يعاني بعض الأشخاص من ظاهرة غريبة تتمثل في الشعور بلسعات كهربائية خفيفة عند ملامسة أشخاص أو أجسام مختلفة. هذا الشعور المفاجئ قد يكون مزعجًا، وقد يتكرر في الحياة اليومية دون معرفة أسبابه. 

وعلى الرغم من أنه لا يشكل خطرًا صحيًا مباشرًا، إلا أنه قد يسبب حرجًا اجتماعيًا أو قلقًا لدى البعض. 

في هذا التقرير نستعرض أهم أسباب الشعور بالكهرباء في الجسم، وطرق الوقاية منها بطريقة مبسطة وعملية.

ما هو سبب الشعور بالكهرباء في الجسم؟

هذا الشعور ناتج في الغالب عن انتقال الشحنات الكهربائية الساكنة من جسم إلى آخر، أو بين الجسم والأسطح المحيطة به.
 وهذه الشحنات تتولد لأسباب مختلفة، من أبرزها:

1. البيئة المحيطة والتعرض للموجات الكهرومغناطيسية
التواجد في أماكن تحتوي على مصادر كهربائية قوية أو أجهزة إلكترونية كثيرة، مثل الأبراج الكهربائية أو الهواتف المحمولة وأجهزة التوجيه اللاسلكي (Wi-Fi)، قد يساهم في تراكم الشحنات على الجسم.

2. الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية
ارتداء أقمشة مثل البوليستر أو الصوف، خصوصًا في فصل الشتاء، يزيد من توليد الكهرباء الساكنة عند احتكاكها بالجسم أو الأجسام الأخرى.

3. الاستخدام المكثف للأجهزة الإلكترونية
الهواتف الذكية، الحواسيب، والأجهزة اللوحية تعتبر مصادر شحنات كهربائية ساكنة، وقد تنتقل هذه الشحنات بسهولة إلى الجسم عند الاستخدام المستمر.

هل هناك مخاطر صحية؟

حتى الآن، لا توجد أدلة علمية تثبت أن هذه الشحنات تسبب ضررًا صحيًا مباشرًا. إلا أن المشكلة تكمن في الإزعاج النفسي والاجتماعي الذي قد تسببه، خاصة عند ملامسة الآخرين وشعورهم بنفس اللسعة الكهربائية.

طرق فعالة لتقليل الشعور بالكهرباء في الجسم

للحد من هذه الظاهرة، يمكن اتباع بعض النصائح والإجراءات البسيطة:

1. المشي حافي القدمين
يساعد المشي بدون حذاء – خاصة على الأرض أو العشب – على تفريغ الشحنات الكهربائية الزائدة من الجسم.

2. ملامسة الأسطح الخشبية
الخشب لا يوصل الكهرباء، لذا فإن لمسه أو الجلوس على كراسي خشبية يمكن أن يخفف من تراكم الشحنات.

3. استخدام الأكسسوارات النحاسية
ارتداء سوار أو خاتم نحاسي يساعد على سحب الشحنات الساكنة من الجسم. كذلك يمكن حمل قطعة معدنية مثل مفتاح واستخدامها للمس الأسطح قبل التفاعل معها.

4. تجنب الملابس الصناعية قدر الإمكان
يفضل اختيار ملابس مصنوعة من القطن أو الألياف الطبيعية، خاصة الملابس الداخلية والجوارب، لتقليل الاحتكاك المولد للكهرباء.

5. استخدام مرطّبات الهواء
في الأجواء الجافة، خاصة أثناء الشتاء، تزداد الكهرباء الساكنة. لذا فإن استخدام جهاز لترطيب الجو يقلل من جفاف الهواء وبالتالي من تراكم الشحنات.

6. ترطيب البشرة بانتظام
كلما كانت البشرة جافة، زادت فرص تراكم الكهرباء. لذا يُنصح باستخدام كريمات مرطبة بانتظام، خاصة في فصل الشتاء.

7. ارتداء أحذية ذات نعال جلدية
تساعد النعال الجلدية على تفريغ الشحنات بدلاً من تراكمها، بخلاف الأحذية المطاطية أو البلاستيكية.

8. إضافة منعم الأقمشة أثناء الغسيل
منعم الأقمشة يقلل من تكوّن الكهرباء الساكنة في الملابس، كما يُمكن استخدام دبوس معدني صغير في الملابس لتفريغ الشحنات.

9. استخدام بخاخات مضادة للكهرباء الساكنة
يمكن رش هذه المواد على الأثاث أو السجاد أو حتى الملابس لتقليل الكهرباء المتراكمة.

الشعور بالكهرباء في الجسم ليس حالة مرضية، لكنه عرض شائع يمكن التقليل منه باتباع بعض الإجراءات البسيطة في الحياة اليومية. 

الوعي بالأسباب والعوامل المحيطة يسهّل التعامل مع هذه الظاهرة ويمنعها من التأثير على الراحة النفسية والاجتماعية.