الشتات.. ما هي بدائل حماس بعد الكشف عن طلب طردهم من قطر؟
الشتات.. ما هي بدائل حماس بعد الكشف عن طلب طردهم من قطر؟
تواجه قطر ضغوطًا متزايدة من حلفائها، خصوصًا الولايات المتحدة، بسبب استمرار دعمها وتوفيرها ملاذًا لحركة حماس على أراضيها، وهو ما ألقى بظلاله على علاقاتها الدولية وأثار توترات دبلوماسية متصاعدة.
وتعد الدوحة منذ سنوات طويلة داعمًا رئيسيًا لحركة حماس، حيث توفر لها منصة إعلامية ودعمًا ماليًا وسياسيًا، وهو ما أدى إلى اتهامات متعددة من قبل واشنطن وشركائها الغربيين بتعزيزها لأطراف غير دولية تسعى لزعزعة استقرار المنطقة.
في ظل التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وحماس، تعالت أصوات أمريكية تطالب قطر بتقييد نشاط الحركة على أراضيها، خصوصًا بعد أن اتهمت تل أبيب الحركة بتنظيم هجمات من داخل قطر عبر قياداتها البارزة المقيمة هناك.
المسؤولون الأمريكيون يرون أن استمرار الدعم القطري للحركة يعقد الجهود الأمريكية والإسرائيلية للوصول إلى تهدئة طويلة الأمد في المنطقة، بل قد يؤدي إلى تزايد الضغوط على واشنطن لمراجعة تحالفاتها في الخليج.
خروج حماس من قطر
مصادر أمريكية وقطرية، أكدت في تصريحات إعلامية، إن قطر وافقت في الأسابيع الأخيرة على طرد حركة حماس من أراضيها بناءً على طلب من الولايات المتحدة للقيام بذلك، لتتوج بذلك شهورا من المحاولات الفاشلة لمحاولة إقناع الحركة المسلحة التي يقيم كبار قادتها في العاصمة القطرية الدوحة بقبول وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم في غزة.
ومع تعثر الجهود الرامية إلى وقف الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي كانت على رأس أولويات الرئيس الأمريكي جو بايدن، أبلغ المسؤولون الأمريكيون نظراءهم القطريين قبل حوالي أسبوعين بضرورة التوقف عن منح حماس ملجأ في عاصمتهم، ومن جانبها، وافقت قطر وأخطرت حماس قبل حوالي أسبوع.
بدائل متاحة للحركة
والنقاشات الحركة داخل الغرف المغلقة فرضتها تسريبات خرجت من العاصمة الأمريكية واشنطن، وقالت مصادر لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قطر ترى أن وجود مكتب لحركة حماس في الدوحة لم يعد مبرراً.
والحديث عن احتمال "خروج قادة حماس من قطر"، ليس جديدًا، إذ تناولته في السابق تقارير إعلامية غربية عديدة، الأمر الذي أثار تكهنات وتساؤلات حول الوجهات المحتملة التي قد تسلكها الحركة في حال مغادرتها الدوحة.
في هذه الأثناء رجح مصدر فلسطيني مطلع أن تكون إيران خيارًا محتملا لقادة حماس، لكن هذا الخيار قد يظل صعبا، خاصة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في طهران في يوليو الماضي، وهذا يشير إلى أنهم قد يكونون في خطر من إسرائيل إذا كان مقرهم هناك، كما أن وجودهم في إيران لن يمنحهم أي شيء قريب من نفس القنوات الدبلوماسية مع الغرب.
في حين ينظر إلى تركيا على أنها خيار محتمل، فمن غير المرجح أن توافق الولايات المتحدة على هذا السيناريو، وتركيا دولة من دول الناتو، ولها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
بدائل أخرى ظهرت على رادار الوجهات المحتملة لحماس، وهذه المرة العراق، وهو ما أشارت إليه صحيفة "الغارديان" البريطانية، حيث افتتحت حماس مؤخرًا مكتبا سياسيا في بغداد، كما لم يستبعد الخبراء أن تكون الجزائر ضمن البدائل المطروحة على الحركة، في حال تعذر على إيران وتركيا استقبال قادة حماس.
ويقول الباحث السياسي، الدكتور هاني المصري، إن حماس ما بعد الدوحة ستكون أمام عدة خيارات ولكن لجميعها مثل سجن للحركة بلا دبلوماسية واختيار تواجد الحركة في ايران هو اختيار غير مرجح، فهو يضع الحركة تحت يد المرشد الإيراني وبعيداً عن قطاع غزة في الأساس، ولن تخرج من قادة الحركة أي اومر بل للمرشد، ولكن هناك معطيات حول العراق، ولكن المليشيات الإيرانية ستكون لها يداً أيضاً.
وأضاف المصري، في تصريحات خاصة للعرب مباشر، إن هناك اختيار لم يتم الإفصاح عنه في وسائل الاعلام وهو "الكويت"، حيث كونها دولة خليجية ولكن مقاطعة لإسرائيل وبها جالية كبرى من الفلسطينيين، كما كان الحال في الماضي، الكويت من الدول الكبرى الداعمة للقضية الفلسطينية، ولكن في الوقت نفسه هي من أقوى الحلفاء للولايات المتحدة، وهو ما يفتح عنوان دبلوماسي كبير للحركة، وبالتالي الاختيارات محددوه ولكنها في نفس الوقت تضع الحركة في أزمة.