إبادة جماعية.. غرب دارفور تتعرض لأسوأ صراع في تاريخ السودان
يتعرض غرب دارفور لأسوأ صراع في تاريخ السودان
أولئك الذين فروا مؤخرًا إلى تشاد كشفوا عن المزيد من الفظائع في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، بما في ذلك مقتل 20 طفلاً، وقالوا إن الجثث ما زالت مبعثرة في البلدة وما بعدها، وفي الطريق نحو تشاد قُتل أكثر من 8 آلاف شخص في الجنينة ويشير الكثيرون إلى العنف على أنه إبادة جماعية.
ظروف كارثية
وبحسب شبكة "أول أفريكا" الإفريقية، فإن تدفق اللاجئين السودانيين الفارين من الجنينة يستمر إلى تشاد على الرغم من القيود المفروضة على التحركات، ولأولئك الذين تركوا وراءهم يعيشون في "ظروف كارثية" ويواجهون هجمات مستمرة.
وقال لاجئ وصل إلى بلدة أدري الحدودية التشادية يوم السبت وفضل حجب اسمه لأسباب أمنية: إن "الجنينة بأكملها دمرت باستثناء حيين أو ثلاثة أحياء، وأن مدنيين قتلوا وحرقوا، نحن نازحين ومضطهدين".
وقال لاجئ آخر وصل إلى أدري ويدعى آدم: إن معظم المنازل في الحي الجنوبي للبلدة تعرضت للحرق ونهب منازل الأحياء الشمالية، وتشهد الصرة والتضامن والزهور والمجلس والمدرسة مداهمات وعمليات بحث متكررة.
وقال لاجئ آخر فضل عدم الكشف عن هويته: "عشنا ظروفا مأساوية، دمروا المدينة بأكملها"، وقُتل العديد من المدنيين بقذائف صاروخية وآخرون بالنيران المباشرة.
وأكد أن حصيلة القتلى أعلى بكثير من الخمسة آلاف التي نشرت في التقارير، وأوضح أن صديقه عاصم قتل أمام منزله فيما قتل صديقه الآخر في ناحية الجمارك.
وقال اللاجئ الأول: "أُبيدت عائلات بأكملها على أسس عرقية".
جثث مبعثرة
وأفاد لاجئ يدعى أحمد بقوله: "الجثث ما زالت مبعثرة بين حي المجلس والمدارس وعلى الطريق بين المربعين 19 و9، جميع الجثث مبعثرة في الشوارع وأمام الأبواب وداخل المنازل".
وأكدت الشبكة الإفريقية، أن جمعية الهلال الأحمر السوداني لم تتمكن من انتشال الجثث ودفنها بسبب نقص العاملين ومخاوف تتعلق بالسلامة ومحدودية السعة؛ ما أدى إلى تحلل الجثث وزاد من صعوبة التعرف عليها بسبب النقص الحاد في المواد الكيماوية المطلوبة.
كما قال اللاجئ الذي وصل يوم السبت: إنه رأى العديد من الجثث متناثرة على طول الطريق بين الجنينة وأدري وتساءل أين ذهبت الإنسانية والأخلاق الدينية.
قتل الأطفال
قال محمد، وهو لاجئ رابع فر من الجنينة إلى أدري، إنه رأى مسحلين مجهولين يبدو أنهم يستغلون الصراع الدائر لأهداف أخرى، وهم يقتلون 20 طفلاً قبل أن يلقوا بهم في وادي كاجا (نهر كاجا).
وتابع: "كنت مختبئا في مكان مهجور بمستشفى الجنينة وشاهدت مقتل الأطفال على الطريق العام".
وأفادت الشبكة الإفريقية بأن مجموعة تعرضت للهجوم أثناء محاولتها التوجه إلى منطقة أردماتا التي تمكن الجيش التشادي من مرافقة النازحين منها.