إيران تدفع الشرق الأوسط نحو الحرب.. ودول الخليج تتصدى لمخططاتها

تدفع إيران دول الشرق الأوسط الي الحرب

إيران تدفع الشرق الأوسط نحو الحرب.. ودول الخليج تتصدى لمخططاتها
صورة أرشيفية

تستخدم إيران الميليشيات لدفع الشرق الأوسط نحو حرب شاملة، مستخدمة ميليشياتها التي تعتمد على الإرهاب والطائفية لتحقيق أهدافها بجر المنطقة بأكملها إلى حرب موسعة باستخدام هذه الميليشيات غير المسبوقة في التاريخ الحديث. 


وما يشجع إيران على استخدام أداة الميليشيا الخاصة بها هو حقيقة أن الولايات المتحدة وأوروبا وحتى المجتمع الدولي الأوسع يعتبر أن إنشاءها ونشرها للوكلاء في جميع أنحاء المنطقة أقل أهمية عند مقارنتها بالتعامل مع برنامجها النووي. 


هذا على الرغم من أن هذه القضية لها أهمية قصوى لدى دول المنطقة ولا يمكنهم قبول إهمال هذه القضية بعد الآن، فبدأت دول الخليج عملها للتصدي لمثل هذه الميليشيات.


الميليشيات الإيرانية

يستخدم النظام الإيراني الميليشيات المسلحة الموالية له في العراق وسوريا واليمن كورقة مساومة لكسب المزيد من النفوذ في أي مفاوضات نووية محتملة مع الولايات المتحدة، وأصبح هذا الأمر حقيقة معترفا بها لا تتطلب المزيد من الأدلة.


وبحسب صحيفة "آرب نيوز" الدولية، فبدلاً من ذلك ، يدور النقاش الآن حول مدى استعداد طهران لنشر الميليشيات التي تعمل بالوكالة لها في جميع أنحاء المنطقة وتوجيهها لشن عمليات هجومية مدمرة؛ ما يؤدي في النهاية إلى حرب شاملة. 


هل دول الخليج مستعدة عسكريا واجتماعيا لمواجهة تداعيات مثل هذه الحرب الكارثية؟ وماذا سيكون دور الولايات المتحدة وأوروبا والمجتمع الدولي الأوسع إذا تم تنفيذ هذا السيناريو؟


فمنذ شهر يناير الماضي شُنت عدة هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على السعودية من الجزء الشمالي من اليمن، حيث أعلنت ميليشيا تُعرف باسم "كتائب وعد الحق" مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت الرياض. 


بغض النظر عن قيام النظام الإيراني باستمرار بإنشاء ميليشيات جديدة بأسماء متعددة لصرف الانتباه عن أنشطة الميليشيات الموالية الرئيسية له، فإن هذه الهجمات تمثل تحولًا كبيرًا في استراتيجية إيران.


بالإضافة إلى ذلك، أثار النظام المزيد من الأعمال العدائية على الجبهة العراقية من خلال نشر احتياطيات الميليشيات الضخمة في جميع أنحاء المنطقة والتي كان يحشدها على الأراضي العراقية منذ سنوات، يقدر البعض الآن العدد بما يصل إلى 70 ألف مقاتل.

أهداف إيران

وتسعى إيران من خلال هذه الهجمات إلى تحقيق أهداف متعددة في آن واحد، منها فتح جبهة جديدة على الحدود الشمالية للسعودية، بالإضافة إلى استمرار القتال على الجبهة الجنوبية، حيث تهدد ميليشيات الحوثي المملكة والتحالف العربي في محاولة منها لتعزيز مزاعم الحوثيين بالشرعية في اليمن. 


هذا إلى جانب الضغط على القوات الأميركية في العراق وجعل أميركا تشعر بالعجز في مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران، فضلاً عن إرسال تهديد واضح ولكن غير معلن إلى دول الخليج الأخرى. 


وأعلنت إيران قدرتها على استهداف أراضي الخليج من الأراضي العراقية وأوضحت أنها بغض النظر عن بعدها عن الحرب في اليمن، فهي ليست محصنة ضد الهجمات.


جميع العوامل المذكورة تهدف إلى عرقلة التقارب السعودي العراقي، خاصة بعد إعادة فتح معبر عرعر الحدودي وبدء التبادل التجاري بين البلدين، وحاولت إيران عبر تصعيدها في العراق إضعاف حكومة مصطفى الكاظمي ولمحت إلى قدرتها على إفساد الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة.


من خلال إصدار أوامر للميليشيات الموالية لها في العراق بالعمل على تأمين الأهداف المذكورة، تخاطر إيران ببدء حرب عصابات على غرار الميليشيات في المنطقة. 


حرب غير متكافئة


مع انتهاج إيران لسياسة الإنكار، فإن لدى دول المنطقة وحلفائها ثلاثة خيارات، وهي: اعتماد نفس النهج من خلال إنشاء ميليشيات خاصة بهم واتباع سياسة الإنكار، والرد مباشرة على الفاعل المركزي المسيطر على هذه الميليشيات وإثارة حرب تقليدية كارثية في المنطقة، أو الاستمرار في فرض ضغوط دبلوماسية واقتصادية على إيران.


اختيار أي من هذه الخيارات يعتمد إلى حد كبير على مستوى التصعيد الذي تشنه الميليشيات الموالية لطهران على الأراضي السعودية. 


وبحسب الصحيفة فمن المهم ملاحظة أن النظام الإيراني يعمل على تنويع أهدافه، وفي بعض الهجمات، أطلقت ميليشياتها صواريخ على مطار أربيل أو استهدفت أعمدة عسكرية في بغداد، بينما أطلقت في حالات أخرى طائرات مسيرة وصواريخ على الرياض.

كما أمرت إيران الحوثيين بشن هجوم بري واسع في مأرب، على الرغم من عدم استعداد الميليشيا لمثل هذا الهجوم.


لا شك أن المنطقة تشهد حربًا غير متكافئة، حيث تستخدم إيران الميليشيات الموالية ضد الدول التي تستخدم الحرب التقليدية للدفاع عن نفسها.


لأسباب عديدة، لا يمكننا أن نكون متأكدين تمامًا من أن أي تسوية تفاوضية محتملة بشأن القضايا العالقة بين إيران والمجتمع الدولي ستؤدي إلى تعليق الميليشيات الموالية لطهران عملياتها.


كما أنه ليس من الطبيعي ولا المقبول استمرار استهداف مناطق الخليج من قبل جهات مجهولة دون توجيه أصابع الاتهام لإيران التي لا تزال تختبئ وراء سياسة الإنكار.