عبدالقادر بن صالح.. رحيل ثاني رئيس جزائري في أقل من أسبوع
توفي الرئيس الجزائري السابق عبد القادر بن صالح ليلحق بعبد العزيز بوتفليقة
بعد أقل من أسبوع على رحيل الرئيس الجزائري السابع عبدالعزيز بوتفليقة، خيم الحزن مجددا على الجزائر اليوم، بوفاة الرئيس المؤقت السابق عبدالقادر بن صالح.
وفاة عبدالقادر بن صالح
تُوفي، اليوم الأربعاء، الرئيس الجزائري المؤقت السابق عبدالقادر بن صالح، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، عن عمر يناهز 80 عاما.
وكان آخِر ظهور للرئيس المؤقت الراحل، هو أثناء إدلائه بصوته في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدتها الجزائر في يونيو الماضي.
البداية والنشأة
ولد يوم 24 نوفمبر 1941 بفلاوسن بولاية تلمسان، ودرس في مدرسة عين يوسف التابعة حاليا لدائرة الرمشي، وفي عام 1959 التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في المغرب، بينما لم يكن تجاوز سن الثامنة عشرة.
تلقي في البداية تدريبه في زرع ونزع الألغام بمدينة العرايش قبل الانتقال إلى قاعدة جيش التحرير الوطني بزغنغن القريبة من الناظور المغربية، وكان من بين مهامه الدعاية السياسية، حيت استفاد منها كمحافظ سياسي، وهي المهمّة التي كلّف بها على مستوى المنطقة الثامنة، التابعة للولاية الخامسة التاريخية، حتى الاستقلال في 1962.
الوظائف والمسؤوليات
بعد الاستقلال، غادر بن صالح الجيش ليكمل دراسته في كلية الحقوق بجامعة دمشق، ثم عاد إلى الجزائر في 1967 للعمل كصحافي في يومية الشعب، ثم أصبح مراسلا في الخارج.
ومن الصحافة إلى السياسة، فيما بعد تم انتخابه نائبا في المجلس الشعبي الوطني للمرة الأولى في 1977، ثم أعيد انتخابه مرتين، حيث تولى مسؤولية رئاسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس لمدة عشرة أعوام.
وفي 1989، ترك البرلمان ليتجه إلى العمل الدبلوماسي، حيث تم تعيينه سفيرا للجزائر لدى المملكة العربية السعودية ثم مديرا للإعلام وناطقا رسميا باسم وزارة الشؤون الخارجية في 1993.
التجربة السياسية
وعقب عام من توليه ذلك المنصب، أصبح رئيسا للمجلس الوطني الانتقالي، الذي أُنشئ بعد حل البرلمان وإلغاء الانتخابات التشريعية، التي فاز بدورها الأول حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
وفي 1997، شارك في تأسيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي فاز في العام نفسه بالانتخابات التشريعية، ليعود مجددا كنائب ورئيس للمجلس الشعبي الوطني الذي تحول إلى الغرفة الأولى للبرلمان بعد إنشاء مجلس الأمة في دستور 1996.
الرجل الثاني بالدولة
وبعد مرور خمسة أعوام، عينه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عضوا في مجلس الأمة ضمن "الثلث الرئاسي"، لينتقل إلى رئاسة الغرفة العليا في 2002، وهو المنصب الذي شغله حتى تنحي بوتفليقة، في ٢٠١٩، ما جعله الرجل الثاني للدولة.
ولذلك في 2013، بعد إصابة بوتفليقة بجلطة في الدماغ ونقله إلى مستشفى في باريس، انتشر الجدل حول شرعية تولي بن صالح للرئاسة بالنيابة، بعد اقتراح رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح تطبيق المادة 102 من الدستور كمخرج للأزمة التي تشهدها البلاد، والتي تنص على آلية تنتهي بإعلان عجز الرئيس عن ممارسة مهامه بسبب المرض، وبعد مطالبة رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى القريب من بوتفليقة، الرئيس بالاستقالة.
تولي الرئاسة
بعد تنحي بوتفليقة عن الحكم في إبريل ٢٠١٩، إثر الاحتجاجات الشعبية الواسعة، تولى عبدالقادر بن صالح رئاسة الجزائر مؤقتا، حيث تولى الحكم في واحدة من أصعب المراحل السياسية لبلاده، والتي استمرت لمدة 7 أشهر، تأجلت خلالها الانتخابات الرئاسية من يوليو إلى ديسمبر ٢٠١٩.
كما أنه أشرف على انتقال سلس للسلطة بعد فوز المرشح المستقل عبدالمجيد تبون، وسلمه السلطة في يناير 2020.