لبنان يجمّد اعتماد السفير الإيراني ويصعّد دبلوماسيًا ضد طهران
لبنان يجمّد اعتماد السفير الإيراني ويصعّد دبلوماسيًا ضد طهران
كشفت شبكة "إيران إنترناشونال"، أن وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي قام بتأجيل استكمال إجراءات اعتماد أوراق اعتماد السفير الإيراني المعين حديثًا في بيروت، في خطوة تعكس تصعيدًا جديدًا في التوترات الدبلوماسية بين لبنان وإيران.
وذكرت الشبكة، أن لبنان كان قد عيّن في شهر أكتوبر الماضي أحمد سويدان سفيرًا جديدًا له لدى طهران، وعلى إثر ذلك تقدمت إيران بتسمية سفيرها المقابل لدى لبنان، وفقاً للأعراف الدبلوماسية المعمول بها بين البلدين.
تعطيل إداري ورسائل سياسية واضحة
وبحسب التقرير، فإن وزير الخارجية اللبناني لم يقم حتى الآن برفع أوراق اعتماد السفير الإيراني إلى مجلس الوزراء، كما لم يحلها إلى رئاسة الجمهورية، ولم يبلغ الجانب الإيراني بالموافقة الرسمية اللبنانية على التعيين، ما يشكل تعطيلًا فعليًا لإتمام الإجراءات الدبلوماسية اللازمة لبدء مهام السفير الجديد.
وتأتي هذه الخطوة في سياق سياسي حساس تشهده العلاقات بين بيروت وطهران، وسط تباين حاد في المواقف حيال دور إيران في لبنان والمنطقة.
دور إيران ساهم في زعزعة الاستقرار
وفي تصريحات أدلى بها وزير الخارجية يوسف رجي لقناة الجزيرة، يوم الجمعة، أكد أن الدور الإيراني في لبنان وفي الإقليم الأوسع كان سبباً في تغذية حالة عدم الاستقرار، مشدداً في الوقت ذاته على أن بيروت لا تغلق باب الحوار مع طهران، شريطة حدوث تغيير واضح في سياساتها.
وأوضح رجي، أن لبنان يواجه إشكالية حقيقية مع إيران، لكنه لا يمانع الانخراط في حوار سياسي ودبلوماسي معها، إذا ما أوقفت دعمها لحزب الله، وأنهت ما وصفه بتدخلها في الشؤون الداخلية اللبنانية، إضافة إلى وقف تمويل تنظيم غير شرعي داخل البلاد.
دعم إيراني مستمر لحزب الله
وتُعرف إيران منذ سنوات بدعمها السياسي والعسكري والمالي لحزب الله، كما ترفض الضغوط الدولية والمحلية التي تطالب بنزع سلاح الحزب، معتبرة أن استمرار العمليات الإسرائيلية يشكل مبرراً لبقاء سلاحه ودوره العسكري.
ويمثل هذا الموقف أحد أبرز نقاط الخلاف بين بيروت وطهران، لا سيما في ظل الانقسام الداخلي اللبناني حول سلاح حزب الله ودوره الإقليمي.
خلفيات دبلوماسية وتبادل رسائل بين بيروت وطهران
وجاء رفض وزير الخارجية اللبناني استكمال إجراءات اعتماد السفير الإيراني عقب تواصل دبلوماسي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، الذي كان قد وجه في وقت سابق من الشهر الجاري دعوة رسمية لرجي لزيارة طهران.
إلا أن الوزير اللبناني اعتذر عن تلبية الدعوة، مبررًا ذلك بعدم ملاءمة الظروف الحالية، واقترح بدلاً من ذلك عقد لقاء في دولة ثالثة محايدة.
طهران تبدي تفهمًا وتدعو لفتح صفحة جديدة
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: إنه يتفهم موقف لبنان في ضوء التطورات الجارية والعمليات الإسرائيلية المستمرة، مؤكدًا استعداده لتلبية دعوة لزيارة بيروت في حال توجيهها رسميًا.
وأضاف عراقجي: أن إيران تسعى إلى فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع لبنان، تقوم على أساس الاحترام المتبادل وصون السيادة الوطنية، في إشارة إلى رغبة طهران في احتواء التوتر القائم وإعادة ضبط مسار العلاقات الثنائية

العرب مباشر
الكلمات