افتتاح المتحف المصري الكبير في يوليو 2025.. لحظة فارقة في مسيرة الحضارة
افتتاح المتحف المصري الكبير في يوليو 2025.. لحظة فارقة في مسيرة الحضارة

تستعد مصر لحدث تاريخي طال انتظاره، يتمثل في الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير يوم الخميس 3 يوليو 2025، بعد سنوات من التخطيط والتنفيذ في أحد أضخم المشروعات الثقافية في العصر الحديث.
ويعد هذا المتحف تتويجًا لرؤية مصرية طموحة تهدف إلى ترسيخ مكانة البلاد كوجهة حضارية وسياحية عالمية، وتحقيق نقلة نوعية في عرض التراث المصري القديم.
مجمع ثقافي متكامل
ويقع المتحف على مقربة من أهرامات الجيزة، ويتجاوز كونه متحفًا تقليديًا ليصبح مجمعًا ثقافيًا متكاملًا، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة لأول مرة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون، والتي تُعرض داخل قاعات مجهّزة بأحدث تكنولوجيا العرض والإضاءة.
وتعمل الحكومة المصرية منذ شهور على استكمال التجهيزات التنظيمية والفنية استعدادًا لحفل افتتاح عالمي يُتوقع أن يحضره قادة ومسؤولون من مختلف الدول، إلى جانب شخصيات فنية وثقافية مرموقة.
كما يشمل الاستعداد تطويرًا شاملًا للبنية التحتية في محيط الأهرامات، وتحديثًا لشبكات الطرق والنقل، فضلاً عن تجهيز مطار سفنكس الدولي لاستقبال الوفود الرسمية.
لحظة تحول في مستقبل القطاع السياحي المصري
في السياق نفسه، أكد الدكتور سعيد الشريف، أستاذ السياحة والآثار بجامعة القاهرة، أن "افتتاح المتحف يمثل لحظة تحول في مستقبل القطاع السياحي المصري، وسيعيد رسم خريطة السياحة الثقافية في المنطقة، لكونه ليس فقط معرضًا للآثار، بل منصة للبحث والتعليم والتواصل الحضاري مع العالم".
ويُشار أن الحكومة لم تعلن رسميًا ما إذا كان يوم الافتتاح سيُعتبر عطلة رسمية، لكن احتمالية ترحيل إجازة ذكرى 30 يونيو لتتزامن مع موعد الافتتاح قد تجعل من الخميس 3 يوليو إجازة مزدوجة.
المتحف يعد بمثابة الهرم الرابع
ومن جانبه، أكد وزير السياحة، شريف فتحي، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل لحظة تاريخية فارقة تعكس مكانة مصر الحضارية عالميًا.
واعتبر أن المتحف، الذي يجاور أهرامات الجيزة، يُعد بمثابة "الهرم الرابع"، حيث يجسد عبقرية المصري القديم وإنجاز المصري المعاصر، ويقدم للعالم تجربة ثقافية وسياحية متكاملة تُعيد رسم ملامح السياحة الثقافية في مصر.
وأشار فتحي، أن التحضيرات لحفل الافتتاح تجري على أعلى مستوى، بمشاركة كافة الجهات المعنية، لضمان إخراج الحدث بصورة تليق بمكانة مصر وتاريخها العريق، مؤكدًا أن المتحف سيكون علامة مضيئة على خريطة المتاحف العالمية.
جدير بالذكر، أن وزارة السياحة والآثار المصرية قررت إغلاق المتحف مؤقتًا من 15 يونيو حتى 5 يوليو، لإتمام الترتيبات النهائية قبيل حفل الافتتاح، على أن يُعاد فتحه للجمهور بعد انتهاء الفعاليات.
حيث يمثل هذا الافتتاح تتويجًا لجهود استمرت أكثر من عقدين، ويعكس إصرار الدولة المصرية على إعادة إحياء رموز حضارتها القديمة بأسلوب يليق بعظمتها، وبما يُحدث نقلة نوعية في جذب السياحة الثقافية وتعزيز الهوية الوطنية.