هل ستؤدي الاشتباكات المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل لإعلان الحرب بينهما؟
تساؤلات حول هل ستؤدي الاشتباكات المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل لإعلان الحرب بينهما
فتحت الضربة الإيرانية أبواب المعاناة لدى الشعب اللبناني إثر تخوف من الوصول إلى حرب شاملة ما بين حزب الله التابع لإيران وإسرائيل، والتي تقوم بضربات متتالية على جنوب لبنان باستهداف قادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وهو ما يزيد من تطورات الحرب.
ومع زيادة التصعيد، تشير دلائل عدة إلى تزايد واضح، في احتمالات تحول الاشتباكات الجارية، بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، إلى حرب شاملة بالرغم من عدم الاهتمام العالمي بما يحدث في جنوب ولبنان والاهتمام والتخوف من الضربات الإيرانية المباشرة مع إسرائيل.
المواجهة الكبرى على الأبواب
وبموازاة التهديدات العسكرية، يواصل المستوى السياسي الإسرائيلي رفع السقف في المواجهة، وهو ما فعله عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس قبل أيام، حين قال: إن "لبنان سيدفع الثمن إذا تم توسيع نطاق الحرب"، يعني ذلك أن جبهة لبنان قد تشهد "تصعيدًا نوعيًا" في المرحلة المقبلة.
والتقديرات الأولية تشير إلى أن الرد الإيراني قد يرفع مثل هذا الاحتمال، بحيث يكون لبنان هو "ساحة الاشتباك" بين تل أبيب وطهران، في ظل عدم قبول واشنطن بمواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب.
تخفيف أحمال حرب قطاع غزة
ويقول حزب الله - بشكل مباشر-: إن ما يقوم به من هجمات هو لتخفيف ما تقوم به إسرائيل في قاع غزة من اقتحامات واستهدافات، ولكن ما حدث مؤخراً هو الحديث عن احتمالات انتقال الحرب، الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، إلى جبهة أخرى وبصورة أوسع، هي جبهة الحدود الإسرائيلية - اللبنانية.
قال الجنرال أهارون زئيفي فركاش، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، بالجيش الإسرائيلي أمان: إنه لا مفر من العمل العسكري ضد حزب الله اللبناني، وأن العمل العسكري ضد حزب الله اللبناني لا مفر منه، بهدف إزالة التهديد الذي يواجه مواطني الشمال الإسرائيلي بشكل نهائي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال: إن "إسرائيل مستعدة لإعادة الأمن إلى الشمال، بأي وسيلة ضرورية، وإذا لم يتم ذلك من خلال الدبلوماسية أو السياسة، فسيتم ذلك من خلال استخدام القوة العسكرية".
ويقول الباحث السياسي اللبناني توني حبيب: إنه ما يزال يرى العديد من الساسة في لبنان والعالم، أن حربًا واسعة بين إسرائيل ولبنان، ما تزال ضمن الخطوط الحمراء، وأن قوى دولية ستسعى دون تفجر الموقف، وأن إسرائيل ربما تهيئ المسرح بالفعل حاليًا، للقيام بعملية عسكرية واسعة في لبنان خاصة بعد الضربات الإيرانية المباشرة.
وأشار حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن العزم الإسرائيلي على القيام بمثل تلك العملية الواسعة، كما يستندون إلى الرسالة الاعلامية، التي وجهها وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى مجلس الأمن الدولي، في فبراير، بشأن الوضع على حدود إسرائيل مع لبنان، قد تشير الي مواجهة كبرى مستقبلاً.
وقال الدكتور شادي نشابة الباحث السياسي اللبناني: منذ أن دخل حزب الله بمواجهة عسكرية مع إسرائيل تحت عنوان "جبهة المساندة" إثر هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي والحرب الإسرائيلية على غزة، ارتفعت بعض الأصوات المعارضة لإدخال لبنان في حرب لا يستطيع تحمل تداعياتها الاقتصادية والمالية، ولكن من يحكم حزب الله هي طهران، وبالتالي فالحرب بالوكالة وليست لصالح حزب الله أو لبنان أو الفلسطنيين في قطاع غزة.
ويؤكد "نشابة" - في تصريحات خاصة لـ"العبر مباشر"، أن الإسرائيلييين لديهم فكرة عن خوض حرب ضد لبنان حتى قبل الحرب مع حركة حماس، وهو الأمر الذي سبق حرب إسرائيل مع حركة حماس بعام كامل، حيث تشير الاستفزازات من بين الطرفين إلى اقتراب الحرب وإيران ستكون داعمة لذلك.