محاولة أخيرة.. مصر تُكثف جهودها لاستئناف مفاوضات الهدنة في غزة مرة أخرى

مصر تُكثف جهودها لاستئناف مفاوضات الهدنة في غزة مرة أخرى

محاولة أخيرة.. مصر تُكثف جهودها لاستئناف مفاوضات الهدنة في غزة مرة أخرى
صورة أرشيفية

أرسلت مصر وفدها التفاوضي رفيع المستوى إلى إسرائيل يوم الجمعة في محاولة أخيرة لإحياء المحادثات نحو وقف إطلاق النار في غزة والذي من شأنه أيضًا إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف هجوم عسكري إسرائيلي مخطط له ضد حماس في مدينة رفح.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن الوفد المصري من المقرر، أن يجتمع مع ديفيد بارنيع، رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد، ومجموعة من كبار المسؤولين الإسرائيليين الآخرين.

محاولة أخيرة

وتابعت الصحيفة أن هذه المحادثات هي محاولة اللحظة الأخيرة للتفاوض على وقف القتال في غزة، بينما تستعد إسرائيل لشن هجوم على مدينة رفح الواقعة على حدود قطاع غزة مع مصر، حيث يلجأ أكثر من مليون مدني فلسطيني في المنطقة المجاورة، وقال مسؤولون إسرائيليون في الأيام الأخيرة إنهم سيتقدمون بالهجوم قريبًا، دون تحديد توقيت الهجوم.

ويقول مسؤولون مصريون مطلعون على المفاوضات إن فرصة نجاح المحادثات بشأن صفقة الرهائن ضئيلة، لكنهم يأملون في استغلال الاجتماعات لكسب الوقت للولايات المتحدة والقوى الإقليمية للضغط على إسرائيل لوقف خططها لمهاجمة رفح.

وحذرت الحكومات الغربية والأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الدولية من أن العملية العسكرية في رفح قد تكون كارثية على المدنيين، الذين يتجمع الكثير منهم في مخيمات ومدارس وملاجئ مؤقتة أخرى بعد فرارهم من منازلهم في أجزاء أخرى من غزة خلال الحرب، ويعد معبر رفح الحدودي مع مصر أيضًا نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وتقول إسرائيل إنها بحاجة إلى المضي قدمًا في العملية للقضاء على أقسام رئيسية من الجناح العسكري لحماس، وتمكنت الجماعة المسلحة من البقاء بعد ما يقرب من سبعة أشهر من الحرب في أعقاب هجومها في 7 أكتوبر على إسرائيل، والذي تقول السلطات إنه أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص. 

أدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى تدمير جزء كبير من القطاع وقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين الذين لا تميز أعدادهم بين المقاتلين والمدنيين.

مساران للمفاوضات

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن المسؤولين المصريين الذين يزورون إسرائيل يتابعون المفاوضات على مسارين. الأول يتضمن العمل مع المسؤولين الإسرائيليين للخروج باقتراح جديد يُمكن أن يدفع حماس إلى إعادة الانخراط في المفاوضات نحو اتفاق من شأنه أن يحرر على الأقل بعض الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة منذ 7 أكتوبر، مقابل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. 

وقال مسؤولون مصريون إن الخيار الثاني يتعلق بالضغط على إسرائيل للتراجع عن خطتها لمهاجمة رفح.

وأضافت الصحيفة أن مفاوضات وقف إطلاق النار، التي استمرت لأشهر منذ انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعًا في نوفمبر، وصلت إلى طريق مسدود لأسابيع مع رفض الجانبين التوصل إلى حل وسط بشأن القضايا الرئيسية، وتتوسط الولايات المتحدة ومصر وقطر في المفاوضات غير المباشرة.

وتابعت أن العائق الرئيسي في المفاوضات الآن هو مطالبة حماس بأن يتضمن أي اتفاق مسارًا موثوقًا لوقف إطلاق النار الدائم، بدلًا من وقف مؤقت للقتال، وفقًا لمسؤولين مصريين ومسؤولين آخرين مطلعين على المفاوضات.

رفضت حماس الخطة الأمريكية الأخيرة، التي تم تسليمها للمفاوضين في القاهرة في وقت سابق من هذا الشهر، والتي دعت إلى حالة دائمة من "الهدوء" في غزة، بحجة أن الاقتراح يخدم مصالح إسرائيل ولم يتضمن ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار. ويفضل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغيره من كبار القادة في إسرائيل وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار يسمح للبلاد باستئناف حربها ضد الجماعة المسلحة بعد أسابيع عدة.

ويقول مسؤولون عرب يتوسطون في المحادثات إن الجانبين رفضا التنازل عن نقاط حاسمة في المفاوضات، وخلال المحادثات التي جرت في القاهرة في وقت سابق من هذا الشهر، رفضت إسرائيل أيضًا الموافقة على السماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى شمال غزة، ولن تتنازل عن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الكبار الذي تطالب به حماس. 

كما انتقدت عائلات الرهائن الإسرائيليين نتنياهو على وجه التحديد بسبب افتقاره إلى المرونة في المفاوضات. واتهم نتنياهو حركة حماس بالتسبب في تعثر المحادثات، واصفًا مطالب الحركة بـ”الوهمية”.