بسبب نفوذهم القوي.. هل تنجح مصر والسعودية والإمارات في فرض التوازن داخل بريكس؟
انضمت مصر والسعودية والإمارات إلي بريكس
يقول محللون: إن سعي الهند لدعم الجنوب العالمي يمكن أن يساعدها في منع تكتل البريكس من أن تصبح تحالفًا مناهضًا للغرب، بينما يتنافس مع هدف الصين في أن تكون "زعيمًا فعليًا" للتكتل، لكن ميل نيودلهي إلى الولايات المتحدة يعني أنها قد تنفر في النهاية من الكتلة لمحاولة الحصول على أفضل المميزات من كلا الجانبين، لكن مع انضمام دول ذات نفوذ قوي وتأثير كبير مثل الإمارات والسعودية ومصر قد يحبط هذه المساعي.
نفوذ جديد
وأفادت صحيفة "ساوث تشاينان مورنينج بوست" الصينية بأنه في أواخر الشهر الماضي، أعلنت مجموعة البريكس للدول النامية قبول ستة أعضاء جدد في قمة في جوهانسبرغ، في قرار وصف على نطاق واسع بأنه محاولة لإعادة تشكيل النظام الدولي وتوفير ثقل موازن للولايات المتحدة وحلفائها.
واعتبارًا من يناير، ستنضم الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى الأعضاء الخمسة الحاليين -البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا- في خطوة وصفها الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنها "تاريخية"، حيث كانت بكين منذ فترة طويلة المؤيد الرئيسي لقبول أعضاء جدد، وتقديم البريكس الموسع كوسيلة للجنوب العالمي ليكون له صوت أقوى في الشؤون العالمية.
وقالت آنو أنور، زميلة غير مقيمة في مركز جون ك فيربانك للدراسات الصينية بجامعة هارفارد: "دعمت الهند جهود إدراج الدول التي لها علاقات كبرى معها، مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر، بسبب المخاوف من أن توسع دول البريكس قد يضعف نفوذ دلهي في التجمع، ويعتمد على الدول المناهضة للولايات المتحدة وأوروبا فقط".
وتابعت: "هدف الهند هنا هو إنشاء مجموعة فرعية من الدول تعمل على إحداث توازن داخل التكتل يمنع أي انحياز كبير ضد الغرب بقيادة الصين".
وفي ضوء ميل الهند الأخير نحو الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، قالت أنور: إن نيودلهي يمكن أن تجد نفسها معزولة عن البريكس إذا أصبحت أقرب بكثير مع واشنطن وحلفائها، خاصة إذا تباينت حظوظ الغرب وبقية العالم بشكل أكبر.
وتابعت: "ستحتاج الهند إلى اتخاذ موقف واضح من أي من الجانبين، ولكن في الوقت الحالي، يبدو أن الهند تحاول الحصول على ما تستطيع من كلا الجانبين، بدلاً من إلزام نفسها بالكامل بأي من المعسكرين".
وفي حين أن معظم الدول في الكتل الغربية مثل مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي لديها تحالفات عسكرية، أشارت أنور إلى أن أعضاء البريكس ليس لديهم مثل هذا الالتزام الأمني المشترك، قائلة: "إن أي تحالف دون التزام أمني مشترك وتحالف عسكري لا يمكن أن يشكل تحديا حقيقيا للغرب".
توازن القوى
وقال جاغاناث باندا، رئيس مركز ستوكهولم لشؤون جنوب آسيا والمحيطين الهندي والهادئ في معهد سياسات الأمن والتنمية في السويد، إنه بما أن الهند لا تريد أن تكون البريكس منتدى تهيمن عليه الصين، فقد دعمت ضم الإمارات العربية المتحدة ومصر إلى المجموعة، من أجل موازنة النفوذ الصيني".
وأضاف جاغاناث: "ستهدف دلهي إلى أن يكون لديها عدد قليل من الشركاء الموثوقين في منتدى البريكس الذين يمكنهم تقليل أو فرض تحديات عرضية على النفوذ الصيني"، مضيفًا أن الكتلة تعزز مكانة الهند باعتبارها "اقتصادًا ذا مصداقية" من الجنوب العالمي.
وأوضح جاغاناث أن البقاء على اتصال مع الاقتصادات الناشئة يساعد أيضًا في "التقليل إلى حد كبير أو بناء منتدى عالمي ذي مصداقية ضد الصين أو نفوذها المتزايد في الشؤون العالمية". ورغم عدم وجود أمانة عامة أو جدول أعمال محدد، قال إن التجمع لن يتمكن من الظهور كقوة ذات مصداقية في تحدي أو مواجهة الهيمنة الغربية.
على الرغم من ذلك، أشارت المحللة مارغريت مايرز إلى أن الانقسام المتزايد بين الولايات المتحدة وحلفائها والجنوب العالمي الذي تقوده الصين بشكل متزايد كان "مثيرًا للقلق"، خاصة وأن واشنطن تتطلع إلى التنافس بشكل أكثر فعالية مع الصين في أميركا اللاتينية وإفريقيا والمحيط الهادئ وخارجها.
وقالت مايرز، مدير برنامج آسيا وأميركا اللاتينية في حوار البلدان الأميركية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: "سيستمر هذا الانقسام في التصاعد بينما تسعى الصين إلى القيادة الفعلية للجنوب العالمي".
ووصفت القمة بأنها "اختبار حاسم" لتصميم الجنوب العالمي على "تغيير الوضع الراهن بشكل ملموس" من خلال إيصال "المخاوف العميقة والمتزايدة بشأن طبيعة النظام الاقتصادي العالمي وتداعياته السياسية".
وتابعت مايرز: "إن هذه الآراء تزداد حدة، خاصة مع قيام الصين بدفع الأجندة"، مضيفاً أنه في الوقت الذي تنخرط فيه الولايات المتحدة وشركاؤها في عملية "إزالة المخاطر"، التي تهدف إلى الحد من الروابط الاقتصادية مع الصين وروسيا، فإن أجزاء أخرى من العالم تسعى إلى النأي بنفسها عن الولايات المتحدة وعملتها".