ترامب يشعل سباق التسلح من جديد.. أوامر فورية للبنتاغون لاستئناف التجارب النووية
ترامب يشعل سباق التسلح من جديد.. أوامر فورية للبنتاغون لاستئناف التجارب النووية
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليمات عاجلة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لبدء تنفيذ برنامج جديد لاختبار الأسلحة النووية، بهدف مضاهاة القدرات الروسية والصينية في هذا المجال، في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من ثلاثة عقود، أثارت موجة واسعة من الجدل والتحذيرات على الصعيد الدولي، وفقًا لما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
القرار الذي أعلنه ترامب عبر منصة " تروث سوشيال" جاء قبل أقل من ساعة من لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، في إطار مساعٍ للتوصل إلى هدنة في الحرب التجارية بين البلدين.
وقال ترامب في منشوره: إن برامج الاختبارات التي تجريها دول أخرى مثل روسيا والصين دفعت الولايات المتحدة إلى التحرك بالمثل، مؤكدًا أن العملية ستبدأ على الفور.
عودة محتملة إلى التجارب النووية بعد توقف دام 33 عامًا
تأتي تصريحات ترامب في وقت لم تشهد فيه الولايات المتحدة تجربة نووية كاملة منذ عام 1992، وهو العام الذي نفذت فيه آخر اختبار لها في موقع نيفادا للأمن القومي، قبل أن يعلن الرئيس الأسبق جورج بوش الأب وقفًا اختياريًا لتلك التجارب.
ومنذ ذلك التاريخ، اقتصرت الأنشطة النووية الأمريكية على تجارب دون تفجير فعلي، مثل الاختبارات الحاسوبية عالية القدرة وتجارب الفيزياء النووية الجزئية لضمان جاهزية الترسانة النووية دون خرق المعاهدات الدولية.
وبينما لم تُعرف طبيعة الاختبارات التي ينوي ترامب تنفيذها، فإن صياغته لعبارة "على قدم المساواة" مع روسيا والصين فتحت باب التكهنات حول ما إذا كانت واشنطن تخطط لإجراء تجارب حقيقية أو مجرد استعراضات للقوة تشبه ما أعلنت عنه موسكو مؤخرًا.
تجارب روسية تثير التوترات الدولية
وجاء قرار ترامب بعد أيام من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجاح بلاده في اختبار صاروخ "بوريفيستنيك" النووي الذي يعمل بالطاقة النووية وقادر على حمل رؤوس نووية، في إطار ما وصفه الكرملين بجهود تعزيز الأمن القومي الروسي.
كما أجرت موسكو اختبارًا آخر على طوربيد نووي ضخم يُعرف باسم "بوسيدون"، قادر على تدمير مناطق ساحلية شاسعة عبر موجات إشعاعية هائلة.
الكرملين أكد، أنه أبلغ واشنطن مسبقًا بموعد الاختبار، إلا أن ترامب وصف التجربة الروسية بأنها "غير مناسبة"، معتبرًا أنها تمثل تهديدًا مباشرًا للتوازن النووي العالمي.
الصين تدعو واشنطن إلى ضبط النفس
من جانبها، علّقت وزارة الخارجية الصينية على إعلان ترامب ببيان مقتضب جاء فيه "أن بكين تأمل أن تلتزم الولايات المتحدة بمعاهدة حظر الانتشار النووي، وأن تتخذ خطوات تسهم في تعزيز السلام الإقليمي بدلاً من تهديده".
وأكد المتحدث باسم الوزارة قوه جياكون، أن الصين ما زالت ملتزمة بسياسة التنمية السلمية والدفاع الذاتي، ولا تنتهج نهجًا تصعيديًا في ملف التسلح النووي.
جدل داخلي في واشنطن ومعارضة في الكونغرس
وفي الداخل الأمريكي، أثار إعلان ترامب ردود فعل متباينة، إذ وصفت النائبة الديمقراطية دينا تايتوس من ولاية نيفادا القرار بأنه "غير مقبول إطلاقًا"، معلنة عزمها تقديم مشروع قانون يمنع أي محاولة لاستئناف التجارب النووية داخل الأراضي الأمريكية.
أما البنتاغون، فقد امتنع عن التعليق على تصريحات الرئيس، ما زاد من حالة الغموض بشأن ما إذا كانت الوزارة قد تلقت أوامر تنفيذية رسمية بالفعل.
سباق تسلح جديد يلوح في الأفق
يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو وواشنطن تدهورًا حادًا بسبب الحرب في أوكرانيا وتعليق المحادثات الخاصة بالحد من التسلح النووي. ورغم تصريحات الطرفين المتكررة حول الرغبة في تجنب سباق تسلح جديد، إلا أن الواقع يشير إلى تصاعد متسارع في التجارب والمشروعات النووية.
وكان ترامب قد دعا خلال ولايته الأولى إلى تعزيز الترسانة النووية الأمريكية عشرة أضعاف، مشددًا في تغريدة عام 2016 على ضرورة "توسيع وتقوية القدرات النووية الأمريكية حتى يستعيد العالم رشده بشأن الأسلحة النووية"، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا مبكرًا على عودته إلى سياسة الردع النووي الكلاسيكية.
أرقام تكشف موازين القوى النووية
وفقًا لحملة "الحد من الأسلحة النووية الدولية"، تمتلك روسيا حاليًا أكبر ترسانة نووية في العالم بنحو 5500 رأس حربي، تليها الولايات المتحدة بـ5044 رأسًا نوويًا، ما يعني أن واشنطن ليست الدولة صاحبة العدد الأكبر كما ادعى ترامب في منشوره الأخير.
يرى محللون، أن قرار ترامب - إن تم تنفيذه فعلاً- سيعيد العالم إلى أجواء الحرب الباردة، وسيفتح الباب أمام سباق نووي جديد في وقت يواجه فيه النظام الدولي تحديات أمنية واقتصادية معقدة.
كما يُتوقع أن تواجه واشنطن ضغوطًا متزايدة من حلفائها الأوروبيين الذين يؤيدون الالتزام بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية الموقعة عام 1996.

العرب مباشر
الكلمات