تحركات أمريكية مكثفة لتأسيس قوة دولية في غزة بمشاركة مصر وتركيا والأردن

تحركات أمريكية مكثفة لتأسيس قوة دولية في غزة بمشاركة مصر وتركيا والأردن

تحركات أمريكية مكثفة لتأسيس قوة دولية في غزة بمشاركة مصر وتركيا والأردن
الولايات المتحدة

تشهد الكواليس الدبلوماسية تحركات أمريكية سرية متسارعة لتشكيل قوة أمنية متعددة الجنسيات في قطاع غزة، في إطار خطة أمريكية جديدة تهدف إلى ترسيخ وقف إطلاق النار وتجنب عودة التصعيد العسكري، مع مشاركة عربية وإسلامية فاعلة بقيادة مصر والأردن وتركيا.

وبحسب ما نقلت مصادر مطلعة لموقع أكسيوس الأمريكي، تعمل القيادة المركزية الأمريكية على إعداد تصور شامل لقوة تحمل اسم قوة الاستقرار الدولية ISF ، تتولى مهمة حفظ الأمن ومراقبة تنفيذ الترتيبات السياسية والأمنية داخل القطاع بعد انسحاب تدريجي متوقع للقوات الإسرائيلية من نحو نصف المناطق التي ما تزال تحت سيطرتها.

خطة أمنية بإشراف أمريكي مباشر


وتشير التسريبات إلى أن واشنطن تقود مفاوضات حساسة مع عددٍ من الدول للمشاركة في هذه القوة، من بينها مصر وتركيا وإندونيسيا وأذربيجان، إلى جانب قوة شرطة فلسطينية سيتم تدريبها وفحصها أمنيًا بإشراف أمريكي – مصري – أردني مشترك.

وتهدف الخطة إلى إنشاء هيكل أمني يضمن ضبط الحدود مع مصر وإسرائيل، ويمنع عودة الفصائل المسلحة إلى الميدان، مع الاعتماد على قوات ذات جاهزية عالية وليس فقط على حجمها العددي.

تحفظات إسرائيلية على المشاركة التركية


ورغم إبداء أنقرة استعدادها للمشاركة في القوة الجديدة، أبدت إسرائيل رفضها القاطع لوجود قوات تركية داخل غزة، في حين تصر واشنطن على إشراك تركيا إلى جانب مصر وقطر باعتبارها من أكثر الدول القادرة على التأثير على حركة حماس ودفعها نحو الالتزام بالاتفاقات.

وأكد مسؤول أمريكي، أن الخلاف السياسي بين نتنياهو وأنقرة تسبب في إرباك الاتصالات، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب تسعى لتجاوز العقبات وصياغة صيغة أمنية مقبولة لجميع الأطراف.

قبول حماس شرط أساسي لنجاح الخطة


تعمل واشنطن حاليًا على إقناع حركة حماس بقبول نشر القوة الدولية داخل غزة، حيث اعتبر أحد المخططين أن نجاح المهمة يتوقف على موقف الحركة من وجود هذه القوات.
وأوضح، أن رفض حماس سيجعل القوة عرضة للمقاومة الميدانية، بينما سيتيح قبولها تنفيذ مهامها في فرض الاستقرار ومنع أي طرف من عرقلة مسار التسوية.

مشروع قرار في مجلس الأمن


تسعى الولايات المتحدة في الوقت ذاته إلى تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن يمنح القوة الدولية تفويضًا قانونيًا دون أن تكون تابعة رسميًا للأمم المتحدة، بما يسمح لواشنطن بالإشراف المباشر على عملياتها الميدانية.
ويتوقع أن تُعرض الصيغة النهائية للخطة على إسرائيل والدول المشاركة خلال الأسابيع المقبلة، بعد مراجعة دقيقة لتفادي الأخطاء التي رافقت تجارب مشابهة في لبنان وأفغانستان.

زيارات ومشاورات أمريكية مكثفة


وشهدت الأسابيع الأخيرة زيارات مكوكية لعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين إلى إسرائيل، بينهم جاريد كوشنر وستيف ويتكوف ونائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، حيث ناقشوا مع قادة الجيش الإسرائيلي تفاصيل القوة المقترحة وآليات نشرها.
وأكد أحد المسؤولين الأمريكيين، أن إسرائيل متوترة لأنها لم تعد تملك السيطرة الكاملة على مسار الخطة، مشيرًا إلى أن واشنطن أوضحت لتل أبيب ضرورة اختبار مدى التزام حماس بالتهدئة قبل اتخاذ خطوات ميدانية جديدة.

تصريحات لروبيو تكشف الموقف الأمريكي


وفي سياق متصل، وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تصويت الكنيست بالقراءة التمهيدية على ضم الضفة الغربية بأنه إحراج سياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا مباشرًا لعملية السلام.


وأضاف روبيو، أنه لا يعتقد أن ضم الضفة الغربية سيحدث فعليًا، مشددًا على أن الإدارة الأمريكية تركز حاليًا على تثبيت الاستقرار في غزة ومنع أي خطوات إسرائيلية أحادية قد تعرقل مسار التهدئة.


وترى مصادر دبلوماسية، أن إدارة ترامب تسعى لفرض واقع أمني جديد في القطاع، لكنها في الوقت نفسه تتحرك بحذر لتفادي فشل التجربة قبل بدايتها، إذ حذر أحد المسؤولين الأمريكيين من أن التسرع في تنفيذ الخطة قد يؤدي إلى فشل دائم يصعب تداركه.


وفي انتظار المواقف النهائية من حماس وإسرائيل والدول المشاركة، يبقى مشروع القوة الدولية أحد أكثر الملفات حساسية في المنطقة، إذ سيتوقف عليه مستقبل الهدوء في غزة ومعه مسار التسوية السياسية برمّتها.