غارات على معسكرات الحوثيين.. غارات أمريكية - بريطانية تدمر ترسانة صاروخية تحت الأرض
غارات على معسكرات الحوثيين.. غارات أمريكية - بريطانية تدمر ترسانة صاروخية تحت الأرض
في تصعيد مستمر يعكس التحولات المتسارعة في ساحة النزاع اليمني، شنّت القوات الأميركية والبريطانية موجة جديدة من الغارات الجوية على مواقع تابعة للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة عمران.
هذه الغارات، التي تعد الثانية خلال أقل من 12 ساعة، تأتي في إطار جهود مكثفة لاستهداف البنية التحتية العسكرية للحوثيين، وخاصة تلك التي تُستخدم لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تشكل تهديدًا للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، وتتمثل أهمية هذا التصعيد في توقيته الحرج، حيث تتزايد التحذيرات من احتمالية قيام الحوثيين بتصعيد هجماتهم على السفن الدولية، وهو ما يضع المنطقة في حالة تأهب قصوى، يأتي هذا في ظل تقارير متزايدة عن دعم إيراني مباشر للحوثيين عبر إرسال خبراء عسكريين من الحرس الثوري الإيراني؛ مما يعزز تعقيد الأزمة ويزيد من تدخلات القوى الإقليمية والدولية.
في وقت مبكر من فجر اليوم الأحد، شنّت القوات الأميركية والبريطانية سلسلة غارات جديدة على مواقع للحوثيين في صنعاء وعمران، مستهدفة بشكل رئيسي "معسكر جربان" في مديرية سنحان جنوب شرقي العاصمة صنعاء.
يُعتبر هذا المعسكر أحد أهم المواقع التي تستخدمها القوة الصاروخية للحوثيين بالتعاون مع خبراء الحرس الثوري الإيراني، الذين يعملون على تطوير قدرات الحوثيين في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وتواصلت الغارات أيضًا لتطال "معسكر الحفا"، وهو الموقع الذي تعرّض لضربات مماثلة قبل أسابيع باستخدام قاذفات "بي 2" الشبحية الأميركية.
يُعد معسكر الحفا من المواقع العسكرية المحصنة التي تضم أنفاقًا وخنادق جبلية منذ عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وقد تم تطويره ليصبح أحد المراكز الرئيسية لتركيب الصواريخ والطائرات المسيرة تحت إشراف مباشر من خبراء إيرانيين.
*استهداف مستمر*
لم تقتصر الغارات على صنعاء وحدها، فقد استهدفت غارات أخرى مواقع عسكرية في مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران، وهي منطقة استراتيجية تقع على حدود محافظة صعدة التي تعد معقل الحوثيين الرئيسي. هذه المنطقة تشكل نقطة عبور رئيسية للإمدادات العسكرية التي تصل من إيران إلى الحوثيين، مما جعلها هدفًا دائمًا للغارات الجوية.
الغارات الأميركية البريطانية لا تقتصر على تدمير المنشآت العسكرية فحسب، بل تستهدف أيضًا تقليص القدرات العملياتية للحوثيين في استهداف السفن الأميركية والدولية المتمركزة في جنوب البحر الأحمر وباب المندب.
فقد أظهرت تقارير حديثة، أن الحوثيين يخططون لتنفيذ المزيد من الهجمات التصعيدية ضد الملاحة البحرية، مستخدمين صواريخ وطائرات مسيرة تم تطويرها بدعم إيراني.
*التهديد الحوثي يتصاعد*
رغم الضربات الجوية المكثفة، ما تزال جماعة الحوثيين مصرة على مواصلة تهديداتها باستهداف حركة الملاحة الدولية.
في تصريحات حديثة، أكد المتحدث العسكري باسم الجماعة أنهم بصدد تنفيذ عمليات نوعية جديدة تستهدف سفن التحالف بقيادة السعودية، وكذلك السفن الأميركية التي تؤمّن حركة التجارة الدولية عبر مضيق باب المندب.
ويأتي هذا في وقت تشير فيه المعلومات الاستخباراتية إلى تزايد الدعم الإيراني للحوثيين، حيث تُرسل طهران المزيد من الخبراء العسكريين والتكنولوجيا المتطورة التي تساعد في تحسين قدرات الحوثيين الصاروخية والجوية.
*ردود الفعل الدولية*
أثارت هذه التطورات قلقًا دوليًا متزايدًا، حيث دعا العديد من الدول إلى ضرورة وقف التصعيد العسكري في اليمن.
وفي الوقت نفسه، تؤكد الولايات المتحدة وبريطانيا أنهما ملتزمتان بحماية مصالحهما في المنطقة وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر.
ومع تزايد التحذيرات من تحول هذا النزاع إلى صراع إقليمي أوسع، يبقى اليمن ساحة تتقاطع فيها المصالح الإقليمية والدولية، مما يزيد من تعقيد مساعي الحل السلمي.