بعد اعتقال مغني الراب صالحي.. أرقام تكشف حقيقة الوضع داخل السجون الإيرانية
اعتقلت السلطات الإيرانية مغني الراب صالحي مما يكشف عن تفاقم أزمة المسجونين
كشفت صحيفة "إيران إنترناشيونال"، مؤخرا، عن اعتقال توماج صالحي، مغني الراب المعارض للنظام الإيراني، حيث كشفت مصادر مقربة من أسرته أن أجهزة الاستخبارات في محافظة أصفهان، وسط إيران، اعتقلت صالحي، وأنهم قلقون للغاية بشأن حياة مغني الراب في السجن.
وتشير المعلومات التي نقلتها "إيران إنترناشيونال" إلى أن توماج صالحي، المعتقل منذ أسبوع، وتحديدًا يوم 12 سبتمبر (أيلول) الحالي، يقبع حاليا في سجن أصفهان المركزي.
اتهامات بالدعاية المعارضة
وفي الوقت نفسه، قال أمير رئيسيان، محامي توماج صالحي، إنه لم يتم إبلاغه بعد عن تفاصيل التهم الموجهة للمغني، "لكن بشكل غير رسمي، أُبلغ والده أن توماج متهم بالدعاية ضد النظام".
وذكر رئيسيان لمصادر صحفية، أن توماج صالحي، وهو من سكان شاهينشهر بمحافظة أصفهان، اعتقل الساعة 9 مساء يوم 12 سبتمبر (أيلول). ووفقًا للمعلومات الواردة، فقد تم تسجيل قضيته في محكمة المدينة نفسها.
وأضاف المحامي: أن موكله ممنوع حاليًا من الزيارة، ولم يجر أي اتصال مع أسرته.
وتابع رئيسيان: "بعد المتابعة في محكمة شاهينشهر طلب منا الحضور في الأيام القليلة المقبلة، وما زلنا لا نعرف ما هي مذكرة الاتهام الصادرة بحقه، وإذا ما كانت هناك مذكرة اعتقال، فكم هي الأيام التي سيقضيها في الحجز".
وفي وقت سابق، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانًا دعت فيه إلى الإفراج غير المشروط عن توماج صالحي، قائلة: إن فنان الراب المعروف اعتقل "فقط بسبب ممارسته لحقه في حرية التعبير".
ويُعرف توماج صالحي بأغاني الراب ضد النظام الإيراني، مثل أغنية "تركمنشاي"، و"سوراخ موش"، و"نرمال"، كما غنى توماج أغنية ضد حركة طالبان.
رضا بهلوي يندد
وقد أثار اعتقال صالحي ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي. وكتب نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، في صفحته على "تويتر": "أعمال توماج صالحي، وشيداي همداني، هي التبلور الفني للاحتجاجات التي عمّت البلاد، وشعبيتهما علامة على انتشار خطاب الإطاحة بالنظام".
وقال: إن "هؤلاء المغنين" أصبحوا، بشجاعة، صوت احتجاجات "يناير"، و"نوفمبر"، و"خوزستان"، مضيفا أن "اعتقالهم رفع صوت شجاعتهم وحبهم لإيران ومطالبتهم بالحرية".
146 ألف معتقل في إيران
وتلقي قضية مغني الراب الإيراني على أوضاع المعتقلين داخل السجون الإيرانية، حيث أعلن عماد الدين باقي، رئيس جمعية الدفاع عن السجناء الإيرانيين، أن هناك 146 ألفا و481 سجينا يرزحون حاليا في السجون الإيرانية.
معتقلون سياسيون
وعبر موقعه الشخصي، أكد باقي أن من بين هؤلاء السجناء، هناك 63 شخصا معتقلون لأسباب سياسية وعقائدية، و146 شخصا لأسباب تتعلق بعلاقاتهم بالفصائل المعارضة للحكومة الإيرانية والقيام بعمليات مسلحة ضدها.
تصنيف السجناء فى إيران
كما صنف باقي السجناء الـ146 كالتالي: 50 شخصا ينتمون للحزب الديموقراطي الكردستاني (الإيراني) و10 ينتمون الى مجموعة تعرف بمجموعة "إتش سرخ" أي النار الحمراء، بالإضافة إلى 18 شخصا إلى منظمة مجاهدي خلق، و5 أشخاص إلى منظمة كوملة (الكردية الإيرانية)، واثنان إلى منظمة الموحدين (الإسلامية)، واثنان إلى مجموعة كردية إيرانية تعرف باسم "رابه رين"، وسجين واحد ينتمي إلى مجموعة المهدوية (الإسلامية) و27 معتقلا ينتمون إلى مجموعات قومية عربية أهوازية منهم 18 شخصا ينتمون إلى حزب كتائب محيي الدين آل ناصر.
وترفض السلطات القضائية في إيران الاعتراف بالعديد من السجناء الحاليين كسجناء سياسيين بسبب عدم تعريف الجريمة السياسية في القوانين الإيرانية، وتتهمهم بارتكاب جرائم ضد الأمن القومي والعمل على إسقاط الجمهورية الإسلامية وهي جرائم لم تعتبرها جرائم سياسية.
معتقلون بتهمة التجسس
فيما تشير الإحصاءات التي قدمها رئيس جمعية الدفاع عن السجناء في إيران، إلى أن هناك 22 معتقلا في السجون الإيرانية لأسباب تتعلق بالتجسس لصالح الأجانب.
يذكر أن عماد الدين باقي تم إلقاؤه قبل نحو عامين ونصف العام في سجون إيران بسبب نشاطه الصحفي في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي.