وول ستريت جورنال: نتنياهو يرفض المقترح العربي للحكم في غزة بعد الحرب
نتنياهو يرفض المقترح العربي للحكم في غزة بعد الحرب
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال": إن الدول العربية تعمل على اقتراح لغزة ما بعد الحرب من شأنه أن يخلق طريقا نحو دولة فلسطينية، وفقا لمسؤولين عرب.
وأضافت الصحيفة: أن الاقتراح، المقدم إلى إسرائيل عن طريق الولايات المتحدة، هو أول خطة مشتركة من قِبَل الدول العربية لإنهاء الحرب في غزة ووضع مسار نحو حل الدولتين.
قيد الانتهاء
ووفقا لمسؤولين سعوديين ومصريين، لا يزال الاقتراح قيد الانتهاء، لكن الحكومة الإسرائيلية رفضته حتى الآن، حيث إن إنشاء دولة فلسطينية هو نقطة الخلاف الرئيسية، حسب الصحيفة.
وتتناول الخطة التي اقترحتها الدول العربية الخمس أيضا ما ينبغي أن يحدث في غزة في أعقاب الحرب مباشرة، وتعارض الدول العربية طلبا إسرائيليا لتوليها المسؤولية المباشرة عن إعادة إعمار القطاع وأمنه عندما تتم إزالة حماس من السلطة، بحجة أن مسؤولية إسرائيل هي القيام بذلك.
المقترح العربي
تقترح الدول العربية تدريب قوات الأمن الفلسطينية، والمساعدة في إحياء وإصلاح السلطة الفلسطينية التي لا تحظى بشعبية، والمساعدة في نهاية المطاف في تنظيم الانتخابات، كما يقول مسؤولون عرب.
وقال نتنياهو: إنه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بلعب دور في غزة بعد الحرب، ودعت الولايات المتحدة إلى إصلاح السلطة الفلسطينية، ولم يعطِ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أيّ مؤشر على استعداده للتخلي عن السلطة.
وقال مسؤولون سعوديون ومصريون: إن المسؤولين العرب ما زالوا يعملون على الخطة التي يأملون في وضع اللمسات الأخيرة عليها في الأسابيع المقبلة.
رفض إسرائيلي
وقبل كل شيء، لا يرغب المسؤولون الإسرائيليون في قبول الشرط الرئيسي للخطة: إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وقد رفض رئيس الإسرائيلي بنيامين نتيناهو مرارا هذا الاحتمال، وهو موقف يشاركه فيه العديد من الإسرائيليين، وقال يوم الأحد إن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب ضد حماس مقابل الرهائن.
وقال في بيان يوم الأحد: "إذا وافقنا على ذلك، فإن محاربينا سقطوا عبثاً، لست مستعدا لقبول مثل هذه الضربة المميتة لأمن إسرائيل"، ولم يرد المسؤولون الإسرائيليون على الفور على طلبات للتعليق.
رفض أميركي
ورفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي التعليق، وقال للصحفيين في البيت الأبيض يوم الاثنين: "من الواضح أنني لن أحاول التفاوض هنا من المنصة".
وقال: إن الولايات المتحدة لا تزال على اتصال مع نظرائها وحلفائها "بشأن محاولة إخراج هؤلاء الرهائن، ومحاولة الحصول على وقفة إنسانية مناسبة حتى نتمكن من القيام بذلك والحصول على مساعدات إضافية، وكذلك التأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأخبار ظهرت وسط موجة متجددة من النشاط الدبلوماسي من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين الذين يسعون لوقف القتال. قال مسؤولون مصريون: إن بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس بايدن في الشرق الأوسط، وصل إلى المنطقة يوم الاثنين لمناقشة الحرب ومصير الرهائن الإسرائيليين، والتقى بمسؤولين مصريين في القاهرة قبل التوجه إلى قطر.
وفي بروكسل، قاد كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، مجموعة من وزراء الخارجية اجتمعوا مع كبار المسؤولين العرب، وبشكل منفصل مع وزير الخارجية الإسرائيلي إزرائيل كاتس.
وسيجتمع بريت ماكغورك، منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع مسؤولين مصريين وقطريين هذا الأسبوع.
وفي الاجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قال الأشخاص المشاركون في المناقشة: إن الجانبين تحدثا عن بعضهما البعض. وضغط وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من أجل خطط إسرائيل لغزة بعد الصراع ومن أجل نهجها لحل الدولتين. لم يعالج كاتس هذه القضايا بشكل كبير، وبدلا من ذلك عرض على نظرائه مقطعي فيديو يروجان لمشاريع محتملة لتعزيز اقتصاد غزة.
وفي مؤتمر صحفي في وقت متأخر من يوم الاثنين، قال بوريل إن مقاطع الفيديو "لا علاقة لها بالقضايا التي كنا نناقشها أو لا علاقة لها بها". وقال إن كاتس كان "سيستغل وقته بشكل أفضل من خلال التركيز على أمن بلاده وعدد القتلى في غزة".
وأشار السفير الإسرائيلي لدى الاتحاد الأوروبي، حاييم ريغيف، إلى أن كاتس استغل رحلته الأولى إلى الخارج منذ استئناف منصبه للقدوم إلى الاتحاد الأوروبي، وقال "لقد كانت بالنسبة لنا مشاركة مهمة للغاية".
مستشار بايدن
وتأتي جهود ماكغورك والاتحاد الأوروبي والمسؤولين العرب في الوقت الذي تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دولية ومحلية متزايدة لوضع خطة لمن سيحكم غزة بعد الحرب ومن سيدفع تكاليف إعادة إعمارها.
خسائر الحرب
وأوضحت الصحيفة أن الحرب تسببت في خسائر فادحة لسكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، ومعظمهم الآن نازحون داخليا ويواجهون نقصا في الغذاء والأدوية والمياه النظيفة، وسلع أساسية أخرى، وقد قتل أكثر من 25000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال منذ بدء الأعمال العدائية.
وجاء الغزو الإسرائيلي في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، التي قتل فيها حوالي 1200 إسرائيلي، وقال الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين إن 200 جندي إسرائيلي قتلوا في غزة منذ بدء الغزو، وتتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لتغيير سلوكها في الحرب أو اختتامها بالكامل.
إعادة إعمار غزة
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الإسرائيليين أنهم يريدون أن تلعب دول الخليج دورا قياديا في إعادة إعمار غزة، لكن هذه الدول تراجعت ما لم يكن هناك مسار واضح نحو حل الدولتين.
وقال مسؤولون عرب: إن الخطة العربية تسير على مسار منفصل عن المفاوضات حول إطلاق سراح أكثر من 130 رهينة إسرائيليين ما زالوا محتجزين لدى حماس، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إنه رفض اقتراحا من مصر وقطر والولايات المتحدة بإنهاء الحرب مقابل الرهائن المتبقين، واصفا إياه بأنه استسلام.
وقال مسؤولون مصريون: إن مقترحات إسرائيلية مختلفة للإفراج عن الرهائن، بما في ذلك وقف القتال لمدة شهرين كجزء من اتفاق متعدد المراحل يتضمن الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة، رفضتها حماس بالفعل. وقال مسؤولون مصريون إن كبير المفاوضين المصريين، رئيس مخابراتها، عباس كامل، قال إن أيّ اقتراح لا يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار لن يؤخذ على محمل الجد من قِبَل حماس.
ضغط عائلات الأسرى
وتحاول عائلات الإسرائيليين الذين ما زالوا رهائن زيادة الضغط على الحكومة لقبول صفقة، ويوم الاثنين، اقتحمت عائلات الرهائن والرهينة المفرج عنهم اللجنة المالية في الكنيست؛ مما أدى إلى توقف مداولاتهم.
قال جيل ديكمان، أحد المتظاهرين الذي لديه أحد أفراد أسرته رهينة في غزة: "لا يمكنهم الجلوس هناك بينما يقبع الرهائن في الأسر. طالبنا بوقف كل شيء وإعادة الجميع وإلا سنشل البلاد".
وقالت عيديت أوهيل، التي يعتبر ابنها ألون رهينة، إنها تؤيد أجندة الاحتجاج، وأضافت: "الحرب لن تعيد الرهائن بالضرورة إلى الوطن، علينا أن نجد نوعا من التفاوض للحصول على إطلاق سراحهم".