النوبة القلبية.. خطر صامت يمكن الوقاية منه
النوبة القلبية.. خطر صامت يمكن الوقاية منه

تُعد جلطة القلب أو النوبة القلبية من أكثر المشكلات الصحية خطورة وانتشارًا حول العالم، إذ تحدث نتيجة انسداد أحد الشرايين المسؤولة عن تغذية عضلة القلب بالدم؛ مما يؤدي إلى تلف جزء منها إذا لم يتم التدخل بسرعة.
ومع التقدم الطبي، أصبحت فرص النجاة والتعافي ممكنة عند التشخيص المبكر والعلاج السريع.
في هذا التقرير نتعرف على أعراض جلطة القلب، أسبابها، عوامل الخطر، وأساليب الوقاية والعلاج..
ما هي جلطة القلب؟
جلطة القلب هي حالة طبية طارئة تحدث عندما ينقطع أو يقل تدفق الدم إلى عضلة القلب بسبب انسداد الشرايين التاجية بتراكم الدهون والكوليسترول. هذا الانسداد يمنع وصول الأكسجين إلى عضلة القلب؛ مما يؤدي إلى تلف الأنسجة وقد يسبب مضاعفات خطيرة إن لم يُعالج سريعًا.
أعراض جلطة القلب
تظهر أعراض جلطة القلب بشكل مفاجئ، وقد تختلف بين الرجال والنساء، ومن أبرز العلامات ما يلي:
ألم أو ضغط شديد في منتصف الصدر قد يستمر لعدة دقائق أو يزول ويعود.
انزعاج أو ألم في الذراعين أو الرقبة أو الفك أو المعدة.
ضيق في التنفس يصاحبه شعور بانقباض في الصدر.
التعرق البارد والغثيان والدوخة المفاجئة.
تنبيه: النساء قد تظهر عليهن أعراض مختلفة قليلاً مثل: الغثيان أو آلام الظهر وضيق التنفس دون ألم واضح في الصدر.
عوامل خطر الإصابة بجلطة القلب
تتعدد الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة، ومن أبرزها:
1. العوامل الوراثية
التاريخ العائلي لأمراض القلب يزيد من خطر الإصابة بشكل كبير، خصوصًا إذا كان أحد الوالدين مصابًا.
2. التدخين
يُعد التدخين من أكثر العوامل خطورة، إذ يؤدي إلى تلف الشرايين وزيادة احتمالية الجلطات، حتى التعرض للتدخين السلبي يزيد الخطر.
3. ارتفاع الكوليسترول
يزيد تراكم الكوليسترول الضار في الدم من احتمال انسداد الشرايين، خاصة مع وجود عوامل أخرى مثل السمنة أو ارتفاع الضغط.
4. ارتفاع ضغط الدم
يؤدي إلى إجهاد القلب وتصلب عضلته؛ مما يرفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
5. قلة النشاط البدني
الخمول وعدم ممارسة الرياضة يزيدان من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
6. السمنة ومرض السكري
تؤثر زيادة الوزن وارتفاع سكر الدم على صحة الشرايين والقلب بشكل مباشر.
طرق الوقاية من جلطة القلب
الوقاية تبدأ من تبني نمط حياة صحي يقي القلب من الخطر، وتشمل الخطوات التالية:
زيارة الطبيب بانتظام لتقييم عوامل الخطر الشخصية.
الإقلاع عن التدخين، فبعد عام واحد من التوقف ينخفض خطر الإصابة إلى النصف.
ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا، مثل المشي السريع.
اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والحبوب الكاملة، وتجنب الأطعمة الدهنية والمقلية.
المحافظة على الوزن المثالي ومراقبة ضغط الدم ونسبة الكوليسترول باستمرار.
علاج جلطة القلب
يهدف العلاج إلى إعادة تدفق الدم إلى عضلة القلب وتقليل الضرر قدر الإمكان، ومن أبرز طرق العلاج:
1. التدخل الطبي العاجل
تركيب بالون أو دعامة لتوسيع الشريان المسدود.
إجراء رأب الشرايين بالليزر لفتح الانسداد.
استئصال تصلب الشرايين لإزالة الترسبات داخل الأوعية.
جراحة تحويل مسار الشرايين التاجية لإنشاء مسار بديل لتدفق الدم.
زراعة القلب في الحالات الحرجة.
2. الأدوية
يتم استخدام مضادات التجلط ومخففات الدم وأدوية خفض الكوليسترول والضغط حسب حالة المريض وتوصية الطبيب المختص.
نصيحة مغربي
القلب السليم يحتاج إلى غذاء صحي، نشاط بدني منتظم، وابتعاد عن التدخين والتوتر. احرص على فحوصات دورية، فالكشف المبكر يقي من المضاعفات الخطيرة ويمنحك حياة أطول وأكثر صحة.
جلطة القلب ليست نهاية الطريق، بل إن الوعي بها واتخاذ الخطوات الوقائية والعلاجية الصحيحة يمكن أن ينقذ الحياة.
تذكّر أن نمط حياتك اليوم يحدد صحة قلبك غدًا، فابدأ من الآن بتبني العادات التي تحميك وتحافظ على قلبك نابضًا بالحياة.