من حرق المخيمات لاقتلاع العيون.. إيران تفتك بمزارعي أصفهان

تفتك السلطات الإيرانية بمزارعي أصفهان

من حرق المخيمات لاقتلاع العيون.. إيران تفتك بمزارعي أصفهان
صورة أرشيفية

لم تعد تقف الانتهاكات الإيرانية الجسيمة عن حد التعذيب والقتل، وإنما وصلت إلى الحرق واقتلاع الأعين واتباع أوحش الطرق لإيذاء من يعلو صوته مطالبا بحقوقه الطبيعية والأساسية للحياة، فإسكات الأصوات هو السبيل الوحيد لتعامل الحكومة مع الأهالي وخاصة البسطاء.
 
في 8 نوفمبر الجاري، خرج مزارعو أصفهان، عن صمتهم تجاه أزمة المياه وتعطيش أراضيهم، وبعدها بحوالي أسبوعين، انضم آخرون إلى الاحتجاجات للتضامن معهم والاعتراض على أساليب الحكومة وانتهاكاتها، ونصب المتظاهرون خياما على قاع نهر زاينده رود الجاف في إشارة إلى نقص المياه.

ويحتج المزارعون في أصفهان، بسبب تحويل المياه من نهر زاينده رود لتزويد مناطق أخرى، ما تسبب في أن مزارعهم تعاني من الجفاف وتهديد سبل عيشهم.

اقتلاع الأعين

وعلى مدار الأيام الماضية، تجددت مظاهرات "العطش" في أصفهان، بوسط إيران، كشف الأهالي عن حالات تعذيب من قبل القوات الأمنية.

وتداول الإيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنباء بأن قوات الأمن الإيرانية قامت باقتلاع أعين محتجين على شح المياه في البلاد.

كما نشر مراسل شبكة "بي بي سي فارسي" البريطانية، هادي نيلي على صفحته الشخصية في تويتر، تغريدة أكد فيها استهداف الحكومة لأعين المتظاهرين، منددا بما رآه.

وقال المراسل البريطاني: إنه قرأ كثيرا عن حُكام إيرانيين ظالمين كانوا يقتلعون عيون أعدائهم في القرون الماضية، إلا أنه لم يتخيّل أن ذلك سيُنفّذ بحق مواطنين إيرانيين بسبب احتجاجات سلمية في أصفهان.

120 حالة اعتقال

وتسببت احتجاجات العطش، في اعتقال أكثر من 120 مواطنا ممن خرجوا إلى الشوارع، منتقدين سياسة الحكومة، فيما يتعلق بالموارد المائية، والمطالبة بحقهم في المياه.

وردد المحتجون هتافات "الموت للديكتاتور"، و"الموت لخامنئي"، وشعارات ضد السلطات، ما تسبب في إشعال المواجهات العنيفة مع القوات الأمنية، ثم مقتل متظاهر بالرصاص الحي.

حرق خيام المحتجين

لم تكن تلك هي الانتهاكات الوحيدة التي عانى منها المزارعون، حيث إنه في الجمعة الماضية حاصر الأمن الإيراني المحتجين بمحافظة أصفهان وحرق خيامهم واعتقل العشرات منهم.

وبحسب مقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أشعلت قوات الوحدة الخاصة التابعة للشرطة الإيرانية، النار في خيام المزارعين المحتجين بالمحافظة الواقعة وسط البلاد.

وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة استخدام قوات الشرطة مكبرات الصوت لإزالة الخيام وإخلاء مجرى نهر زاينده رود، وسط دوي عدة انفجارات كانت قنابل صوتية وغاز مسيل للدموع لإرهاب المواطنين وإجبارهم على مغادرة موقع الاحتجاج.

مداهمة المزارعين

فيما أوردت وسائل إعلام أن قوات الأمن اعتقلت 50 شخصا من المحتجين وصفتهم السلطات بـ"المشاغبين"، وبعد ساعات من مداهمة الشرطة الإيرانية لخيام المزارعين المعتصمين في نهر "زاينده رود"، وإضرام النار فيها، واعتقال بعضهم في أصفهان، وسط إيران، أفادت التقارير بسيطرة الأجواء الأمنية وانتشار واسع لقوات الأمن، وبطء الإنترنت في المدينة.

وبحسب الأخبار ومقاطع الفيديو الواردة من أصفهان، فقد تواجد عناصر الأمن والسيارات بأعداد كبيرة في أصفهان، وتم إغلاق بعض الشوارع، وفقا لموقع "إيران إنترناشيونال".

كما تم تقليص سرعة الإنترنت أو تعطيلها في منطقتي "زاينده رود" و"بل خاجو"، وكسر خط نقل المياه إلى يزد في قرية "قارنه"، شرقي أصفهان.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص لتفريق المتظاهرين، زاعمة أن عددا منهم رشقوا القوات بالحجارة، واستقدام جرافتين لتدمير خط أنابيب لنقل المياه من أصفهان إلى يزد إضافة إلى ثلاثة خزانات، ما أدى إلى انقطاع مياه الشفة عن عدة مدن في يزد وإصلاحها يتطلب 48 ساعة.

مزاعم حكومية

بينما زعم محمد رضا جان نثاري، مساعد محافظ أصفهان للشؤون السياسية والأمنية، بأنه "لم يتم التعامل مع المزارعين وأنه كان هناك حديث معهم فقط"، قائلا إن استمرار الاحتجاجات "لا علاقة له بالمزارعين"، وإن "البلطجية" يحاولون السيطرة على الوضع.

وادعى وزير الداخلية أحمد وحيدي، أن الاحتجاجات الأخيرة ضد إدارة المياه ترجع إلى "إثارة الفرقة من قبل العدو"، مضيفا: "يجب ألا نسمح للعدو باستخدام قضية نقص المياه لأغراضه الخاصة".

فيما قال بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: إنه تم إرسال رسائل نصية جماعية إلى الهواتف المحمولة للمواطنين، تحذرهم من التواجد في منطقة الاحتجاج.