من هو سعد بن عاطف العولقي زعيم القاعدة في اليمن؟

من هو سعد بن عاطف العولقي زعيم القاعدة في اليمن؟

من هو سعد بن عاطف العولقي زعيم القاعدة في اليمن؟
سعد بن عاطف العولقي

ضاعفت الولايات المتحدة من حدة ملاحقتها لأبرز القيادات الإرهابية في اليمن، بعد إعلانها رفع المكافأة المالية المخصصة للحصول على معلومات عن زعيم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، سعد بن عاطف العولقي، من 6 إلى 10 ملايين دولار، في خطوة تعكس تصاعد خطر هذا الرجل الذي أصبح رأس الحربة في التنظيم الإرهابي الأكثر نشاطا بالمنطقة.

جاء الإعلان عبر برنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية، والذي أكد أن العولقي "يمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأميركية وحلفائها"، في ضوء قيادته العمليات الإرهابية في اليمن وتخطيطه لهجمات ضد أهداف غربية.

من هو سعد بن عاطف العولقي؟ 


سعد بن عاطف العولقي، المعروف أيضًا باسم سعد محمد عاطف العولقي، ينتمي إلى قبائل العوالق البارزة في محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، وهي منطقة تعد من أبرز معاقل تنظيم القاعدة منذ سنوات. 

برز اسمه بقوة عام 2011 حين تولى قيادة ما يعرف بـ"ولاية شبوة"، وهي التسمية التي يستخدمها التنظيم للإشارة إلى مناطق نفوذه.

خلال الفترة بين 2011 و2014، استطاع العولقي فرض نفسه كواحد من أهم القادة المحليين، وتمت ترقيته بعدها إلى مجلس شورى التنظيم، ثم أوكلت إليه مسؤولية "العمليات"، وهو موقع بالغ الحساسية داخل هيكل التنظيم. 

ووفقًا لمصادر أمنية يمنية، فإن العولقي اكتسب سمعة كمخطط بارع يتمتع بعلاقات قبلية واسعة وقدرة على تجنيد الشباب المحلي.

زعيم بعد "باطرفي"


في 11 مارس 2024، أعلن تنظيم القاعدة تعيين العولقي زعيمًا جديدًا له خلفًا لخالد باطرفي، في خطوة جاءت بعد أشهر من التراجع العملياتي للتنظيم على خلفية ضربات متكررة من طائرات أميركية مسيرة، وانقسامات داخلية عميقة. 

وبوصول العولقي إلى رأس التنظيم، بدا واضحًا أن القاعدة قررت الرهان على قائد ميداني يتمتع بعلاقات قبلية واسعة وخبرة في إدارة الملفات الأمنية والمالية.

ومنذ تسلمه الزعامة، عمل العولقي على إعادة ترميم العلاقات مع القبائل اليمنية، خصوصًا في محافظتي أبين وشبوة، واستفاد من التهدئة غير المعلنة بين تنظيمه وميليشيات الحوثي لتوسيع نفوذ الجماعة، وسط ما وصف بـ"اتفاق عدم اعتداء" شمل تبادل أسرى ونقل أسلحة.

نجا من الموت


وقد نجا العولقي من محاولة اغتيال أميركية في 3 مارس 2017، عندما استهدفت طائرة من دون طيار منزله في قرية الشعبة، مديرية الصعيد، محافظة شبوة، وأسفرت الغارة حينها عن مقتل شقيقه، لكنها لم تصب الهدف الرئيسي.

تلك النجاة أسهمت في تضخيم صورته داخل التنظيم، ورفعت من أسهمه بين أتباعه، واعتُبرت "كرامة" ساعدت على ترسيخ مكانته كزعيم "منيع".

واحدة من أبرز المفارقات التي تثيرها تقارير استخباراتية وأممية حول العولقي هي العلاقة "الوظيفية" بين تنظيم القاعدة والحوثيين، رغم التباين الإيديولوجي الشاسع. 

وبحسب تقرير أممي صدر مؤخرًا، حافظ العولقي على اتفاق عملي مع الحوثيين امتد لثلاث سنوات، وشمل تبادل أسرى وعدم تنفيذ هجمات متبادلة، واعتُبر هذا الاتفاق "تكتيكيًا"، يهدف للحفاظ على تموضع القاعدة في جنوب اليمن في ظل ضغط التحالف العربي وضربات الطائرات الأميركية.

رجل الظل والتخطيط


لا يظهر العولقي كثيرًا في بيانات مرئية أو صوتية كما كان يفعل أسلافه، ويعتقد أنه يتبع نهجًا أكثر حذرًا في تحركاته، ويشرف على سير العمليات من خلف الكواليس، ويصفه مسؤولون أمنيون بأنه "زعيم بارع في تفويض المهام والاعتماد على البنية اللامركزية".

ومع ذلك، فإن بصماته ظهرت في عددٍ من الهجمات ضد القوات اليمنية، ومحاولات استهداف منشآت أمنية، إضافة إلى عمليات اختطاف ضد أجانب نُسبت إلى عناصر قريبة منه.