نتائج عكسية.. الاضطرابات المدنية والصراعات تهدد الاستقرار الهش لسوريا مرة أخرى

تهدد الاضطرابات المدنية والصراعات الاستقرار الهش لسوريا مرة أخرى

نتائج عكسية.. الاضطرابات المدنية والصراعات تهدد الاستقرار الهش لسوريا مرة أخرى
صورة أرشيفية

يواجه التحالف الذي يقوده الأكراد والمدعوم من الجيش الأميركي لمحاربة تنظيم داعش تحديًا جديدًا لسلطته في محافظة دير الزور الشرقية الغنية بالنفط وسط اشتباكات واسعة النطاق مع القبائل المحلية.

عودة للاضطرابات

وذكر موقع "المونيتور" الأميركي، أن ما بدأ كمناوشات معزولة في أعقاب اعتقال قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة لرئيس مجلس دير الزور العسكري يوم الأحد، أدى إلى مطالبة زعماء العشائر بالحكم الذاتي من السلطات التي يقودها الأكراد.

وتابع: إن اندلاع التوترات المستمرة منذ فترة طويلة يهدد بتقويض التماسك داخل الجزء الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة من سوريا؛ ما يثير مخاوف من أن تستغل أطراف الصراع الأخرى الفرصة لدحر المكاسب الكردية وربما شن هجمات على القوات العسكرية الأميركية في محاولة لدفعها وإخراجهم من شمال شرقي البلاد الغني بالموارد؛ ما يعني عودة الاضطرابات المدنية مرة أخرى إلى سوريا التي تشهد هدوءا حذرا منذ فترة طويلة.

وأضاف: أنه بعد مرور أكثر من عقد من الصراع، لا تزال سوريا عبارة عن خليط من الدويلات المدعومة من القوى الأجنبية: الولايات المتحدة تواصل الضغط على بقايا تنظيم داعش، وتركيا تدعم مقاتلي المعارضة السورية، بينما تدعم روسيا الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد، والتي بدأت تتلقى دعما جديدا من العالم العربي وأوروبا مؤخرًا.

نتائج عكسية

وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون بات رايدر للصحفيين عن حوالي 900 جندي أميركي في سوريا يوم الخميس: "نحن واثقون الآن من أننا سنكون قادرين على مواصلة العمل مع التحالف الدولي لمواصلة التركيز على مهمة هزيمة داعش".

وتابع: "نحن نحتفظ بالحق في الدفاع عن النفس، وسنتخذ الإجراءات المناسبة لحماية قواتنا وضمان حمايتها".

وأصدر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بيانا خاصا به يوم الخميس، دعا فيه الأطراف المتحاربة إلى التراجع، قائلاً: "يجب أن يتوقف العنف في شمال شرقي سوريا، وأن تعود الجهود إلى إحلال السلام والاستقرار في شمال شرقي سوريا، خالية من تهديد داعش".

وأشارت التقارير الأولية إلى أن قوات سوريا الديمقراطية اعتقلت رئيس مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل، المعروف باسم رشيد أبو خولة، في مدينة الحسكة يوم الأحد الماضي.
وأكدت قوات سوريا الديمقراطية يوم الأربعاء أنها اعتقلت أبو خولة وأربعة من مساعديه، مشيرة إلى مزاعم تتراوح بين تهريب المخدرات والمحسوبية وسوء إدارة الأمن في دير الزور، كما اتهمت القوات التي يقودها الأكراد أبو خولة بـ"التواصل والتنسيق مع جهات خارجية معادية للثورة"، في إشارة محتملة إلى الفصائل المدعومة من تركيا، أو نظام بشار الأسد في دمشق أو داعميه الروس والإيرانيين.

وأكد الموقع الأميركي أن الاعتقال لم يكن مفاجئًا، حيث اختبر قائد الميليشيا والموالون له منذ فترة طويلة صبر القادة الأكراد أثناء توجيه سلسلة من الاتهامات الجنائية من قِبل القبائل المحلية في دير الزور على مر السنين، وبالتزامن مع اعتقاله يوم الأحد، سارعت قوات سوريا الديمقراطية إلى شن مداهمات في المنطقة الشرقية استهدفت ما قالت إنها خلايا نائمة لتنظيم داعش و"عناصر إجرامية" ومهربين.

وقال مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية: "إن بعض هؤلاء العناصر الإجرامية وتجار المخدرات كانوا عناصر في مجلس دير الزور العسكري".

وأكد الموقع الأميركي أنه يبدو أن عملية الاجتياح جاءت بنتائج عكسية، حيث قالت مصادر مطلعة على الأرض: إن المناوشات في البداية اقتصرت على مناطق الصور والبصيرة وغيرها من معاقل قاعدة دعم أبو خولة في عشيرة بكير.

وأصدر زعماء قبيلتي العكيدات والبكارة الأكثر نفوذا بيانات تدعو إلى الهدوء والحياد وسط تحركات قوات سوريا الديمقراطية، في تناقض ملحوظ مع دعوات أقارب أبو خولة وغيرهم من الموالين للانتفاض ضد القوة التي يقودها الأكراد.

ولكن بحلول يوم الأربعاء، كان القتال قد انتشر وتزايدت الخسائر في صفوف المدنيين، حيث بدأت هجمات الكر والفر تستهدف نقاط تفتيش قوات سوريا الديمقراطية في وادي نهر الفرات، وانتشرت مزاعم بأن وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية قتلت أربعة أفراد من عائلة واحدة خلال غارة في ضمان.