رعاية مصر لملف المصالحة الفلسطينية كشفت فشل قطر وتركيا

رعاية مصر لملف المصالحة الفلسطينية كشفت فشل قطر وتركيا
أمير قطر تميم بن حمد والرئيس التركي

مرة أخرى عادت مصر للمشهد الرئيسي في القضية الفلسطينية وتحديدًا قضية الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، حيث حاولت قطر لعب نفس الدور على مدار الأشهر الماضية ولكنها فشلت كالعادة. 


تهميش قطر وتركيا

وبدأ وفدا فتح وحماس محادثات مع مسؤولين في مصر منذ يوم الإثنين بهدف تسريع خطوات المصالحة الوطنية الفلسطينية، التي أصبحت مرتبطة بالتطورات الإقليمية والاتجاهات المتغيرة، بحسب صحيفة "آرب ويكلي" الدولية.


وتغلبت الحكومة المصرية على استيائها من النتائج السلبية لزيارة وفد حماس إلى القاهرة نهاية أكتوبر الماضي، وتحاول السيطرة على زمام عملية المصالحة، رغم لجوء فتح وحماس مؤخرًا إلى قطر وتركيا لإكمال ذلك. بهدف تهميش مصر والتقليل من دورها الفعّال في القضايا الفلسطينية. 


ولكن يبدو أن جميع أطراف الصراع أدركوا عدم قدرة قطر وتركيا على حل هذا النزاع، حيث ظلت القاهرة المرجع الرئيسي في ملف المصالحة لسنوات عديدة قبل أن تدخل الدوحة وأنقرة على الساحة. 


ويعتقد المحللون أن مصر تستعيد السيطرة على القضية بعد فشل الأطراف الدولية الأخرى في إحراز أي تقدم ما يعني تهميش الدور القطري والتركي في المرحلة القادمة بمنطقة الشرق الأوسط.


ضربة لقطر

وتسعى الإدارة المصرية إلى إيجاد حل سريع للقضية الفلسطينية، ويعد هذا الأمر بمثابة ضربة كبيرة للمحور القطري التركي ويقوض التهديد القادم من غزة. 


كما تحاول مصر إحكام الخناق على حماس ووقف مناوراتها الهادفة إلى استغلال إعلان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن عن التزامه بمبدأ حل الدولتين.
وتخطط حماس للتملص من التزامها بالعملية الانتخابية العامة بحجة انتظار أداء الإدارة الأميركية الجديدة اليمين حيث تريد قياس فرصها في التعامل معها لتحقيق مكاسب. 


وفي التفاهمات التي جرت مع فتح في اجتماع إسطنبول في سبتمبر الماضي، لم توافق الحركة رسميًا على إجراء انتخابات عامة.


ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من المشاورات بين القاهرة وحماس من أجل إقناع الأخيرة بالالتزام باتفاق المصالحة الموقعة في مصر عام 2017 ، والبناء عليه بدلًا من بدء محادثات جديدة تبدأ من الصفر  بعبارة أخرى، تطلب مصر من حماس احترام اتفاقياتها.


انتخابات وشيكة

وبحسب الصحيفة فإن اجتماعات بين قادة من فتح وحماس من جهة، والمسؤولين في أجهزة الأمن المصرية من جهة أخرى، تُعقد بشكل متكرر للترتيب لانتخابات رئاسية وتشريعية، ومناقشة الخطوات اللازمة لتأمينها والتشاور حول كيفية ممارسة الضغط السياسي على إسرائيل للسماح بالتصويت في القدس.


يحتاج تنفيذ الانتخابات الفلسطينية على أرض الواقع إلى دعم جامعة الدول العربية التي فوضت مصر منذ 2005 لإنهاء الانقسام الفلسطيني.


واتفقت القاهرة مع فتح وحماس على ضرورة استئناف جلسات حوار المصالحة بينهما في القاهرة من أجل التوصل إلى تفاهم حول آليات إجراء الانتخابات ، واستكمال ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات سابقة رعتها القاهرة قبل التوجه إلى الدوحة وإسطنبول. 


وقالت مصادر فلسطينية: إن حماس أدركت صعوبة تجاوز مصر في ملف المصالحة الفلسطينية ، حيث تمتلك مصر جغرافيا سياسية متداخلة مع الفاعلين الفلسطينيين، وتمكنها من لعب أدوار مؤثرة قد تزعج إدارة حماس في قطاع غزة، من خلال فتح الصندوق الأسود للحركة وعلاقاتها المشبوهة مع الإخوان وقطر وانتهاكاتها المتعددة في غزة والتي لا ترغب الحركة في فتحه حاليًا حتى لا تزداد خسائرها الدولية.