هل تراجعت واشنطن في دعمها لإسرائيل بسبب حشدها الأميركي بالشرق الأوسط؟
تتواصل الحرب في غزة
يبدو أن الولايات المتحدة بعد فقدان نقاطها الإستراتيجية في الشرق الأوسط باتت على موعد مع فصل جديد بمنطقة الشرق الأوسط إثر خسارة الولايات المتحدة الإستراتيجية لصالح الصين التي تغلغلت داخل المنطقة ومعها روسيا.
الولايات المتحدة الأميركية تواكب حالياً الصراع داخل قطاع غزة بدعم إسرائيل وإرسال حاملات طائرات بحرية إلى منطقة الشرق الأوسط لبسط نفوذها من جديد، بعدما خسرت كثيراً في ظل اهتمام بايدن بالموقف الأوكراني الروسي مع الأوروبيين.
حشد عسكري غير مسبوق
وبدءا من 7 أكتوبر ببداية عملية طوفان الأقصى وما تلاها من حرب متواصلة منذ أكثر من شهر أثرت بشكل عام على المنطقة بالكامل خاصة مع دعم الولايات المتحدة لإسرائيل وفتحها جبهات خلافية مع إدارات كثيرة من الوطن العربي.
واصلت الولايات المتحدة حشدها العسكري غير المسبوق في الشرق الأوسط منذ عقود، دعمًا لحليفتها الأولى بالمنطقة إسرائيل، حيث وصلت أكبر غواصة نووية أميركية إلى الشرق الأوسط من فئة "يو إس إس أوهايو"، بعدما عبرت قناة السويس المصرية متجهة إلى إسرائيل، لتنضم إلى حاملتي الطائرات الأميركيتين "جيرالد فورد" و"دوايت دي آيزنهاور"، اللتين أرسلتا إلى المنطقة بكامل تسليحهما والسفن التابعة، فضلا عن فرق وخبراء عسكريين.
منطقة الشرق الأوسط "بؤرة التوتر"
بعيدا عن القوات العسكرية الغربية المتواجدة في الشرق الأوسط قبل السابع من أكتوبر، أرسلت العديد من دول العالم الكبرى قوات عسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب الحرب الإسرائيلية، القوات كانت ضخمة وتتشكل من أفضل القوات والمعدات العسكرية حول العالم، حتى وصل الأمر إلى إرسال غواصات نووية إلى المنطقة.
وما بين إستراتيجية فرض القوة عبر مصطلح "الردع الإقليمي"، وبين التواجد بهدف حماية ونقل الرعايا من مواطني تلك الدول، كانت تلك هي الذرائع التي أعلنتها تلك الدول لتبرير إرسال تلك القوات، بل وكانت هناك ذريعة أخرى وهي تقديم الدعم الطبي لسكان غزة.
كما أن تحريك أحد أضلاع الثالوث النووي في قرار نادر لمنطقة الشرق الأوسط يعد رسالة ردع موجهة بوضوح إلى الخصوم روسيا والصين وأطراف إقليمية، من بينها إيران.
ويقول الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن الحشد العسكري بوصول غواصة نووية أميركية واثنتين من أكبر حاملات الطائرات في ترسانة البحرية لواشنطن بمنطقة الشرق الأوسط عقب الحرب ليس استعراض قوة، كما أن الحشد واضح في مواجهات تشهدها الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن مخططات أميركا هي الاستفادة القصوى من الحرب، في تقزيم أذرع وأصدقاء روسيا والصين في المنطقة، كذلك دعم إسرائيل الحليف الأقوى لهم في المنطقة بعد عملية حماس التي أوضحت مدى ضعف قوة الجيش الإسرائيلي.
مع إدراك واشنطن بخطر انضمام دول الشرق الأوسط إلى تجمع "بريكس" الذي يضم موسكو وبكين، تحاول الولايات المتحدة حاليا العودة القوية إلى المنطقة، في تحرك مضاد لأطراف صديقة لروسيا والصين.