إسرائيل تخرق الهدنة.. قصف متواصل وحصار خانق يفاقم معاناة سكان غزة

إسرائيل تخرق الهدنة.. قصف متواصل وحصار خانق يفاقم معاناة سكان غزة

إسرائيل تخرق الهدنة.. قصف متواصل وحصار خانق يفاقم معاناة سكان غزة
حرب غزة

في تصعيد خطير ينذر بانهيار الهدنة الهشة، تواصل إسرائيل انتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من خلال القصف المستمر على المدنيين، وفرض حصار خانق أدى إلى وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع؛ مما يعمق معاناة أكثر من 2.3 مليون فلسطيني.

نتنياهو يأمر بوقف المساعدات.. وتحذيرات من مجاعة وشيكة

وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إدخال جميع الإمدادات الإنسانية والبضائع إلى قطاع غزة، اعتبارًا من صباح الأحد، مبررًا ذلك برفض حركة حماس مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

ومن جهته، ادعى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أن هناك "كميات هائلة من المساعدات الإنسانية" داخل غزة، زاعمًا أنها ربما في أيدي حماس، وهو ما استخدمته إسرائيل كمبرر لوقف تدفق الإمدادات، في خطوة وصفتها منظمات حقوقية بأنها "جريمة حرب وعقاب جماعي".

ورغم التحذيرات الدولية المتكررة من خطر مجاعة كارثية، وصف ساعر هذه التحذيرات بأنها "كذبة"، مشيرًا أن إسرائيل لن تسمح بدخول المساعدات مجانًا، ولن تواصل التفاوض دون تنازلات من حماس.

قصف متواصل وسقوط ضحايا رغم الهدنة


لم تقتصر الانتهاكات الإسرائيلية على الحصار فقط، بل استمرت عمليات القصف التي أسفرت عن سقوط المزيد من الضحايا.

فقد أعلنت هيئة الدفاع المدني في غزة، أن قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا استهدف مدينة خان يونس جنوب القطاع؛ مما أدى إلى مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة ستة آخرين.

كما أكدت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الضحايا منذ إعلان الهدنة إلى 116 قتيلاً وأكثر من 490 مصابًا، في ظل استمرار الاستهداف الإسرائيلي لمناطق متفرقة في القطاع.

مفاوضات متعثرة وتهديدات إسرائيلية بمزيد من التصعيد
رغم موافقة إسرائيل على مقترح ويتكوف لتمديد الهدنة لستة أسابيع خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، فإن استمرار القصف ووقف المساعدات يهدد بانهيار أي مسار تفاوضي.

وأكدت حماس، أن قرار إسرائيل بوقف إدخال المساعدات هو "ابتزاز رخيص وجريمة حرب"، محملة نتنياهو المسؤولية الكاملة عن إفشال الاتفاق، ورفضها القبول بتمديد الهدنة دون التزام إسرائيلي واضح بالانسحاب ووقف العدوان.

من جهتها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن نتنياهو انقلب على الاتفاق، وأن إسرائيل تحاول فرض شروط جديدة دون تنفيذ التزاماتها السابقة، محملة تل أبيب مسؤولية التبعات المحتملة لهذا التصعيد.



إدانات دولية وتحذيرات من كارثة إنسانية


وقد قوبل القرار الإسرائيلي بوقف المساعدات الإنسانية بإدانات واسعة من المجتمع الدولي، وسط تحذيرات من أن منع دخول الإمدادات قد يؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق تهدد حياة آلاف المدنيين، خاصة الأطفال.

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "الاستئناف الفوري" لدخول المساعدات إلى غزة، محذرًا من أن أي تأخير إضافي قد يتسبب بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

الاتحاد الأوروبي بدوره وصف قرار إسرائيل بوقف المساعدات بأنه "انتهاك للقانون الدولي"، داعيًا إلى استئناف المفاوضات فورًا لضمان استمرار وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات إلى السكان المحاصرين.

بينما قطر ومصر والأردن والسعودية، أدانت القرار الإسرائيلي، محملة تل أبيب المسؤولية عن تداعياته، ومؤكدة أن استخدام المساعدات الإنسانية كأداة ضغط سياسي يعد جريمة ضد الإنسانية.

رغم الانتقادات الدولية، تستمر الولايات المتحدة في تقديم دعم عسكري غير مشروط لإسرائيل، فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو توقيع تصريح طارئ لتسريع إرسال مساعدات عسكرية بقيمة 4 مليارات دولار إلى إسرائيل، متجاهلًا التحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة.

كما وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع قنابل ومعدات عسكرية بقيمة 3 مليارات دولار لإسرائيل، في خطوة اعتبرها محللون بمثابة ضوء أخضر لمواصلة التصعيد العسكري ضد الفلسطينيين.

مع استمرار القصف، ووقف دخول المساعدات، وتعثر المفاوضات، يبقى الوضع في غزة على حافة الانهيار، في ظل غياب أي بوادر حقيقية لإنهاء التصعيد الإسرائيلي.

ويقول الإعلامي ونائب البرلمان المصري، مصطفي بكري: إن نتنياهو يصدر تعليماته بوقف دخول المساعدات الإنسانية عبر كافة المعابر بعد رفض حماس الخطة الأمريكية المُذلة، وهذه استهانه بكل ماجري الاتفاق عليه سابقًا، وهؤلاء لا عهد لهم ويقدمون حججًا واهيه، وغدًا سيخرج الخونة ويكذبون مجددًا ويحملون مصر المسئولية.