قبل لقاء نتنياهو وترامب.. ضوء أخضر أمريكي يحدد مستقبل العمل العسكري في لبنان
قبل لقاء نتنياهو وترامب.. ضوء أخضر أمريكي يحدد مستقبل العمل العسكري في لبنان
تعمّق إسرائيل من حالة الإحباط تجاه ما تعتبره تقاعسًا لبنانيًا عن تنفيذ التزاماتها المتعلقة بنزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني، وسط تحذيرات من أن التنظيم يعمل على إعادة بناء قوته في مختلف الجبهات.
وفي الوقت ذاته، تنتظر تل أبيب ضوءًا أخضر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل الإقدام على أي خطوة عسكرية واسعة، رغم لهجتها المعلنة بأنها لن تنتظر إلى الأبد، وفقًا لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
مطالب أمريكية بمهلة إضافية
طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل منح الحكومة اللبنانية مزيدًا من الوقت لاستكمال عملية نزع السلاح في جنوب لبنان.
ونقل مسؤولون أمريكيون للبنانيين رسالة واضحة مفادها: أن عدم التحرك سيجعل واشنطن عاجزة عن منع إسرائيل من تنفيذ عملية عسكرية موسعة.
بدورها، نقلت إسرائيل للأمريكيين، ومن خلالهم للبنان، رسالة مفادها أنها لن تنتظر طويلًا، وأن الردود المطروحة على الطاولة تشمل خيار العمل العسكري المكثف.
هشاشة السلطة اللبنانية وعجز الجيش عن المواجهة
تقديرات الأجهزة الإسرائيلية تشير إلى أن الحكومة اللبنانية ترغب في تنفيذ عملية نزع السلاح لكنها غير قادرة على ذلك بسبب تهديد حزب الله بإشعال مواجهة داخلية قد تتطور إلى حرب أهلية جديدة.
وتعيش بيروت في ظل انهيار اقتصادي حاد انعكس على قدرة الجيش اللبناني الذي يعاني لضخ عناصر جديدة في صفوفه رغم تخصيص الحكومة موازنات إضافية. وفي المقابل، يواصل حزب الله عملية إعادة بناء قدراته بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
مسؤولون إسرائيليون كشفوا أيضًا عن رصد تدفق مالي كبير من إيران إلى حزب الله، رغم وقف الرحلات المباشرة من طهران إلى بيروت، مشيرين إلى أن جزءًا من هذا التمويل يمر عبر تركيا.
شكوك إسرائيلية في قدرة لبنان على تنفيذ التزاماته
أبلغت الحكومة اللبنانية واشنطن أنها أنجزت ما يقرب من 80 في المئة من عملية نزع السلاح جنوب الليطاني، إلا أن إسرائيل لا تعتقد أن بيروت ستلتزم بالمهلة النهائية التي حددتها الولايات المتحدة حتى نهاية العام.
وقد وافقت إسرائيل على الدخول في مفاوضات مدنية مع لبنان، ومن المقرر عقد اجتماع جديد الأسبوع المقبل، في وقت تتزايد فيه مؤشرات التوتر.
من المتوقع أن تحسم هذه المسألة خلال لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس ترامب في فلوريدا نهاية الشهر، حيث ستسعى تل أبيب لمعرفة ما إذا كان البيت الأبيض سيمنحها الضوء الأخضر للعمل في لبنان.
الملف السوري يتصدر جدول لقاء نتنياهو وترامب
سيناقش الطرفان أيضًا مستقبل جنوب سوريا في ظل جمود المفاوضات المتعلقة بمطلب إسرائيل بإقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق.
تسعى واشنطن لتحقيق تقدم نحو اتفاق أمني مع نظام الرئيس أحمد الشرع، فيما تطالب إسرائيل بضمان ممر إنساني دائم للدروز في محافظة السويداء، وهو ما ترفضه دمشق بذريعة السيادة الوطنية.
وتطرح إسرائيل مخاوف من غياب آلية فعّالة لفرض أي اتفاق محتمل، خاصة مع ضعف قدرات الجيش السوري.
كما ترفض تل أبيب مطالب دمشق بانسحاب إسرائيلي من خمس نقاط عسكرية قبل التأكد من تطبيق عملية نزع السلاح وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
مصادر إسرائيلية تشير إلى أن تل أبيب باتت ترى في وجودها العسكري بمنطقة جبل الشيخ داخل الأراضي السورية مكسبًا استراتيجيًا مهمًا، وأنها لن تتخلى عنه بسهولة، وتتصاعد المخاوف في إسرائيل من احتمال أن يدفع ترامب نحو اتفاق يشمل انسحابًا إسرائيليًا.

العرب مباشر
الكلمات