محلل سياسي : أي ضربة إسرائيلية للبنان ستكون مغامرة خطيرة قد تشعل المنطقة بأكملها

محلل سياسي : أي ضربة إسرائيلية للبنان ستكون مغامرة خطيرة قد تشعل المنطقة بأكملها

محلل سياسي : أي ضربة إسرائيلية للبنان ستكون مغامرة خطيرة قد تشعل المنطقة بأكملها
قصف لبنان

تشهد المنطقة توترًا متزايدًا مع تصاعد المؤشرات على احتمال اندلاع مواجهة عسكرية واسعة بين إسرائيل وحزب الله، وسط تحذيرات أوروبية من أن شن ضربة إسرائيلية موسعة ضد لبنان قد يكون "مسألة وقت فقط"، في ظل استمرار الخروقات والتوترات المتبادلة على طول الحدود الجنوبية.


وبحسب مصادر أوروبية، فإن الغموض لا يزال يحيط بطبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب، وما إذا كانت تل أبيب ستتعامل مع الدولة اللبنانية كطرف "متواطئ" مع حزب الله أو كدولة "عاجزة" عن السيطرة على أنشطته العسكرية في الجنوب، الأمر الذي يزيد من خطورة الموقف ويهدد بتوسيع نطاق الصراع.


وفي السياق ذاته، نقلت مصادر أمنية إسرائيلية أن تل أبيب قدمت للجنة وقف الأعمال العدائية مع لبنان ما يقارب 1734 شكوى تتعلق بخروقات من جانب حزب الله خلال الفترة الماضية.


وأوضح المصدر أن الجيش اللبناني تم تكليفه بمتابعة 840 شكوى من بينها، مشيرا إلى أن 528 شكوى فقط جرى التعامل معها فعليًا، في حين تولى الجيش الإسرائيلي بنفسه التعامل مع 88 حالة، بينما تم تقديم 812 شكوى بعد أن نفذت إسرائيل الرد العسكري بالفعل.


كما كشف المصدر أن 452 نشاطًا ميدانيًا تمت معالجتها بمبادرة من الجيش اللبناني، لكن إسرائيل ترى أن هذه الجهود غير كافية لردع حزب الله، الذي يواصل تعزيز وجوده العسكري قرب الحدود.


وتأتي هذه التطورات في ظل تحذيرات دولية من انزلاق الوضع إلى مواجهة شاملة قد تمتد آثارها إلى عموم المنطقة، خصوصا مع تزايد الخطاب العدائي بين الطرفين، واستمرار تل أبيب في الحديث عن "حقها في الرد" على ما تصفه بالاعتداءات المتكررة من داخل الأراضي اللبنانية.


ويرى مراقبون أن أي تصعيد عسكري واسع في جنوب لبنان لن يقتصر على الجبهة الشمالية لإسرائيل فحسب، بل سيحمل تداعيات إقليمية عميقة

وحذر المحلل السياسي اللبناني د. علي مراد من أن أي ضربة عسكرية إسرائيلية موسعة على لبنان ستكون بمثابة مغامرة خطيرة قد تدفع المنطقة إلى حرب مفتوحة لا يمكن التنبؤ بنتائجها، خصوصا في ظل التوتر القائم على أكثر من جبهة في المنطقة.


وقال مراد - في تصريح لـ"العرب مباشر" - : إن "تل أبيب تُدرك أن الساحة اللبنانية تختلف تمامًا عن غيرها، فحزب الله يمتلك قدرات عسكرية وخبرة ميدانية واسعة، وأي هجوم واسع على الجنوب سيقابل برد قاسٍ ومباشر، لن يكون محصورًا في نطاق الحدود اللبنانية فحسب".


وأوضح أن ما يجري حاليًا من تسريبات حول نية إسرائيل تنفيذ ضربة كبرى في جنوب لبنان هو جزء من حرب نفسية تهدف إلى الضغط على الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي لدفع حزب الله إلى التراجع أو تقليص تحركاته قرب الحدود.


وأشار مراد إلى أن "المعادلة اليوم حساسة للغاية"، فـ"إسرائيل تحاول استعادة قوة الردع التي تآكلت منذ الحرب على غزة، بينما يسعى حزب الله إلى فرض معادلة جديدة تمنع تل أبيب من توسيع نطاق المواجهة".


وأضاف أن الوساطات الأوروبية والدولية ما زالت تحاول كبح جماح التصعيد، لكن استمرار الاستفزازات المتبادلة يجعل فرص التهدئة محدودة، محذرًا من أن أي خطأ في الحسابات أو ضربة خارج التقدير قد تشعل المنطقة بأكملها في مواجهة مفتوحة لا تُعرف نهايتها.