فرار سكان مدينة بعلبك.. ماذا يحدث في المدينة التاريخية في ظل قصف إسرائيل
فرار سكان مدينة بعلبك.. ماذا يحدث في المدينة التاريخية في ظل قصف إسرائيل
عقب تهديدات من قبل الجيش الإسرائيلي، بقصف مدينة بعلبك وقريتين تابعتين للمحافظة الواقعة في شرق لبنان، محذرًا من ضرب أهداف تابعة لحزب الله في المنطقة، حيث تعد بعلبك المدينة التاريخية في لبنان جزءًا جديد من الحرب في جنوب لبنان والتي تصاعدت مؤخرًا بشكل مثير.
وفي صباح الأربعاء نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي على منصة إكس، إنذارا بالإخلاء لسكان بعلبك وعين بورضاي ودورس، مرفقًا إياه بخريطة للمنطقة، وقال أدرعي: الجيش سيعمل بقوة ضد مصالح حزب الله داخل مدينتكم وقراكم.. لابد من إخلاء هذه المناطق فورًا.
عشرات الهجمات وتوغل على بعلبك
وفي منتصف يوم الأربعاء، شن الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على مدينة بعلبك ومحيطها في البقاع شرقي لبنان، بعدما أصدر إنذارًا بالإخلاء للسكان.
والغارات الإسرائيلية طالت مدينة بعلبك وبلدات عين بورضاي وايعات والعسيرة، وخرانات للوقود في دورس، وعددًا من البلدات الأخرى، ولم ترد أنباء بعد عن وقوع إصابات.
وفر الآلاف من المدينة منذ صدور أمر الإخلاء، وذلك قبل ساعات تقريبًا من بدء الضربات، وفي الأثناء، أفادت وسائل إعلام لبنانية، أن قوات برية إسرائيلية تتوغل داخل منطقة رئيسية جنوبي لبنان.
حركة نزوح كبرى
وقد أعلن محافظ بعلبك الهرمل خضر بشير، أن "هناك حالة هلع حاليًا في صفوف السكان بعد إنذارات الإخلاء الإسرائيلية"، مشيرًا إلى إننا "نخشى أن نكون أمام مشهد تدميري كبير قد تقوم به إسرائيل"، ودعا "سكان بعلبك إلى المغادرة باتجاه محافظة الشمال"، مؤكدًا "أننا نواجه وضعًا كارثيًا، فليس لدينا إمكانات لوجستية لمساعدة السكان الذين يتنقل بعضهم سيرًا على الأقدام تنفيذًا لأوامر الإخلاء".
هذا، وأوضحت وكالة "رويترز"، أن "خريطة الإخلاء تظهر أن المناطق التي يشملها أمر الإخلاء الاسرائيلي في بعلبك فيها آثار رومانية"، وأكد رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، أنه "لدينا تخوف على قلعة بعلبك"، موضحًا أن هناك 100 ألف نازح من المدينة فقط.
وجالت سيارات الدفاع المدني على الطرق وطلبت من السكان إخلاء المدينة عبر مكبرات الصوت.
تُعد بعلبك من كبرى مدن البقاع شرقي لبنان، بعدما بقيت طوال نحو عام بمنأى عن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، استهدفتها ومحيطها غارات خلال الأسابيع القليلة الماضية، غادر المدينة أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 250 ألفًا.
أطلقت إسرائيل في 23 سبتمبر عملية عسكرية في لبنان بعد نحو عام على تبادلها القصف عبر الحدود مع حزب الله عقب اندلاع حرب غزة، وكثفت القصف على معاقل حزب الله في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويقول الباحث السياسي اللبناني، طوني حبيب: إن الجيش الإسرائيلي يسعى بشكل كبير إلى أن تكون لبنان بلا هوية، مثلما فعل في قطاع غزة، وحتى أن مدينة "بعلبك" المعروفة بأعمدتها الشهيرة، وتضم مناطق واسعة تتزين بآثار رومانية يعود تاريخها لأكثر من 3 آلاف عام تم قصفها، والعالم الآن يشاهد ما يحدث في بعلبك، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو" منذ عام 1984، وهي تدمر من قبل الجيش الإسرائيلي.
وأضاف حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن السكان في لبنان بالكامل بدأوا بالفرار وليس في الجنوب فقط، بداية من أزمات اقتصادية وحادث مرفأ بيروت وسيطرة حزب الله وتدخلات إيران في المشهد اللبناني وصولاً إلى الحرب الحالية التي دمرت البلاد بشكل واضح، حيث إن لبنان أصبحت جميعها تحت القصف الإسرائيلي، ولن يدفع الثمن سوى الشعب اللبناني.