كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان وغزة.. ماذا حدث في الساعات الماضية؟
كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان وغزة.. ماذا حدث في الساعات الماضية؟
قال مسؤولان أميركيان: إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تنظر الآن إلى تأمين وقف إطلاق النار في لبنان باعتباره أفضل طريقة لإنهاء الحرب في غزة، معترفين بأن واشنطن قلبت تقييمها في الأسابيع الأخيرة بعد أشهر من التأكيد على أن الهدوء في القطاع هو ما من شأنه أن يخفف من حدة التوترات على طول الخط الأزرق.
وتابع المسؤولان: إن المفاوضات بين حزب الله وإسرائيل شهدت تقدمًا كبيرًا خلال الـ 24 ساعة الماضية، واتفق الجميع على العودة لقرار 1701 للأمم المتحدة لعام 2006.
تحول في السياسة الأمريكية
وأكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن هذا التحول يأتي في أعقاب التوسع الكبير في العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله في منتصف سبتمبر، والتي تضمنت تفجيرات جماعية لأجهزة الاتصالات التابعة للجماعة الإرهابية (والتي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها)، والقضاء على جزء كبير من قياداتها العليا وغزو بري محدود أدى إلى تفكيك الكثير من بنيتها التحتية العسكرية في جنوب لبنان.
قبل هذه التطورات، أشار المسؤولون الأميركيون مرارًا وتكرارًا إلى تعهد حزب الله بعدم وقف هجماته عبر الحدود ضد إسرائيل حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتقبل القدس بأن الطريق إلى الهدوء على طول الحدود اللبنانية يمر عبر الجيب الفلسطيني.
وأضافت الصحيفة، أن ما تزايد الخسائر على كلا الجانبين في حزب الله وإسرائيل، بدا أن كلاهما لا يرغبان في التورط في حرب أكبر، قد يكون لها تأثيرات سلبية أكبر على إسرائيل، بالإضافة إلى إدراك إيران ضرورة فصل جبهة غزة عن لبنان، وهو ما ساعد في تقدم مفاوضات الهدنة في لبنان.
وأشارت الصحيفة، أن عاموس هوكشتاين كبير مستشاري بايدن وصل إلى إسرائيل، أمس الأربعاء، لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول اقتراحه الجديد لوقف إطلاق النار في لبنان.
تفاصيل الاتفاق
وأكدت الصحيفة، أن الاقتراح الأمريكي يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا تنسحب فيهم إسرائيل من جنوب لبنان بالكامل، وستنتشر القوات المسلحة اللبنانية هناك بدلاً من ذلك، وتفكك البنية التحتية المتبقية لحزب الله في هذه العملية.
ومن خلال إنشاء آليات تنفيذ جديدة، يهدف الاقتراح الأميركي إلى ضمان التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي لم يتم تنفيذ بنوده التي تلزم حزب الله بنزع سلاحه والانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني على بعد 18 ميلاً من الحدود منذ اعتماده في نهاية حرب لبنان الثانية عام 2006.
وقال مسؤول إسرائيلي: إن قرار هوكشتاين بالسفر إلى إسرائيل جاء بعد إشارات من تل أبيب وبيروت تفيد بأنهما مستعدتان للمضي قدمًا بالاقتراح الأميركي، وأن حزب الله على استعداد للقيام بذلك.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن التوصل إلى اتفاق ليس مرجحًا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية الأسبوع المقبل، لكن الإطار الزمني المحدد لشهر واحد للموافقة عليه قريب للغاية وقد يتم خلال الساعات المقبلة.
تقدم مفاوضات غزة
أكد مسؤول أميركي، أن استعداد حزب الله للانفصال عن حرب غزة لا يعزز فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان فحسب، بل يحسن أيضًا احتمالات تخفيف حماس لموقفها في محادثات الرهائن عندما تفهم أن إسرائيل لن تتخلى عن سياستها في المنطقة، ولكن في الوقت نفسه، يبدو أن حماس تقاتل إسرائيل بمفردها على نحو متزايد.
وسعى وسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر إلى استئناف محادثات الأسرى منذ قتلت إسرائيل زعيم حماس يحيى السنوار قبل أسبوعين.
واعتبرت واشنطن وفاة يحيى السنوار فرصة لتحقيق اختراق، بحجة أن زعيم حماس كان العقبة الأساسية أمام التوصل إلى اتفاق، ولكن مصر وقطر كانتا أقل اقتناعا، بحجة أن مقتل السنوار يضعف عملية صنع القرار في حماس، وبالتالي يعقد الجهود الرامية إلى تأمين اتفاق.
ومع ذلك، اقترحت مصر وقف إطلاق النار لمدة 12 يومًا في وقت سابق من هذا الأسبوع، وخلاله سيتم إطلاق سراح أربعة رهائن احتجزتهم حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر من العام الماضي في مقابل ما لا يقل عن 100 سجين أمني فلسطيني، وخلال تلك الأيام الـ 12، ستوافق الأطراف على التفاوض على صفقة رهائن أطول أمدا.