تجاهل وإبعاد أميركي للدوحة.. وسوريون: قطر تدفع ثمن تدخلاتها لإشعال المنطقة
تجاهلت أميركا قطر وأبعدتها عن قضايا الشرق الأوسط
حالة من الرفض العربي والدولي تواجهه قطر بعد تدخلات واسعة حاولت الدوحة من خلالها بث الفتنة وفرض سيطرة الميليشيات داخل البلدان العربية والتي كان أبرزها الأزمة السورية.
واجهت الدوحة مؤخرا تجاهلا أميركيا بالأحداث الأخيرة الدائرة في سوريا والسودان في محاولة لإبعادها عن الأزمات الإقليمية التي تمر بها المنطقة العربية عكس ما تتجه إليه الولايات المتحدة تجاه العديد من الدول العربية والخليجية لاسيما الإمارات والسعودية حيث تثمن جهودهما لإحلال السلام بالمنطقة والتي عبرت عنه البيانات المشتركة بالقضايا الحدثية، والتي كان آخرها البيان الرباعي لكل من أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات.
ما أثار غضبا واستياء قطريا بعد تجاهلهم من قبل الإدارة الأميركية فيما يحدث بالرغم من الشراكة الكبيرة التي تجمع قطر بالولايات المتحدة الأميركية بحسب مصادر دبلوماسية.
رفض صفقة الطائرات المسيرة
وأكدت المصادر أن الاستياء تصاعد بعدما رفضت الإدارة الأميركية في وقت سابق، شراء قطر للطائرات المسيرة بعد منح الصفقة إلى دولة الإمارات.
قطر ومفاقمة الأوضاع في سوريا
من جانبه علق المحلل السوري والصحفي البارز يعرب خير بك على الأمر، مؤكدا أن تحييد الدوحة عن المشهد في سوريا يعود إلى كونها أحد المكونات الأساسية لاندلاع الحرب في سوريا، مما لديها من تاريخ في تمويل التنظيمات المسلحة بالبلاد.
أضاف خير بك في تصريحات للعرب مباشر: يبدو أن هجمة الإخوان المسلمين التي كانت تحاول أن تعمم السواد على المنطقة بدأت بالتساقط من مصر من قبل الجيش المصري، ومساعي الخليج للقضاء على المشروع الاخواني".
تابع: "واليوم بدأت سوريا تشهد توسعا كبيرا في الانفتاح لعلاقات مع المحيط العربي، ولاسيما من ناحية التواصل إن كان شعبيا أو على مستوى المؤسسات أو حتى على المستوى الرسمي الذي كانت خاتمة زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى سوريا وبعد الاتصال مع ملك الأردن، إضافة إلى رسائل أخرى مع عدة دول يتوقع أن تكون هناك رسائل سعودية في القريب العاجل في أي لحظة ناهيك عن الكلام الجزائرى عن دعوة سوريا إلى القمة العربية المقبلة".
واعتبر أن هذا التنامي يتم استبعاد قطر منه كونها السبب الرئيسي في احتواء المنظمات الإرهابية ومن يتسبب في هذه الإشكالات التي خلعت رداءها العربي وارتدت عباءة عثمانية، بدأت تشهد تساقطا كبيرا في المرحلة الأخيرة، مما يجعلها تعاني اليوم عزلة عربية وفقدان ثقة دوليا سواء أوروبيا أو أميركيا.
التخادم القطري للغرب
كما شدد على أن تخادم قطر للغرب لم تجني منه شيئا، كون المجتمع الغربي يعى كثيرا من مخططاتها، وأن جميع ما تقوم به يكون لصالح دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
قال يعربك:" قطر تبقى منفردة كجزيرة تحلم بدعم تركي، والذي يحتاج هو في الوقت نفسه، دعما بسبب التغيرات الدولية و إعادة تموضع التحالفات الدولية العالمية، و التراجع التركي الكبير في ليبيا وفي تونس ومصر وسوريا هزيمة كبيرة".
حتى في تركيا نفسها بدأ حزب العدالة يشهد تراجعا كبيرا خصوصا بعد خسارته أكبر المناطق في مدينة إسطنبول لذلك قطر اليوم تشبه الجندي الياباني الذي وجد بعد عشر سنوات في الحرب مع أميركا مختبئا في مخبئه.
هزيمة المشروع الإخواني
تابع:" يأتي هذا التحول اليوم ربما على هزيمة المشروع الإخواني في المنطقة بشكل كامل و إعادة ترتيب المنطقة حسب حجمها الطبيع، وبدت قطر تحلم أن تلعب دورا أكبر من حجمها، فهي التي تاريخها يعد أجدد من قناة لمجاري المياه في سوريا".
حل الأزمة السورية دون قطر
من جانبه قال النائب السوري أحمد مرعي، إن هناك اتفاقا سعوديا إماراتيا، ومعه معظم دول التعاون الخليجي حول المقاربة من الأزمة السورية، مؤكدا أنها مقاربة جديدة تقوم على أساس وضع حدود للخطر المشهود أو المنظور من قبل التمدد و التغول التركي في الشمال السوري.
تابع:" هذا التقارب يجعل قطر تكشر عن أنيابها وربما تؤدي إلى عودتها إلى العزلة، لأن الجميع يدرك بأن علاقة قطر بتركيا هي علاقة جيدة و متقدمة و لكن هناك قرار عربي باستعادة دولة سوريا".
أضاف:" وأعتقد بأنه تحضير الرأي العام العربي بأن الخطر التركي هو الخطر الدائم و الكبير، وبالتالي هناك مصالح باستعادة البيت العربي وترتيب البيت العربي الداخلي لمواجهة هذا الخطر الجديد".