الضربات الأميركية لـ البنية التحتية العسكرية للحوثيين هل تكفي للقضاء على خطورتهم؟.. خبراء يجيبون

الضربات الأميركية لـ البنية التحتية العسكرية للحوثيين هل تكفي للقضاء على خطورتهم

الضربات الأميركية لـ البنية التحتية العسكرية للحوثيين هل تكفي للقضاء على خطورتهم؟.. خبراء يجيبون
صورة أرشيفية

في تطور جديد يشير إلى تصاعد العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية عن تنفيذ ضربات استراتيجية ضد الحوثيين في اليمن، مما يعكس تغيرًا في مسار الصراع الدائر ويضع الملاحة البحرية في دائرة الضوء.

*ضربات أمريكية*

تحت غطاء الظلام، شنت القوات الأمريكية عملية عسكرية دقيقة استهدفت البنية التحتية الرادارية للحوثيين في اليمن؛ مما أدى إلى تدمير سبعة رادارات كانت تُستخدم في استهداف السفن وتهديد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

هذه العملية، التي أعلنت عنها القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان رسمي، تأتي في وقت يكثف فيه الحوثيين، المدعومين من إيران، هجماتهم على السفن التجارية والمدنية، مما يشكل تهديدًا متزايدًا لأمن الممرات المائية الحيوية.

وفقًا للبيان، فإن الرادارات المدمرة تقع في مناطق يسيطر عليها الحوثيون، وقد تم تحييدها خلال الـ24 ساعة الماضية، في عملية تعكس القدرات التكنولوجية والاستخباراتية العالية للجيش الأمريكي. كما تم الإعلان عن تدمير زورقين وطائرة دون طيار تابعة للمتمردين، في إشارة إلى النطاق الواسع للعملية العسكرية.

تأتي هذه الضربات في سياق تصاعد التوترات في المنطقة، حيث يُعتبر "محور المقاومة"، الذي يضم حلفاء إيران مثل حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني والحوثيون اليمنيون وفصائل عراقية موالية لطهران، جزءًا من الصراع الأوسع ضد إسرائيل.

*خطر متزايد*

وقد أفادت وكالة الأمن البحري البريطانية "يو كي ام تي او"، بأن وحدة عسكرية قامت بإجلاء طاقم سفينة شحن تعرضت لتسرب المياه في البحر الأحمر بعد هجوم من الحوثيين؛ مما يؤكد على الخطر المتزايد الذي يواجهه الملاحون في هذه المياه الاستراتيجية.

السفينة "توتور"، التي تعرضت لهجوم بزورق مسير يوم الأربعاء، تُركت لتنجرف شرقي مدينة الحديدة، وهي منطقة حيوية تضم مرفأ رئيسيًا وتحت سيطرة الحوثيين.

وتشير التقارير إلى أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن قد تكررت منذ نوفمبر، مما يعكس استراتيجية الحوثيين في استهداف البنية التحتية البحرية.

الحوثيون، الذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن منذ استيلائهم على العاصمة صنعاء في عام 2014، يبررون هجماتهم بالتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأكد المتمردون اليمنيون مسؤوليتهم عن هجوم الأربعاء، مشيرين إلى استخدامهم لزوارق مسيرة وطائرات دون طيار وصواريخ بالستية في تنفيذ الهجوم.

*ليست كافية*

من جانبه، يقول الخبير العسكري اليمني، محسن ناجي: إن الضربات الأمريكية، رغم دقتها وتركيزها على أهداف محددة مثل الرادارات والقوارب المسيرة، قد لا تحقق الأهداف الاستراتيجية المرجوة، مضيفًا: أن مثل تلك الضربات ليست كافية لإنهاء خطورة الحوثيين، وربما يستغلونها لتعزيز موقفهم الدعائي والمعنوي.

وتابع ناجي في حديثه لـ"العرب مباشر"، من المتوقع استمرار الحوثيين في استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة كأدوات ضغط؛ مما قد يؤدي إلى تصعيد العمليات العسكرية في المنطقة، مضيفًا: في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الملح: هل ستؤدي هذه الضربات الأمريكية إلى تغيير موازين القوى في اليمن، أم أنها ستزيد من تعقيد الصراع الدائر؟ وما هو تأثيرها على الأمن الإقليمي والملاحة البحرية؟ هذه الأسئلة تظل مفتوحة، والأيام القادمة قد تحمل إجاباتها.

في السياق ذاته، قلل المحلل الاستراتيجي وضاح العوبلي، من فاعلية الضربات الأمريكية على البنية التحتية العسكرية للحوثيين، معتبرًا أن الضربات، رغم أنها قد تحقق نتائج محدودة مثل تدمير بعض العربات والزوارق، تظل ضربات وقائية ولا تمثل تغييرًا جوهريًا في مسار الصراع. 

وأضاف العوبلي في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن الحوثيين لا يزالون يمتلكون القدرة على شن هجمات مؤثرة وأن الضربات الأمريكية قد تكون مجرد تحركات استباقية لمنع عمليات عدائية محتملة.