وساطة قطرية في سباق مع الزمن لإنقاذ هُدنة غزة وسط تعقيدات سياسية وأمنية
وساطة قطرية في سباق مع الزمن لإنقاذ هُدنة غزة وسط تعقيدات سياسية وأمنية

تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة جهود وساطة مُكثفة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة، مع التركيز على إطلاق سراح أكثر من نصف الرهائن المتبقين المحتجزين لدى مسلحين فلسطينيين في القطاع، تأتي هذه المفاوضات في إطار مساعي دولية لإنهاء التصعيد المستمر منذ شهور، بحسب ما نشرت شبكة "إن بي آر" الأمريكية.
تحركات إقليمية وإدانة لقطع الكهرباء عن غزة
وفي الوقت الذي تشهد فيه غزة أوضاعًا إنسانية متدهورة، أدانت كل من السعودية وقطر والأردن قرار إسرائيل بقطع التيار الكهربائي عن القطاع المنكوب بالحرب.
وطالبت هذه الدول المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة.
ويُشارك المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في هذه المحادثات التي تُعد الأكثر جدية منذ تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منصبه في يناير.
ومع ذلك، أوضح مصدر مُطلع على المفاوضات أن الفريق الإسرائيلي المشارك يتألف من مسؤولين ذوي صلاحيات محدودة، ما قد يُعرقل التوصل إلى اتفاق شامل في الوقت الحالي.
جهود لبناء الثقة بين الجانبين
وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه رغم المحاولات المتواصلة لتحقيق خطوات لبناء الثقة بين الجانبين، إلا أن المفاوضات لم تشهد تقدمًا ملموسًا حتى الآن، وفقًا للمصدر الذي تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته.
وتعتقد إسرائيل أن هناك 24 رهينة ما زالوا على قيد الحياة في غزة تحت احتجاز المسلحين الفلسطينيين، من بينهم 22 إسرائيليًا، بينهم مواطن يحمل الجنسية الأمريكية، بالإضافة إلى مواطنين من تايلاند ونيبال. كما يُعتقد أن جثث عشرات الرهائن لا تزال محتجزة في القطاع.
حصيلة الحرب حتى الآن
وفقًا للحكومة الإسرائيلية، قُتل نحو 1200 شخص وتعرّض 251 آخرين للخطف خلال هجوم شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، ما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.
وفي المقابل، تُشير مصادر صحية في القطاع إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني جراء الغارات الإسرائيلية منذ بداية النزاع.
مظاهرات وضغوط داخل إسرائيل
شهدت تل أبيب احتجاجات واسعة السبت الماضي، حيث أطلقت متظاهرة كانت من بين الرهائن المحررين، تُدعى إيلانا غريتزيفسكي، شعلة دخانية خلال مظاهرة طالبت بالإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة.
وتُطالب حركة حماس بأن تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق الأولي لوقف إطلاق النار، والذي نصّ على إجراء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من التهدئة التي تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من الحدود مع مصر وإنهاء الحرب بشكل نهائي.د
وفي المقابل، تُصرّ إسرائيل على اتفاق مختلف يشمل تمديد الهدنة بشكل مؤقت وإطلاق سراح المزيد من الرهائن مقابل إفراجها عن أسرى فلسطينيين.
وترفض إسرائيل الانسحاب من الحدود مع مصر بسبب مخاوف تتعلق بتهريب الأسلحة، كما ترفض الالتزام بإنهاء الحرب طالما أن حركة حماس لا تزال تُسيطر على قطاع غزة.
استخدام المساعدات الإنسانية كأداة ضغط
في محاولة للضغط على حماس للموافقة على شروط الهدنة الجديدة، تُواصل إسرائيل فرض حصار كامل على غزة، ما يمنع دخول الإمدادات الإنسانية بما في ذلك الغذاء والوقود والكهرباء.
وقد أدانت منظمات الإغاثة الدولية هذه الخطوة، معتبرة أنها حرمان للمدنيين من احتياجاتهم الأساسية.
وفي بيان لها، انتقدت مريم العروسي، ممثلة منظمة أطباء بلا حدود، تصرف إسرائيل، قائلة إن استخدام المساعدات الإنسانية كأداة تفاوض هو أمر شائن، مؤكدة أن الحصار على غزة يُفاقم معاناة مئات الآلاف من المدنيين ويتسبب في عواقب إنسانية مميتة.
محادثات لحل النزاع بين إسرائيل ولبنان
على صعيد آخر، تجري إسرائيل مفاوضات جديدة مع لبنان بهدف حل النزاعات الحدودية بين البلدين، وذلك بعد أكثر من عام من الاشتباكات المتقطعة بين ميليشيا حزب الله اللبنانية والقوات الإسرائيلية.
وعُقد الاجتماع في قرية الناقورة الحدودية اللبنانية يوم الثلاثاء، تحت وساطة كل من الولايات المتحدة وفرنسا.
وأفاد بيان للحكومة الإسرائيلية بأن الجانبين ناقشا قضايا خلافية قديمة تتعلق بترسيم الحدود البرية بين البلدين، بالإضافة إلى خمس مناطق في جنوب لبنان لا تزال القوات الإسرائيلية متمركزة فيها رغم اتفاق وقف إطلاق النار الأخير الذي نص على انسحابها.
وفي بادرة حسن نية تجاه الرئيس اللبناني الجديد، وافقت إسرائيل على إطلاق سراح خمسة معتقلين لبنانيين، مُعربة عن أملها في أن يتمكن الرئيس اللبناني من كبح جماح حزب الله وتخفيف التوترات الأمنية على الحدود.