عدنان الأفيوني.. اغتيال مفتي بشار الأسد وشيخ المصالحات السورية

عدنان الأفيوني.. اغتيال مفتي بشار الأسد وشيخ المصالحات السورية
صورة أرشيفية

بعد أن شاهد في المصالحة السورية وخدمة الرئيس بشار الأسد ليكون أحد المقربين له، وينشر أفكاره ويدعم نظامه في مختلف المساجد، تم اغتياله بشكل مفاجئ، دون الكشف عن المتورطين بالحادث حتى الآن.

اغتيال مفتي دمشق


قبل ساعات قليلة، في مساء يوم الخميس، توفي مفتي دمشق محمد عدنان الأفيوني، في عملية اغتيال ممنهجة، من خلال انفجار عبوة ناسفة بسيارته، في بلدة قدسيا شمال غربي العاصمة، بينما لم توجه السلطات السورية اتهاما مباشرا لجهة معينة بشأن تنفيذ العملية.

ولقي الأفيوني مصرعه جراء إصابته الشديدة في الانفجار، بعد أن تمكنت قوات الدفاع المدني والإسعاف التقى هرعت لموقع  الانفجار من انتشاله من داخل السيارة، ثم فرضت قوات الأمن طوقا محكما حول الحي الذي كان يقطنه الأفيوني.

من هو الأفيوني


ولد محمد عدنان الأفيوني في 1954، بالعاصمة السورية دمشق، ودرس في المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد، وكلية الدعوة الإسلامية بدمشق، ثم في كلية الدراسات العليا في جامعة أم درمان في السودان ونال شهادة الماجستير، وخلال ذلك حاول رفض التطرف والجهاد في سوريا.

ذاع صيته عقب ذلك، وتدرج في العديد من المراكز الدينية المهمة بالبلاد، حتى عرض عليه أكثر من مرة تولي منصب مفتي دمشق وريفها لكنه رفض، قبل أن يقبله في عام ٢٠١٣، بعد جولة له في مصر ولبنان لتحسين العلاقات بين الدولتين وسوريا، وتسلم مهامه، من بشار الأسد، في إدارة مركز الشام الإسلامي الدولي لمحاربة الإرهاب والتطرف، بدمشق.

كما أنه كان يعد أحد الشخصيات البارزة التي ساعدت في تحقيق المصالحة الوطنية في جنوب وغرب دمشق، حيث بذل جهودا كبيرة في عام 2015 لدفع المسلحين في منطقتي قدسيا والهامة للانفصال عن "جبهة النصرة" وتسليم أسلحتهم، والعودة إلى حياتهم الطبيعية.

قبل وفاته، كان يتولى رئاسة مركز المصالحة في منطقة قدسيا وضواحيها وعضو المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف.

ويتولى أيضا منصب معاون لرئيس مجلس الإدارة في مجمع الشيخ أحمد كفتارو، وهو مدير المعهد التأهيلي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، فضلا عن أنه مدرس في كلية الدعوة الإسلامية في كلية أصول الدين وكلية الشريعة والقانون لمواد المصطلح وعلوم السنة وتاريخ التشريع الإسلامي والأخلاق الإسلامية والتزكية والخطابة وفن الحوار.

علاقته بالأسد


يعتبر الأفيوني أحد المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد، حيث اشتهر بدعمه ومناصرته بشدة، فضلا عن دوره المهم في تنفيذ اتفاقات التسوية التي أبرمتها الحكومة مع الفصائل المعارضة والمقاتلة في العاصمة.

ورعى مفتي دمشق وفد الحرس والقصر الجمهوري، في 2014، في مفاوضات داريا، لوقف القتال بها، ثم شارك في المفاوضات الأخيرة التي خرجت بها المعارضة للشمال السوري.

اشتهرت علاقة بشار الأسد والأفيوني، بواقعة معروفة في سبتمبر 2016، حيث أمَّ المفتي صلاة عيد الأضحى التي حضرها الرئيس بشار الأسد في ظهور علني نادر له، في منطقة داريا على مشارف دمشق، بعد إجلاء آخر مسلحي المعارضة منها بموجب اتفاق استسلام، وقال في خطبته وقتها: إن "داريا دليل حي لكل السوريين أن الخيار الوحيد المتاح لكم هو المصالحة وترك القتال".