ما السر وراء لقاء وزير الخارجية القطري والقائم بأعمال السفير اليمني؟
التقي وزير الخارجية القطري بالقائم بأعمال السفير اليمني
في لقاء تحيطه عدة دلالات وتساؤلات، لتوقيته المثير للجدل، التقى وزير الخارجية القطري مع القائم بأعمال سفارة اليمن بها، في الوقت الذي تشتعل فيه أزمة عربية بسبب اليمن.
لقاء قطري مثير للجدل
منذ قليل، تداولت مواقع الإعلام القطرية أخباراً تفيد باجتماع سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة القطرية للشؤون الخارجية، اليوم، مع محمد عبدالله محمد عبود القائم بأعمال سفارة جمهورية اليمن لدى الدولة.
وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان مقتضب: إن الاجتماع شهد استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين.
أهداف وراء الزيارة
وقالت مصادر رفيعة لموقع "العرب مباشر": إن ذلك الاجتماع يأتي لرغبة قطر في لعب دور جديد بالساحة العربية خلال الأزمة الحالية التي تشهدها المنطقة العربية بسبب تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن اليمن.
وأضافت المصادر أن قطر تهدف لتهدئة الأوضاع باليمن، لأجل حليفتها إيران وذراعها حزب الله اللبناني، الداعمين لجورج قرداحي والذين ساعدوه لتولي ذلك المنصب الحكومي، بجانب الرعاية القطرية له أيضا وخروج تلك التصريحات عبر منصاتها.
وتابعت أن الدوحة تحاول من خلال لقاء السفير التوسط لعدم الإطاحة بقرداحي، الذي يعد أحد أذرعها باليمن، في ظل المطالبات الحالية لإقالته من منصبه، وبحث السبيل الأنسب لتجاوز الأمر.
وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه أصدرت قطر بيانها بالأمس لدعم موقف السعودية ردا على تصريحات قرداحي، لتأكيد تضامنها مع الموقف العربي خوفا من تأثرها مجددا بعد قرار المصالحة، حيث تستميت لأجل استمرار العلاقات.
محاولة قطرية للتضامن
وفي محاولة قطرية ظاهرية للتضامن مع السعودية، أصدرت الدوحة بالأمس بيانا، أعربت فيه عن استنكارها لتصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، حول الحرب في اليمن، التي اعتبرتها السعودية والإمارات "مسيئة".
وقالت الخارجية القطرية إنها تبدي "استغرابها الشديد واستنكارها للتصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الإعلام بالجمهورية اللبنانية"، مضيفة: "هذا الموقف من وزير الإعلام اللبناني الجديد غير مسؤول تجاه بلده وتجاه القضايا العربية على حدّ سواء".
وتابعت أنه "قد كان حريّا به عدم الزج بلبنان الشقيق في أزمات خارجية وعليه فإن وزارة الخارجية تدعو الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد وبشكل عاجل وحاسم لتهدئة الأوضاع وللمسارعة في رأب الصدع بين الأشقاء".
تحركات لبنانية
ويأتي ذلك بعد مطالبة رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، من وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، "تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية".
كما أكد أن بيروت ترفض أي إساءة للسعودية، داعيا إلى تصحيح ما شاب العلاقات بين البلدين، مبديا أسفه لقرار المملكة العربية السعودية المعلن وللإجراءات التي اتخذتها.
وقال ميقاتي "لطالما عبّرنا عن رفضنا أي إساءة توجه إلى المملكة العربية السعودية ودعونا إلى تصحيح ما شاب العلاقات بين البلدين الشقيقين من شوائب خلال الفترة الماضية، وشددنا في البيان الوزاري على أن من أولويات حكومتنا العمل على استعادة العلاقات والروابط التاريخية بين لبنان وأشقائه العرب".
كما وجهت مجموعة من رؤساء وزراء لبنان السابقين، اليوم السبت، دعوة لوزير الإعلام جورج قرداحي بالاستقالة بعد تصريحاته.
وقال رؤساء الحكومة السابقون: فؤاد السنيورة، وسعد الحريري، وتمام سلام، في بيان لهم، إن آراء قرداحي ضربة للعلاقات الأخوية والمصالح العربية المشتركة، التي تربط لبنان بالدول العربية، وتحديداً مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفق رويترز.
الإمارات تتضامن مع السعودية
كما أعلنت دولة الإمارات، بالأمس، سحب دبلوماسييها من لبنان، تضامنا مع السعودية، في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة، وقررت أيضا منع مواطنيها من السفر إلى لبنان، على أن يستمر العمل في القسم القنصلي ومركز التأشيرات في بعثة الدولة لدى بيروت، خلال الفترة الحالية.
كما استدعت صباح اليوم الكويت سفيرها من لبنان للتشاور، وطلبت من القائم بالأعمال اللبناني مغادرة البلاد خلال 48 ساعة.
السعودية تسحب سفيرها
وبالأمس، أعلنت السعودية، استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور، ومغادرة سفير لبنان لدى المملكة خلال الـ48 ساعة القادمة.
وأكدت الخارجية السعودية عبر حسابها الرسمي بموقع "تويتر"، أن: وزارة الخارجية تستدعي سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة وتسلمه مذكرة احتجاج رسمية بعد التصريحات المسيئة الصادرة من وزير الإعلام اللبناني حيال جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن".
وأوضحت الخارجية السعودية، في البيان، أنه: "تعرب وزارة الخارجية عن أسفها لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات تجاه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن، والتي تعد تحيزا واضحا لميليشيات الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة".
وشددت على أن "تصريحات قرداحي تتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين"، مضيفة أن: "ونظرا لما قد يترتب على تلك التصريحات المسيئة من تبعات على العلاقات بين البلدين، فقد استدعت وزارة الخارجية سعادة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة العربية السعودية وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص".
تصريحات قرداحي الجدلية
ويأتي ذلك بعد أن أدلى جورج قرداحي بتصريحات حول حرب اليمن، ادعى فيها أن "السعودية والإمارات تعتديان على الشعب اليمني"، وأن الحوثيين يمارسون "الدفاع عن النفس"، وهي تصريحات كشفت ميوله تجاه إيران وأنها رد جميل وحسن الطاعة لطهران مقابل تمكينه من الوزارة، بما يضمن سيطرة إيران وأدواتها في لبنان .
كما زعم قرداحي في تصريحات مسجلة لبرنامج "برلمان شعب" الذي يبث على قناة "الجزيرة" القطرية، حيث يلقى دعما كبيرا من الدوحة، أن "الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف"، مدعيا أن "الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي".
وزعم أيضا أن: "فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات ولكن لأن هناك اعتداء منذ 8 سنوات مستمرا، وما لا تستطيع تنفيذه في عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه في 8 سنوات".
وبعد حالة الجدل والغضب التي انتشرت بعد تلك التصريحات، قدم قرداحي اعتذارا على حسابه عبر "تويتر"، قائلاً: إن "مقطع الفيديو المتداول كان في مقابلة أجراها مع قناة الجزيرة أونلاين، ببرنامج برلمان الشباب، في 5 أغسطس الماضي، أي قبل شهر من تعيينه وزيرا في الحكومة اللبنانية".
وتابع أنه "لم يقصد بأي شكل من الأشكال، الإساءة إلى السعودية أو الإمارات، مضيفا أنه يكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء"، مؤكدا أن "الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمه منذ تشكيل الحكومة بأنه آتٍ لقمع الإعلام".
وأوضح أن "ما قاله بأن حرب اليمن أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، كان عن قناعة ليس دفاعا عن اليمن ولكن محبة بالسعودية والإمارات"، مشيرا إلى أنه "عسى أن يكون كلامي سببا بإيقاف هذه الحرب المؤذية، لليمن، ولكل من السعودية والإمارات".