إيران تشعل الأزمات في العراق بهجماتها الصاروخية.. فهل ينجح السنّة والأكراد في مواجهتها؟
تشعل إيران الأزمات في العراق بهجماتها الصاروخية
قالت الشرطة العراقية: إن أربعة صواريخ أُطلقت من شرق بغداد أمس الخميس سقطت قرب المنطقة الخضراء بالعاصمة، حيث توجد مبانٍ حكومية ومقرات البعثات الأجنبية، فيما تأتي الهجمات وسط الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد وآخرها تظاهرات أنصار التيار الصدري الحاشدة بالعاصمة في رسالة "تحذير" لخصومهم.
ولم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا جراء القصف الصاروخي، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، ولكن العديد من الجماعات الشيعية المتشددة الموالية لإيران لها مكاتب وأنصار في شرق بغداد، فيما أسفر هجوم صاروخي مماثل الأربعاء الماضي عن إصابة سبعة من أفراد قوات الأمن العراقية في المنطقة الخضراء ويبدو أنه يضيف بعدًا جديدًا للخلاف بين السياسيين المتناحرين.
تهديدات الميليشيات الإيرانية
صحيفة "آرب ويكلي" الناطقة بالإنجليزية، أكدت أن الضربات الصاروخية على المنطقة الخضراء كانت بشكل منتظم في السنوات الأخيرة، لكنها عادة ما تكون موجهة ضد أهداف غربية من قبل الميليشيات المدعومة من إيران، وسرعان ما نأى التيار الصدري بنفسه عن الهجمات الصاروخية.
واتهم صالح محمد العراقي، والذي يشغل منصب ما يسمى بـ "وزير الصدر"، الأطراف المعادية التي تريد تقويض تحركات "الإصلاح" الصدري بالوقوف وراء الضربات، وقال عبر حسابه على موقع تويتر "نرفض بشكل قاطع استخدام العنف والسلاح من قبل جهات مجهولة بقصف المنطقة الخضراء، لأنها تسعى لإثارة الفتنة في عراقنا الحبيب".
وتابعت الصحيفة أن التفجيرات تزامنت مع احتشاد مئات من أنصار الحراك وسط بغداد، وكان "وزير الصدر" قد هدد في وقت سابق الأربعاء بالنزول إلى الشوارع إذا حاولت القوى السياسية فرض "صفقة فساد" في إشارة إلى تشكيل الحكومة الجديدة.
تفاقم الأزمة السياسية
ويرى محللون أن تحذيرات الناطق الرسمي باسم الصدر موجهة بشكل رئيسي إلى مشروع "تحالف إدارة الدولة" الذي يجمع الإطار التنسيقي والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وائتلاف السيادة السني وكتلة بابل المسيحية، ويهدف هذا الائتلاف إلى تجاوز المأزق السياسي الحالي وإكمال المهام المنصوص عليها دستورياً لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، لكن التيار الصدري يرى أن هذا الائتلاف يهدف بالدرجة الأولى إلى إبعاده عن المشهد السياسي.
وأوضح محللون بحسب الصحيفة أن ردود الفعل الشرسة للتيار الصدري كانت متوقعة لأنه من غير المرجح أن يقبل مقتدى الصدر عملية سياسية قد تؤدي إلى عزله سياسيا، ولهذا تصعيد الصدر في الشارع يوم الأربعاء يجب أن يُنظر إليه على أنه تحذير جديد مع تطور الأحداث السياسية.
وقالت مصادر أمنية إن صاروخا آخر سقط في وقت لاحق بالقرب من المنطقة الخضراء حيث يوجد البرلمان والعديد من المكاتب الحكومية والسفارات الأجنبية لكن لم تقع إصابات جراء الهجوم.
وأكدت الصحيفة أنه رغم القيود المشددة، تجمع العشرات من أنصار الصدر في ساحة التحرير ببغداد، خارج المنطقة الخضراء، للاحتجاج على جلسة البرلمان، وقال شهود عيان إن نحو 12 شخصا شوهدوا يرشقون قوات الأمن بالحجارة.
وتابعت أنه في وقت سابق من هذا العام، دعم حزب التقدم الذي يتزعمه محمد الحلبوسي رئيس البرلمان وغيره من المسلمين السنّة العرب والفصائل الكردية جهود الصدر لتشكيل حكومة تستبعد الجماعات الشيعية المنافسة المدعومة من إيران، ومع ذلك لم يحذوا حذو الصدر عندما انسحب من البرلمان وفكروا بدلاً من ذلك في الدخول بتحالف حاكم مع الأحزاب المدعومة من إيران.