محلل سياسي فلسطيني: غزة تواجه إبادة بطيئة وسط صمت دولي
محلل سياسي فلسطيني: غزة تواجه إبادة بطيئة وسط صمت دولي

يعيش قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة مع تفاقم أزمة المجاعة، التي تضرب مختلف المناطق في ظل الحصار المستمر منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023؛ ما أدى إلى انهيار شامل في الخدمات الصحية ونقص حاد في الغذاء والدواء.
وزارة الصحة في غزة أعلنت، أن عدد ضحايا المجاعة بلغ 393 شخصًا، بينهم 140 طفلًا، فيما تشير إحصاءات المنظمات الدولية إلى أن أكثر من نصف مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 641 ألفًا بحلول نهاية الشهر الجاري.
وتشير التقديرات، أن أكثر من 132 ألف طفل دون سن الخامسة مهددون بالموت بسبب سوء التغذية الحاد وانعدام الرعاية الصحية.
وتؤكد منظمات حقوقية وإنسانية، بينها "أنقذوا الأطفال" و"أمنيستي"، أن الوضع في غزة يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مع استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية.
فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من انهيار المنظومة الصحية بالكامل، حيث توقفت معظم المستشفيات عن العمل بسبب نقص الوقود والأدوية، ما يعرض حياة الآلاف للخطر.
من جهتها، وصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه "قتل جماعي للمدنيين"، مشيرة أن المجاعة قد تمتد إلى مناطق وسط وجنوب القطاع خلال أسابيع قليلة إذا لم يتم التدخل العاجل.
كما شددت اليونيسف على أن "الوقت ينفد لإنقاذ الأطفال" في ظل غياب الحلول السياسية والإنسانية.
تأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه سكان القطاع ظروفًا معيشية قاسية، حيث أصبح تأمين وجبة واحدة يوميًا أمرًا بالغ الصعوبة، بينما تتزايد معدلات سوء التغذية والأمراض بين الأطفال، وسط صمت دولي وانتقادات متصاعدة لسياسة الحصار المفروض على غزة.
وحذّر المحلل السياسي الفلسطيني د. سامي أبو مصطفى من أن ما يحدث في قطاع غزة من حصار وتجويع متعمّد يمثل "إبادة بطيئة" تستهدف المدنيين، خصوصًا الأطفال، وسط تقاعس المجتمع الدولي عن التحرك.
وأوضح أبو مصطفى -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن المجاعة في غزة أصبحت أداة حرب، مشيرًا أن تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية تؤكد أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يعيشون في ظروف جوع كارثية، فيما يواجه عشرات الآلاف من الأطفال خطر الموت بسبب سوء التغذية وانعدام الدواء.
وأضاف: أن "الاستهداف الممنهج للبنية التحتية الصحية والإنسانية في غزة يعكس سياسة واضحة تقوم على خنق القطاع ومنع وصول المساعدات"، لافتًا أن استمرار الحصار سيؤدي إلى انهيار كامل للنظام الصحي وزيادة أعداد الضحايا بشكل غير مسبوق.
ودعا أبو مصطفى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تدخل عاجل لإنقاذ المدنيين ووقف سياسة العقاب الجماعي المفروضة على الفلسطينيين، مشددًا على أن "التاريخ لن يغفر هذا الصمت الدولي أمام معاناة شعب بأكمله".