارة الوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات مجددًا للقاهرة الخميس؛ لاستكمال المحادثات - بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية -، وقال نتنياهو: إنه مصمم على مواصلة العملية العسكرية في غزة حتى تحقيق أهدافها، وهي القضاء على القوة العسكرية لحماس وعودة المختطفين الإسرائيليين.
ومن جانبها، أكدت حماس أنها لن توقف المقاومة إلا بعد تحقيق مطالبها، وهي وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإنهاء الحصار والاعتداءات على القدس والمسجد الأقصى، وقال يحيى السنوار، القائد العام لحماس في غزة، إن حماس لا تخشى الحرب، وأنها تمتلك قوة عسكرية كبيرة، وأنها تحاول حماية شعبها وأرضها من الاحتلال الإسرائيلي.
*معركة وجودية*
من جانبه، يقول أحمد محاميد الخبير في الشؤون الإسرائيلية: إن الرئيس المصري يولي اهتمامًا كبيرًا للقضية الفلسطينية على الصعيد السياسي، وأنه يرفض بشدة أي مخططات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، معتبرًا ذلك (خطًا أحمر) لا يمكن التهاون فيه.
وأوضح محاميد لـ"العرب مباشر"، أن المفاوضات الجارية في القاهرة بين مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين وإسرائيليين، ليست حاسمة، ولكنها تهدف إلى إيجاد مخرج للأزمة، والاستماع لمواقف الأطراف المتنازعة، والبحث عن سبل للدفع نحو الحل والتهدئة.
وأضاف، أن الصراع بين إسرائيل وحماس يعتبر من قبل كل طرف معركة وجودية، وأن أي تنازل من أي طرف سيعني خسارته أمام شعبه، مشيرًا إلى أن حماس لا تقبل بأي هدنة تشبه تلك التي تمت في نوفمبر السابق، لأن ذلك سيعني فشلها في المعركة، وكذلك أن الوضع في تل أبيب صعب، وأن الشعب الإسرائيلي يطالب بالثأر، وأن حكومة إسرائيلية لا تستطيع أن تقدم تنازلات.