تسعى قطر بكافة الطرق للتأثير على مركز صناعة القرار في الولايات المتحدة الأميركية، من خلال دعم بعض المرشحين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ومساعدتهم للفوز في انتخابات الإعادة المقرر لها يوم ٥ يناير تحديدًا في الولايات ذات التأثير الكبير وعلى رأسها جورجيا، من خلال إقامة علاقات تجارية وشخصية مع النواب الديمقراطيين المعروف عنهم دعمهم للإخوان ومشروعهم.

وتعد محاولات قطر هذه المرة حساسة للغاية، فانتخابات ٥ يناير هي الفيصل لتحديد أغلبية المجلس سواء استمرار الجمهوريين أو سيطرة الديمقراطيين. 

علاقة مريبة

وحصلت شركة جون أوسوف، المرشح الديمقراطي في مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا، على آلاف الدولارات مقابل إنتاج أفلام وثائقية لصالح قناة "الجزيرة" الشركة الإعلامية المثيرة للجدل المملوكة لقطر، وفقًا لنماذج الإفصاح المالي الخاصة بالمرشح.

وبحسب شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، فإن شركة  أوسوف Insight TWI حصلت على 5 آلاف دولار مقابل الفيلم الواحد.

وتنتج Insight TWI صحافة استقصائية، غالبًا في شكل أفلام وثائقية، والتي يتم ترخيصها بعد ذلك لشركات أخرى تبث المحتوى.

ووفقًا للشبكة الأميركية، فإن المدفوعات التي يحصل عليها النائب الديمقراطي من "الجزيرة" هي مصدر دخل مثير للجدل آخر لـ Insight TWI، حيث تعرضت شركة الإعلام المملوكة لقطر لانتقادات شديدة على مر السنين.

إرهاب الجزيرة

وبدأ الجدل حول شبكة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية بعد بث مقاطع فيديو لزعيم القاعدة أسامة بن لادن في أعقاب أحداث ١١ سبتمبر، واستمر الجدل بعد ذلك وامتد حتى عام 2019 عندما بث المنفذ مقطع فيديو يشكك في الهولوكوست ويقول: "لقد تبنت الحركة الصهيونية قصة مقتل 6 ملايين يهودي على يد الحركة النازية".

وتم حذف الفيديو وقال ياسر بشر ، المدير التنفيذي لقناة الجزيرة: إن الشبكة تتبرأ تمامًا من المحتوى المسيء المعني، وأبلغت الموظفين بالتدريب الإلزامي الجديد على التحيز والحساسية.

ووفقًا لوكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، تحركت إسرائيل لحظر قناة الجزيرة في عام 2017، حيث قال وزير الاتصالات آنذاك أيوب قرا: إن الكيان المملوك لقطر "يدعم الإرهاب والتطرف الديني".

وقال جون بورك المتحدث باسم حملة السيناتور الجمهوري بيرديو في بيان: "من الحكومة الشيوعية الصينية إلى قناة الجزيرة، دخلت شركة الأفلام الشخصية لجون أوسوف في شراكة مع بعض الأفراد والمنظمات الأكثر بؤسًا التي يمكن تخيلها". 

وتابع "لقد أظهر حكمًا سيئًا، حيث عمل مع الحكومة الشيوعية الصينية والجزيرة التي  تُعرف باسم 'الناطق باسم الإرهابيين، فكيف يمكن أن يثق الجورجيون به للوقوف في وجه أعداء أميركا بينما هم يدفعون له؟ ".

مجلس الشيوخ

ويجري سباق الإعادة في انتخابات مجلس الشيوخ بين بيرديو وأوسوف وهي إحدى جولتين والمقرر إجراؤها في 5 يناير في جورجيا، والأخرى بين السيناتور كيلي لويفلر، بولاية جورجيا، والمنافس الديمقراطي رافائيل وارنوك.

وتحول كِلا السباقين إلى معارك كبرى حيث تهاجم الحملات بشراسة بعضها البعض لمحاولة السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي في الكونغرس.

وإذا فاز الجمهوريون في جولة الإعادة في 5 يناير، فإنهم سيحصلون على أغلبية وعامين آخرين من زعامة السيناتور الجمهوري ميتش مكونيل، كزعيم للأغلبية. 

ومع ذلك، إذا اكتسح الديمقراطيون السباقات، فإنهم سيرفعون عدد المتسابقين إلى التعادل بنسبة 50-50 ، مما يسمح لنائب الرئيس المنتخب كاميلا هاريس بحسم الأصوات والتي غالبًا ستكون من نصيب الديمقراطيين.