محمد بن زايد يلتقي بوتين في موسكو.. زيارة هامة تحمل دلالات استراتيجية واسعة
محمد بن زايد يلتقي بوتين في موسكو.. زيارة هامة تحمل دلالات استراتيجية واسعة

في زيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا، مشيرًا أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا متسارعًا في السنوات الأخيرة.
وقال الشيخ محمد بن زايد - خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين-: "نسعى إلى مد الجسور وتقويتها بين الإمارات وروسيا، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 11.5 مليار دولار في عام 2024، بينما وصل حجم التبادل التجاري مع دول أوراسيا إلى 30 مليار دولار".
وأوضح رئيس دولة الإمارات، أن بلاده تتطلع إلى مضاعفة هذه الأرقام خلال السنوات الخمس المقبلة، سواء عبر العلاقات الثنائية المباشرة أو من خلال التعاون مع الدول الأوراسية.
وكان الشيخ محمد بن زايد قد وصل إلى موسكو، الخميس، في زيارة رسمية، يبحث خلالها مع الرئيس بوتين مختلف جوانب التعاون الاستراتيجي، لاسيما في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة، إلى جانب مناقشة ملفات إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.
وتحمل الزيارة دلالات بارزة، كونها رابع زيارة رسمية للرئيس الإماراتي إلى روسيا منذ توليه الحكم في مايو 2022؛ ما يعكس قوة الدفع السياسي بين البلدين.
كما تُعد هذه القمة الـ14 التي تجمع الزعيمين منذ عام 2012، والخامسة منذ عام 2022، بحسب إحصاءات نشرتها "العين الإخبارية"، وهو ما يعكس عمق التنسيق والتفاهم السياسي بين قيادتي البلدين.
يُشار، أن العلاقات الإماراتية الروسية تشهد نموًا متسارعًا في مختلف المجالات، مدفوعة برؤية استراتيجية مشتركة تقوم على تعزيز المصالح المتبادلة، وترسيخ مفاهيم الشراكة الفاعلة في ظل تحولات النظام الدولي وتنامي التكتلات الاقتصادية.
وأكد المحلل السياسي الإماراتي جاسم خلفان، أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى موسكو تمثل رسالة استراتيجية تعكس نضج الدبلوماسية الإماراتية وتوازن علاقاتها الدولية في ظل عالم متعدد الأقطاب.
وقال خلفان -في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"-: إن الإمارات لا تتحرك بردود الأفعال، بل برؤية استباقية واضحة، مشيرًا أن لقاء الشيخ محمد بن زايد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية.
وأوضح، أن العلاقات الإماراتية الروسية شهدت تطورًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة، وهو ما تجلى في أرقام التبادل التجاري التي بلغت 11.5 مليار دولار في عام 2024، و30 مليار دولار مع دول أوراسيا، لافتًا إلى أن الإمارات تنتهج سياسة تنويع الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية بعيدًا عن الاصطفافات التقليدية.
وأشار خلفان، أن الزيارة الرابعة لرئيس دولة الإمارات إلى روسيا منذ عام 2022، تترجم رؤية قيادية إماراتية تقوم على الحوار وبناء الجسور مع القوى الدولية الكبرى، كما تعكس حرص الإمارات على تعزيز مكانتها كوسيط إقليمي ودولي موثوق في القضايا العالمية.
وختم المحلل الإماراتي تصريحاته، بالتأكيد على أن تعدد القمم بين محمد بن زايد وبوتين، والتي بلغت 14 قمة منذ عام 2012، يعكس عمق التفاهم بين القيادتين، وثبات الرؤية الإماراتية في إدارة علاقاتها الخارجية من منطلق السيادة والمصلحة الوطنية العليا.
وأكد الدكتور عمار قناة، أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي، أن زيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى موسكو تؤكد من جديد أن الإمارات أصبحت رقمًا صعبًا في المعادلة الدولية، وقادرة على التحرك بمرونة استراتيجية عالية بين القوى العالمية.
وأضاف لـ"العرب مباشر"، أن العلاقات بين الإمارات وروسيا تشهد نموًا لافتًا في مختلف المجالات، خصوصًا الاقتصادية والتجارية، مشيرًا أن حديث رئيس دولة الإمارات عن أرقام التبادل التجاري مع روسيا ودول أوراسيا يعكس خططًا اقتصادية طموحة تعزز من استقلال القرار الاقتصادي الإماراتي.
وختم أستاذ العلاقات الدولية حديثه، بالتأكيد على أن الإمارات تؤسس اليوم لنهج جديد في السياسة الخارجية العربية يقوم على الحضور الفاعل والتأثير الإيجابي، لا على رد الفعل والانكفاء، مشددًا على أن هذه الزيارة تعزز من مكانة الإمارات كجسر حوار بين الشرق والغرب.