هدنة مُفاجئة وصفقة جديدة.. كواليس محادثات سرية تُشعل خلافًا بين واشنطن وتل أبيب
هدنة مُفاجئة وصفقة جديدة.. كواليس محادثات سرية تُشعل خلافًا بين واشنطن وتل أبيب

كشف مبعوث أمريكي أن حركة حماس اقترحت خلال محادثات سرية التوصل إلى هدنة تمتد من خمس إلى عشر سنوات، إلى جانب إجراء عملية تبادل شاملة للأسرى، وقد أثار هذا الاقتراح ردود فعل غاضبة من إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأنصاره المحافظين في إسرائيل والولايات المتحدة، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال آدم بوهلر، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص بشؤون الرهائن، إنه يعتقد أن حماس ستُوافق في نهاية المطاف على التخلي عن أسلحتها وترك السلطة في غزة.
وأضاف بوهلر أن هذه السلسلة من المقابلات تهدف إلى توضيح الموقف الأمريكي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة ليست "وكيلًا لإسرائيل".
وتابع بوهلر: "لم نكن مستعدين للجلوس مكتوفي الأيدي لمدة أسبوعين"، مضيفًا: "هناك فرصة حقيقية لتحقيق تقدم وإعادة بعض الرهائن إلى ديارهم في الأسابيع المقبلة".
غضب في الأوساط الإسرائيلية
وأثارت تصريحات بوهلر غضبًا شديدًا خلف الكواليس من جانب مستشار نتنياهو للشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، كما أعرب وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش عن غضبه علنًا.
وقال سموتريتش لمحطة إذاعة الجيش الإسرائيلي: "لقد حاول بوهلر التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، أوضحنا له أنه لا يُمكنه التحدث نيابة عنا، وإذا كان يرغب في التفاوض باسم الولايات المتحدة، فحظًا سعيدًا له".
ولم يوضح الوزير الإسرائيلي كيفية نقل هذه الرسالة إلى بوهلر، ومع ذلك، حاول وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمس الإثنين تهدئة المخاوف بشأن المحادثات بين بوهلر وحماس.
الموقف الأمريكي: لقاء استثنائي وليس سياسة جديدة
قال روبيو للصحفيين أثناء رحلته إلى السعودية: "كان ذلك وضعًا استثنائيًا حيث حصل مبعوثنا الخاص بشؤون الرهائن، الذي تتمثل مهمته في إطلاق سراح الأشخاص، على فرصة للحديث مباشرة مع شخص لديه سيطرة على هؤلاء الأشخاص، وقد مُنح الإذن وشُجّع على القيام بذلك، لقد فعل ذلك".
وأضاف روبيو: "حتى الآن، لم تؤت هذه الجهود ثمارها، هذا لا يعني أنه كان مخطئًا في المحاولة، ولكن قناتنا الأساسية للتفاوض ستظل من خلال السيد ويتكوف والجهود التي يقوم بها عبر قطر"، في إشارة إلى ستيف ويتكوف، مبعوث إدارة ترامب إلى الشرق الأوسط.
ردود فعل متباينة في إسرائيل
وفي إسرائيل، أثارت أنباء المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس مشاعر مختلطة. وجاء الرد الرسمي من الحكومة الإسرائيلية محدودًا في بيان مقتضب أصدره مكتب نتنياهو يعترف بالمفاوضات، إضافة إلى بعض التعليقات المحايدة من مسؤولين أقل مرتبة.
ويبقى السؤال الرئيسي ما إذا كانت إسرائيل على علم بهذه الاتصالات قبل أن تكشف عنها وسائل الإعلام الأمريكية، ولم يُجب بوهلر في مقابلاته مع وسائل الإعلام الإسرائيلية عن موعد بدء هذه الاتصالات.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن هناك توترًا خلف الكواليس بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن هذه المحادثات المباشرة التي أجراها مبعوث ترامب آدم بوهلر مع خليل الحية، القيادي البارز في حماس، وهي المحادثات التي علمت إسرائيل بها في البداية من مصادر غير رسمية، ولم تُبلّغ بها رسميًا إلا لاحقًا.
انقسام داخل المجتمع الإسرائيلي
رحب البعض في إسرائيل بإمكانية إحراز تقدم نحو اتفاق دبلوماسي قد يضمن عودة المزيد من الرهائن.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أصيبت إسرائيل بالذهول عندما اكتشفت أن مبعوث ترامب كان يتفاوض سرًا في الدوحة مع الحية، وهو مسؤول بارز في حماس.
وأضافت الصحيفة أن حماس حصلت على ما كانت تحلم فقط بالحصول عليه في ظل إدارة بايدن: الشرعية.
وسلّطت الصحيفة الضوء على ما وصفته بأنه "محادثة متوترة" بين بوهلر وديرمر، مستشار نتنياهو المقرب.
وأوضحت الصحيفة أن ديرمر اعتقد أن الأمريكيين وافقوا على إطلاق عدد مفرط من الأسرى الفلسطينيين، مما سيؤثر على نبرة المفاوضات بشأن المرحلة الثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بوهلر صُدم من وقاحة ديرمر وعبّر عن ذلك في محادثاته مع آخرين.