محلل سياسي: الضربات المتتالية أدخلت حركة الشباب في أضعف مراحلها وتفكك خلاياها يتسارع

محلل سياسي: الضربات المتتالية أدخلت حركة الشباب في أضعف مراحلها وتفكك خلاياها يتسارع

محلل سياسي: الضربات المتتالية أدخلت حركة الشباب في أضعف مراحلها وتفكك خلاياها يتسارع
حركة الشباب

تشهد حركة الشباب الصومالية الإرهابية تراجعًا غير مسبوق في مناطق انتشارها خلال الأشهر الأخيرة، مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية التي تشنها القوات الحكومية الصومالية مدعومة بقوات الاتحاد الإفريقي وشركاء دوليين.

 وبحسب مصادر أمنية في مقديشو، فإن الحركة باتت تفقد مواقعها الحيوية واحدة تلو الأخرى، في وقت تتكبد فيه خسائر بشرية ولوجستية كبيرة انعكست على قدرتها على التخطيط والتنفيذ.

وتشير المعطيات الميدانية، أن الضربات الجوية والعمليات الخاصة أدت إلى تفكيك عدد من شبكات الإمداد التابعة للحركة، خصوصًا في ولايتي شبيلي الوسطى وهيران، وهما من أبرز معاقل التنظيم خلال العقد الماضي، كما أسهمت العمليات في استعادة قرى وبلدات كانت الحركة تستخدمها لشن هجمات وتجنيد مقاتلين وفرض الضرائب على السكان.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي الصومالي عبد الرحمن علي فارح -في تصريح خاص للعرب مباشر-: إن الحركة تعيش “أضعف مراحلها منذ سنوات”، موضحًا أن “الضربات المركزة أفقدت الشباب هامش الحركة الذي كانت تعتمد عليه، وقطعت خطوط تمويل مهمة، مما جعل قدرتها على شن هجمات منسقة تتراجع بشكل واضح”. 

وأضاف للعرب مباشر: أن “استراتيجية الحكومة الحالية تقوم على ملاحقة القيادات الوسطى الذين يشكلون العصب الحقيقي للتنظيم، وهو ما أدى لتفكك العديد من الخلايا”.

وأكد فارح، أن الانقسامات الداخلية داخل الحركة زادت من وتيرة التآكل، حيث ظهرت خلافات بين قادتها حول أسلوب إدارة العمليات، وتم تسجيل حالات فرار لمقاتلين باتجاه مناطق نائية أو نحو الحدود مع دول مجاورة، كما لفت إلى أن البيئة المحلية لم تعد حاضنة للتنظيم كما كانت في السابق، نتيجة الاستياء الشعبي من الضرائب القسرية والانتهاكات التي ترتكب بحق الأهالي.

ورغم هذه التطورات، أشار فارح إلى أن الحركة ما تزال قادرة على تنفيذ هجمات مباغتة في المدن الكبرى، محذرًا من “التعامل مع التراجع الحالي باعتباره نهاية للتنظيم”.

 وقال: إن “حركة الشباب تعتمد على تكتيكات حرب العصابات، وتستغل أي ثغرة أمنية لإثبات حضورها”، داعيًا إلى استمرار الضغط الأمني بالتوازي مع برامج إعادة الإعمار وتعزيز الحكم المحلي في المناطق المحررة.

وتعمل الحكومة الصومالية على تثبيت وجودها في المناطق التي تمت استعادتها عبر نشر قوات إضافية وتحسين الخدمات، في محاولة لضمان عدم عودة الحركة إليها. 

وبحسب مراقبين، فإن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الشباب، بين استمرار مسار التراجع أو محاولة التنظيم إعادة تجميع صفوفه وشن هجمات مضادة.