بـ صاروخ قادر 1.. حزب الله يفتح جبهة جديدة ضد الموساد في قلب تل أبيب
بـ صاروخ قادر 1.. حزب الله يفتح جبهة جديدة ضد الموساد في قلب تل أبيب
في تصعيد غير مسبوق للصراع المستمر بين حزب الله وإسرائيل، أعلن الحزب اللبناني، يوم الأربعاء، عن شن عملية استهداف نوعية لمقر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" في قلب تل أبيب باستخدام صاروخ باليستي متطور يُعرف باسم «قادر1».
تأتي هذه العملية كرد مباشر على سلسلة من العمليات التي اتهم فيها حزب الله إسرائيل بالضلوع في اغتيالات قادة الحزب والتسبب في تفجيرات لأجهزة الاتصالات الحيوية التي يعتمد عليها، بما في ذلك أجهزة "البيجر" والاتصالات اللاسلكية.
بينما تواصل التوترات في المنطقة تصاعدها، أثارت هذه الخطوة اهتمامًا كبيرًا في وسائل الإعلام العالمية، خاصة في التقارير الإيرانية والأمريكية التي ركزت على الخصائص المتقدمة لهذا النوع من الصواريخ، ما يزيد من تعقيدات المرحلة المقبلة في الصراع على مستوى الشرق الأوسط.
*استهداف مقر الموساد في تل أبيب*
العملية التي أعلن عنها حزب الله تعتبر الأولى من نوعها في نطاق العمليات العسكرية المعلنة، حيث لم يسبق للحزب أن استهدف مقرًا حساسًا على هذا المستوى في عمق إسرائيل.
الصاروخ المستخدم، «قادر1»، يُعد من الصواريخ الباليستية المتقدمة، وقد أثار استخدامه في هذه العملية العديد من التساؤلات حول الأبعاد التي يمكن أن يتخذها الصراع في المستقبل، سواء على مستوى الأسلحة المستخدمة أو الردود المحتملة من الجانب الإسرائيلي.
حزب الله أشار إلى أن هذه الضربة تأتي كرد فعل على ممارسات إسرائيل في المنطقة، حيث يتهم الحزب الدولة العبرية بتدبير سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت قيادات مهمة في صفوفه، بالإضافة إلى الدور الإسرائيلي في تفجير أجهزة اتصالات حساسة تُستخدم في إدارة العمليات الميدانية.
*مواصفات صاروخ «قادر1»
وفقًا للتقارير الإعلامية الإيرانية، يُعد صاروخ «قادر1» واحدًا من أكثر الصواريخ تطورًا في ترسانة حزب الله، وهو مصمم للوصول إلى أهداف على مسافات بعيدة بدقة كبيرة.
أشارت وكالة "مهر" الإيرانية إلى أن مدى الصاروخ يتراوح بين 1350 و1950 كيلومترًا، مما يجعله من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.
التفاصيل الفنية المتعلقة بالصاروخ تشير إلى أنه يبلغ طوله بين 15.5 و16.58 مترًا، بينما يصل قطره إلى حوالي 1.25 متر. يعتمد الصاروخ على مزيج من الوقود السائل والصلب، وهو ما يمنحه مرونة كبيرة في الأداء، وقدرة على الوصول إلى أهداف بعيدة بأعلى كفاءة.
الوزن الكلي للصاروخ يتراوح بين 15 و17.5 طنًا، وهو ما يجعله من الصواريخ الثقيلة نسبيًا، ويعكس حجم القوة التفجيرية التي يمكن أن يُحدثها عند استهداف منشآت استراتيجية أو عسكرية. أما رأسه الحربي، فيزن بين 700 و1000 كيلوجرام، ما يمكنه من إحداث دمار واسع في المناطق المستهدفة.
*قدرات الصاروخ ودوره في الصراع الحديث*
موقع "abc" الأمريكي أوضح - في تقريره- أن «قادر1» هو صاروخ باليستي متوسط المدى، وتم تطويره ليتناسب مع متطلبات الحروب الحديثة، حيث تم تصميمه ليكون قادراً على ضرب الأهداف بدقة عالية، حتى في ظل أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة.
استنادًا إلى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن، أكد الموقع أن الصاروخ يمكنه حمل رؤوس متفجرة تصل إلى 800 كيلوجرام، مما يعزز من قدرته على إحداث تأثير عسكري كبير.
التقارير الإيرانية أضافت أن الصاروخ يمتلك قدرات هجومية متقدمة بفضل المدى الطويل الذي يصل إلى 2000 كيلومتر. هذه الميزة تجعل «قادر1» قادرًا على الوصول إلى أهداف بعيدة عن نطاق المواجهات التقليدية، وهو ما يزيد من قيمته الاستراتيجية في ظل التحولات التي يشهدها الصراع في المنطقة.
تم تطوير الصاروخ من قِبل إيران، التي تعد المزود الأساسي لهذه الفئة من الصواريخ لحلفائها الإقليميين، بما في ذلك حزب الله، مما يجعله أداة فعالة في تنفيذ الهجمات الباليستية الدقيقة، التي قد تغير معادلات الصراع على الأرض بشكل كبير.
*التأثير الاستراتيجي لصاروخ «قادر1»*
صاروخ «قادر1» يمثل سلاحًا استراتيجيًا بامتياز في ظل قدراته النوعية، حيث أكدت التقارير، أنه ليس مجرد صاروخ باليستي تقليدي، بل يتميز بقدرته على ضرب أهداف محددة بدقة كبيرة، مما يشكل تحديًا جديدًا للقدرات الدفاعية الإسرائيلية.
من جانبه، أشار موقع "جلوبال ديفنس نيوز"، المتخصص في الشؤون الدفاعية، إلى أن هذا النوع من الصواريخ يمثل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل، لا سيما في ظل الصعوبة المتزايدة التي تواجهها أنظمة الدفاع الصاروخي في اعتراضه.
استخدام حزب الله لهذا النوع من الصواريخ يشير إلى تغيّر نوعي في أسلوب المواجهات العسكرية.
في السابق، كانت المواجهات تقتصر على عمليات حدودية تقليدية أو استخدام الطائرات المسيرة، إلا أن هذه الخطوة تشير إلى دخول أسلحة باليستية دقيقة وموجهة في ساحة الصراع.
*مرحلة جديدة من الصراع*
من جانبهم، يرى مراقبون، أن الهجوم بصاروخ «قادر1» يعكس تحولًا كبيرًا في قواعد الاشتباك في المنطقة، فإسرائيل التي كانت تعتمد على تقنياتها الدفاعية المتقدمة لصد أي تهديدات صاروخية أو جوية تجد نفسها الآن أمام تحديات جديدة، حيث تمتلك الجهات المعادية لها أسلحة قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع بفضل الدقة والقدرة التدميرية العالية.
بينما تواصل إسرائيل تقييم الأضرار والرد على هذه العملية، يبقى السؤال حول كيف ستتغير موازين القوة في المستقبل، وما إذا كانت المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا أكبر في استخدام الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، في الصراع الطويل بين الطرفين.