علاقات متوترة بين روسيا وتركيا.. ومحلل سياسي: الأزمات تاريخية ومتشعِّبة
توترت العلاقات بين تركيا وروسيا بسبب عدة ملفات
تبدو العلاقات الثنائية الروسية التركية وأنها ستدخل آفاقاً صعبة للغاية خلال الشهور القادمة، مع تصاعد بذور الأزمات بين البلدين، وتاريخياً كانت العلاقات "التركية-الروسية" عدائية أو على الأقل غير سلمية، إذ تثير الحروب الروسية (القيصرية)-التركية (العثمانية) ذكريات مريرة بين الجانبين فعلى مدى خمسة قرون دارت الحروب والمعارك طويلاً بينهما.
روسيا ترفض تركيا
ورغم اللقاء الأخير الذى جمع الرئيس التركي، رجب الطيب أردوغان، والرئيس الروسي بوتين، إلا أنه شهد أيضا خلافات، وهو ما أكد عليه الرئيس الروسي بوتين، قائلا إن الأمم المتحدة ستنتهي إذا حصل أردوغان على عضوية مجلس الأمن، معلنا رفضه لمبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يرفض وجود 5 دول فقط كأصحاب عضوية دائمة بمجلس الأمن ولها حق الفيتو، مشيرًا إلى دفاع الرئيس التركي عن مبدئه لرغبة تركيا الملحة في أن تصبح عضوًا فعالًا في مجلس الأمن، ولكنها بحاجة إلى التصويت بالإجماع.
الخلافات والأزمات بين روسيا وتركيا هي في الأساس تاريخية ومتجددة، وهو ما أكدت عليها دراسة لمركز الإمارات للدراسات السياسية والإستراتيجية، أنه طفى على السطح عددٌ من القضايا محل الخلاف بين الدولتين، وتزايدت في الآونة الأخيرة وتشعَّبت بشكل يُمكن القول معه إن علاقات موسكو مع أنقرة قد تخرُج من حالة الدفء النسبي التي شهدتها خلال السنوات القليلة الأخيرة، لتدخُل مرحلة جديدة يسودها البرود والشكوك المتبادلة، إن لم يكُن الاستقطاب والصِّدام.
قضايا الخلاف
باتت تركيا وروسيا منخرطتين في علاقة يمكن وصفها بأنها "تعاون تنافسي" في العديد من الأزمات والقضايا الإقليمية والدولية التالية، منها إيواء ودعم الإرهابيين في "إدلب" السورية، وعمليات تركيا العسكرية ضد الأكراد السوريين، والتدخل التركي في ليبيا، وتصعيد المواجهة مع اليونان في شرق المتوسط، والدعم التركي الكبير لأذربيجان ضد أرمينيا في القوقاز، والدَعْم التركي لجورجيا، وتوسيع التعاون التقني العسكري مع أوكرانيا، والترويج للوحدة بين الناطقين بالتركية في روسيا.
وتعود جذور التوتر بين أنقرة وموسكو إلى أواخر عام 2015 حينما أسقطت قوات الدفاع الجوي التركي مقاتلة روسية من طراز (سوخوي 24)، ثم مقتل 14 جندياً تركياً خلال النصف الأول من الشهر الجاري جراء قصف القوات السورية لمواقع ونقاط مراقبة تركية في إدلب، حيث تتهم تركيا روسيا بأنها دعمت هذا القصف كنوع من الانتقام لحادثة إسقاط الطائرة.
خلافات تاريخية
وهو ما أكد عليه المحلل المختص في الشؤون التركية، محمد مصطفى، أن الخلافات بين روسيا وتركيا ممتدة ورغم أي لقاءات بين البلدين، ولكن هي في الأساس علاقات مهتزة ومتوترة بين البلدين، وهناك العديد من القضايا المختلف عليها بين روسيا وتركيا أبرزها التدخلات التركية الفجة في ليبيا وسوريا وغيرها من القضايا الهامة.
وأضاف المحلل المختص في الشؤون التركية، أن أردوغان يلعب على جميع الأطراف فهو يسعى فقط لمصالحه التوسعية، وسيطرة نفوذه في الدول، والتاريخ يؤكد أن العلاقات "الروسية ـ التركية" حافلة بالحروب القديمة والحديثة، ودائما ما كانت تركيا هي "مخلب القط ورأس الحربة"، لكل المؤامرات الغربية على روسيا القيصرية، لافتا أن الرئيس الروسي بوتين يعلم جيدا أنه لا يمكن أن يكون فى نفس الخندق مع أردوغان، الذى يدعم كل الميليشيات والجماعات الإرهابية فى الشرق الأوسط.