الدعم الصامت.. كيف يؤيد الرئيس الروسي صديقة دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية؟
الدعم الصامت.. كيف يؤيد الرئيس الروسي صديقة دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية؟
في تعبير واضح عن دعم روسيا لأحد مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال منتدى الاقتصاد الشرقي في فلاديفوستوك، أنه يعتبر "مرشحهم المفضل" هو الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، إلا أنه تم استبعاده من السباق الانتخابي، وأوصى جميع داعميه بالتصويت لنائبته كمالا هاريس، مضيفًا بطريقة ساخرة: "سنفعل ذلك، وسندعمها".
سخرية بوتين
وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن تصريحات بوتين، التي تحمل طابع السخرية، تأتي في وقت تسعى فيه موسكو لتعزيز موقفها تجاه الانتخابات الأمريكية، خاصة مع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من عامها الثالث، إذ يعتبر بوتين أن فوز ترامب قد يمنح روسيا الكثير من المكاسب، رغم أن موسكو تحاول تقليل أهمية الانتخابات الأمريكية.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن الكرملين وجهاز الاستخبارات العسكرية الروسية قد أطلقوا حملات تضليل متعددة تستهدف هاريس وزميلها في الانتخابات تيم والتز، وكذلك التشكيك في مصداقية الانتخابات، في إشارة إلى الدعم الروسي الصامت لترامب.
ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، يرى بوتين أن الانتخابات الأمريكية تأتي في نقطة حرجة، فقد سعى الكرملين منذ غزو أوكرانيا إلى تقويض الدعم الغربي لها، حيث يتماشى ترشيح ترامب مع أجندته، إذ انتقد مرارًا الإنفاق الأمريكي على مساعدات كييف.
لامبالاة روسية
وأكدت الصحيفة، أنه في موسكو، الأجواء تبدو أكثر برودة وعدم اهتمام مقارنة بالسنوات الانتخابية السابقة، ففي عام 2016، انفجر النواب الروس بالتصفيق بعد إعلان فوز ترامب، معربين عن آمالهم في تحسين العلاقات الروسية الأمريكية، لكن على مدار الثماني سنوات الماضية، تفاقمت العلاقات بسبب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية إذ ألغى بوتين التصديق على معاهدة حظر التجارب النووية، وتوقفت الحوارات حول الأمن الاستراتيجي.
وأشار ترامب إلى أنه قد يحسن العلاقات، حيث تحدث بإعجاب عن بوتين، وأكد أنه يمكنه إنهاء الصراع في أوكرانيا في يوم واحد، ومع ذلك، لا يعتقد الكثيرون في موسكو أنه يمكنه تحقيق تحول كامل في العلاقات، خاصة أن فترة ولايته الأولى لم تحقق تغييرات ملحوظة.
تسعى وسائل الإعلام الروسية إلى تصوير الانتخابات القادمة كشرارة "حرب أهلية جديدة" في أمريكا، بينما تتعرض هاريس لانتقادات غير متناسبة، ويتم تصويرها على أنها غير متماسكة، كما تعود الهجمات الإعلامية إلى إهانات سابقة من وسائل الإعلام اليمينية الأمريكية.
مستقبل الحرب في أوكرانيا
وبحسب الصحيفة فإن التوقعات داخل النخبة الروسية تتزايد بفوز ترامب، حيث يُعتقد أنه إذا فاز، قد يكون هناك فرصة لإنهاء الحرب بشروط موسكو.
وقال سيرجي ماركوف، محلل سياسي مرتبط بالكرملين، إنه يتوقع أن يتصل ترامب ببوتين وزيلينسكي بعد الانتخابات ليقترح إنهاء العمليات العسكرية.
ومن ناحية أخرى، تبقى هاريس شخصية غير معروفة في هذا السياق، لكن يُتوقع استمرار دعمها القوي لأوكرانيا في حال فوزها.
وتابعت، أنه على الرغم من الشكوك حول قدرة ترامب على إحداث تغيير جذري، يرى البعض في موسكو، أنه ليس هناك ديمقراطيون أو جمهوريون، بل حزب واحد خلف الأبواب المغلقة، وفي نهاية المطاف، يظل مستقبل العلاقات الروسية الأمريكية غامضًا، وقد تستمر روسيا في محاولة إحداث الفوضى لتحقيق مكاسب استراتيجية.