هدنة غزة معطلة.. ما بين شروط حماس وتعطيل واشنطن وتباين إسرائيل
هدنة غزة معطلة.. ما بين شروط حماس وتعطيل واشنطن وتباين إسرائيل
شهدت الأيام الماضية تطورًا كبيرًا في مفاوضات الهدنة التي اقترحها الجانب الأمريكي مؤخرًا داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تباينت ردود الأفعال في ظل شروط حماس التي بدورها عطلت الهدنة وفق الرؤية الأمريكية.
وقد تباينت ردود الأفعال من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، حيث يرى الطرفان أن حماس تريد الخروج منتصرة وفق رؤية الشروط الموضوعة، ومع ذلك ترى إسرائيل أن حتمية استمرار الحرب وفق ما تم من شروط إسرائيلية مع بدء الحرب بإنهاء تواجد حركة حماس في قطاع غزة.
تباين ردود الفعل
وقد أعلنت حركة "حماس" تقديم ردها للوسطاء على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، وهو ما أكدته واشنطن، التي أعلنت أنها تدرس الرد.
بينما كان الوضع في الجانب الإسرائليي أنهم اعتبروا حماس "رفضت المقترح الإسرائيلي"، إذ أجرت تغييرات على المقترح، على حد وصفهم، لكن لم يصدر عن الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة أي تعليق بشأن ذلك.
وأكدت حماس، أنها قدمت ردًا على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، إلى الوسطاء المصريين والقطريين، وهو ما أكدته القاهرة والدوحة، بينما في نفس الوقت الشروط لمت تكن تعجيزية وفق رؤيتهم.
واشنطن تري إيجابية المفاوضات
وأكد البيت الأبيض تلقيه رد "حماس"، وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي التابع للبيت الأبيض، جون كيربي: إنه "من المفيد تلقّي رد" من حماس، مشيرًا إلى أن واشنطن تعكف على تقييمه.
وأيد مجلس الأمن الدولي، الاثنين، مقترحًا قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال مسؤول إسرائيلي: إن حركة "حماس" رفضت المقترح الذي أعلنه بايدن لوقف إطلاق النار في غزة.
مسؤولون إسرائيليون أكدوا أن "حماس" رفضت الصفقة، قائلين في تصريحات إعلامية، إن "حماس لم تقل إنها ترفض الصفقة، بل قالت إنها ردت على الوسطاء القطريين والمصريين، وإنها قدمت عدة تعليقات وملاحظات على المقترح".
وأشار المسؤولون، إلى أن "الحكومة الإسرائيلية والمسؤولين الإسرائيليين، يتعاملون مع هذا الرد على أنه مرفوض، بعد أن تلقّوا وحللوا رد حماس".
ويقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب: إنه على الرغم من أن إسرائيل رأت الشروط الخاصة بحماس تعجيزية، ولكن هناك رؤية كبرى من الجانب الآخر بكون هناك تفاوض واضح في ظل ما تشهده الهدنة من تطورات مقبلة في الآونة الأخيرة.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الجانب الأمريكي يريد هدنة ويضغط بكل قوة، وهناك مفاوضات مع حماس عبر القاهرة وقطر، وهو ما تشهده المنطقة في ظل زيارات متكررة من جانب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وكذلك الضغط علي الجانب الإسرائيلي لتخفيف حدة المواجهة من أجل خفض نسبة القتل التي كانت مرتفعة للغاية في ظل الشهور الأولى من الحرب.
وأكد المحلل السياسي عادل الزعنون، أن أفضل طريقة لضمان عدد أقل من الضحايا المدنيين هي الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، وما يعطي أزمة أكبر هي محاولات إسرائيل للسيطرة علي معبر رفح إلى ما بعد الحرب مما يشكل ضغطاً على المفاوضات خاصة من جانب القاهرة.
وأضاف الزعنون - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إلى إن هناك ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة، وأن حركة حماس مستعدة للتعامل بإيجابية مع أي مبادرة تفضي إلى إنهاء الحرب ولكن الولايات المتحدة وإسرائيل لا يريدون حماس مجدداً وهو صعب للغاية في الوقت الحالي.