متخصص في شؤون الذكاء الاصطناعي يكشف عن التحديات الأمنية بالعصر الرقمي

متخصص في شؤون الذكاء الاصطناعي يكشف عن التحديات الأمنية بالعصر الرقمي

متخصص في شؤون الذكاء الاصطناعي يكشف عن التحديات الأمنية بالعصر الرقمي
الذكاء الاصطناعي

في السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أداة قوية تُؤثر بشكل متزايد على جميع مجالات الحياة البشرية، من الرعاية الصحية إلى الأعمال التجارية، حتى المجالات الأمنية، ومع ذلك، تكمن مخاطر كبيرة في استخدام هذه التكنولوجيا في الأغراض السلبية مثل تنفيذ العمليات الإرهابية.

التكنولوجيا الحديثة في خدمة الإرهاب

يشهد العالم تطورًا مستمرًا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يفتح آفاقًا واسعة لاستخدام هذه الأدوات في مجالات متعددة، لكن في الوقت نفسه، تشير الدراسات الأمنية إلى أن التنظيمات الإرهابية قد تسعى إلى استغلال هذه التقنيات لأغراض تخريبية، مثل استهداف البنية التحتية الحيوية أو الهجمات الرقمية.

الهجمات السيبرانية

من أبرز المخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الإرهابية هو استغلال هذه التقنية في الهجمات السيبرانية. يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الإرهابيين في اختراق الأنظمة الحساسة مثل البنوك، المنشآت النووية، والمستشفيات، مما يسبب تعطيلًا كبيرًا لأداء المؤسسات الحيوية في أي بلد.

الروبوتات والطائرات بدون طيار

يُعد استخدام الطائرات بدون طيار (الدرونز) أحد التطبيقات الشائعة التي قد تزداد خطورتها مع إدخال الذكاء الاصطناعي. يُمكن تجهيز هذه الطائرات بأنظمة ذكية تمكنها من تحديد الأهداف والقيام بالهجمات بشكل مستقل، مما يجعل من الصعب اعتراضها أو إيقافها في الوقت المناسب. هذه التقنيات توفر للإرهابيين القدرة على شن هجمات دقيقة وفعالة دون الحاجة لتواجد بشري مباشر.

استخدامه في صناعة الأسلحة

مع تطور الذكاء الاصطناعي، بدأ بعض الخبراء في التعبير عن القلق من استخدام هذه التقنية في تصميم أسلحة أكثر دقة وفتكًا، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعمل على تطوير أنظمة سلاح ذاتية، تُشغّل بشكل مستقل، مما يزيد من خطر الهجمات الإرهابية التي قد تحدث دون تدخل بشري.

الاستغلال في أنظمة الأمن والرقابة

قد يعمد الإرهابيون إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في اختراق أنظمة الأمن والرقابة، فعلى سبيل المثال، يُمكن استخدام تقنيات التعرف على الوجوه المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتجاوز الأنظمة الأمنية في المطارات أو المنشآت الحيوية، مما يسهل تنفيذ العمليات الإرهابية بطرق أكثر تعقيدًا.

تحديات مواجهة هذه المخاطر

لمواجهة هذه التحديات، يتعين على الحكومات والمنظمات الأمنية تعزيز الرقابة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ووضع قوانين صارمة لتنظيم تطوير هذه التكنولوجيا. كما يتطلب الأمر تعاونًا دوليًا لمكافحة استخدام الذكاء الاصطناعي في الأنشطة الإرهابية، مع التأكد من عدم تقييد تقدم هذه التكنولوجيا في مجالات أخرى مفيدة.

وكشف أحمد طارق، المتخصص في شؤون الذكاء الاصطناعي، عن التحديات المتزايدة التي تُواجهها الأجهزة الأمنية في مواجهة تهديدات الجماعات المتطرفة في العصر الرقمي، مشيرًا إلى أن التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار قد أصبحت أدوات متطورة قد تُساهم في تنفيذ العمليات الإرهابية.

أكد طارق - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن الجماعات الإرهابية بدأت في استخدام التكنولوجيا الحديثة لتطوير أساليبها في الهجوم، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تفعيل الهجمات السيبرانية وتوجيه الطائرات بدون طيار للهجوم على المنشآت الحيوية. وأضاف طارق أن استخدام هذه التقنيات يعقد من مهمة القوات الأمنية في تتبع وإحباط هذه الأنشطة الإرهابية.

وأوضح طارق أن هناك قلقًا متزايدًا من أن الجماعات الإرهابية قد تستغل الذكاء الاصطناعي في إنشاء أنظمة أسلحة مستقلة أو تطوير طرق جديدة لتخطيط العمليات التي يصعب التنبؤ بها، مما يُعزّز من خطورة التهديدات. وأشار إلى أن التحدي الأكبر يكمن في أن هذه التقنيات قد تسهل تنفيذ الهجمات من قبل أفراد أو خلايا إرهابية صغيرة، دون الحاجة إلى تنفيذ عمليات منسقة أو تنسيق عسكري معقد.

وشدد أحمد طارق على ضرورة تعزيز التعاون الدولي وتطوير تقنيات أمنية لمواجهة هذه التحديات، مشيرًا إلى أن المجتمعات الأمنية بحاجة إلى أن تكون أكثر استعدادًا لمكافحة هذه التهديدات المستجدة التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.