سياسي ليبي لـ"العرب مباشر": فايز السراج يناور باستقالته
ما زال إعلان فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في طرابلس، اعتزامه تقديم استقالته في أكتوبر المقبل، مثار جدل على الساحة الليبية، بين راغب في تنفيذ الخطوة ومشكك فيها، وفي حال تقدم باستقالته فتعد خطوة قد تغير الوضع الداخلي في ليبيا حال تنفيذها، وقال السراج إنه مع الاستقالة وتمكين ما تسمى "لجنة الحوار" من انتقال السلطة بشكل رسمي، وتأتي تلك الخطوة كمحاولة لحل الحوار في الداخل الليبي بشكل سلمي.
استقالة السراج مناورة سياسية
ومن ناحيته قال الدكتور مختار الجدال، سياسي ليبي، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن استقالة السراج ما هي إلا مناورة سياسية ليظهر أمام العالم بأنه الزاهد في المنصب والسلطة، قبل أن ينعقد اجتماع لجنة الحوار 13 + 13 + 14 في جنيف الأيام القادمة لاختيار مجلس جديد أملاً في البقاء في الرئاسة أو حتى عضواً عن طرابلس.
ميليشيات السراج استفادت من الانقسام الليبي
وتابع الجدال: إن السراج أتى به المجتمع الدولي ولا يعرفه أحد قبل ذلك إلا أصدقاؤه المقربون، الذين عملوا معه كمستشارين خلال الخمس سنوات وهم لا يريدون ترك هذه الغنيمة التي تحصلوا عليها.
وأردف قائلاً: إن الميليشيات التي تسيطر على المشهد في طرابلس، لا تريد أن يغادر السراج لأنها استفادت من ضعفه وفي النهاية تقول "جن تعرفه أفضل من أنس لا تعرفه".
توقعات بانقسام عقب استقالة السراج
يُذكر أن السراج تولى رئاسة حكومة الوفاق الوطني، منذ تشكيلها في 2015 نتيجة لاتفاق سياسي دعمته الأمم المتحدة يهدف إلى توحيد ليبيا واستقرارها، بعد الفوضى التي أعقبت انتفاضة 2011 التي أطاحت بالزعيم الراحل معمر القذافي.
إلا أن التوقعات السياسية تشير إلى أن استقالة السراج تزيد من حالة عدم اليقين السياسي في طرابلس أو حتى الاقتتال الداخلي بين الفصائل المتنافسة في التحالف الذي يهيمن على غرب ليبيا.
استقالة السراج حل سياسي سلمي
ومع ذلك، فإن آخرين يرون أن ذلك يأتي في سياق تحرك نحو حل سياسي بعد أن أنهت حكومة الوفاق الوطني في يونيو هجوم القوات الموالية لحفتر على طرابلس، الذي استمر 14 شهراً، وأجبرتها على الانسحاب من العاصمة.
وجذبت الحرب الدائرة في ليبيا قوى إقليمية ودولية، حيث تدعم الإمارات ومصر وروسيا قوات حفتر، في حين تدعم تركيا وقطر حكومة الوفاق الوطني.