فتح الطريق الساحلي.. هل يتورط أردوغان والميليشيات في اثارة الفوضي بليبيا؟
قررت اللجنة العسكرية في ليبيا فتح الطريق الساحلي
أصدرت اللجنة العسكرية الليبية 5 +5، اليوم الجمعة، قرارا بفتح الطريق الساحلي بين شرق البلاد وغربها بعد توقف لأكثر من عامين، بعد اجتماعها السادس في مدينة سرت.
فتح الطريق الساحلي
وكلفت اللجنة العسكرية الليبية قوة أمنية مشتركة بتأمين الطريق الساحلي، لمنع مرور الأرتال العسكرية من هذه الطريق، وتنفيذ كافة الإجراءات الأمنية بحرفية وحيادية تامة لضمان سلامة مرور المواطنين، مطالبة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بإرسال خبراء أمنيين على الأرض.
كما دعت اللجنة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة بالإسراع في تعيين وزير للدفاع، مشيرة لبدئها تنفيذ إجراءات تحضيرية لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.
فيما رحّب رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة بإعلان فتح الطريق الساحلي، مؤكدا أن "استكمال فتح الطريق يمثل خطوة جديدة لمواصلة البناء وتوحيد البلاد".
بينما طالب المبعوث الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يان كوبيش، بأهمية تنفيذ "الخطوة الرئيسية التالية في عملية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وهي الشروع في سحب جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا دون تأخير عبر البدء بسحب المجموعات الأولى من المرتزقة والمقاتلين الأجانب من كلا الجانبين".
وأكد المبعوث الخاص مجددا "التزام الأمم المتحدة واستمرار دعمها لعمل اللجنة العسكرية المشتركة ودعم الأمم المتحدة لما تطلبه اللجنة".
أزمة المرتزقة
بينما يرى المحلل السياسي الليبي، عز الدين عقيل، أن اللجنة العسكرية لم تتمكن من تحقيق تفاهم، حتى مسألة فتح الطريق جرى بها العديد من المباحثات للوصول إلى اتفاق، عندما ذهب ممثل عن حفتر وآخر للحكومة الانتقالية إلى موسكو للنقاش، حيث صدرت الأوامر وتم التوافق على كافة التفاصيل، ولكن من المرجح أن يكون تم اتخاذ القرار من جانب تركيا وروسيا.
وقال عقيل، في تصريحات خاصة، إن فتح الطريق لن يساعد في حل أزمة المرتزقة، كون الشعب الليبي ينتظر أفعالا لا أقوالا، حيث إنه إذا عاد فتح الطريق من جديد سيعود لمرحلة ما قبل الحرب، أي قبل 4 أبريل 2019، الذي كان فيها مفتوحا وتسيطر عليه الميليشيات، ويتعرض المارون به للنهب والخطف والابتزاز والسرقة، ولذلك كان يتجنبه الآلاف.
وأكد أن إعادة فتح الطريق الساحلي لا يعني عودة الاستقرار لليبيا، وهو ما يظنه البعض خطأ، كونه أغلق مسبقا بأوامر من الجيش لحماية المواطنين من الميليشيات، ولكن الآن ستعيد الجماعات المسلحة فتحه واستغلاله مجددا، لذلك فإن الهدف الحقيقي الذي يتطلع إليه الليبيون هو أن يعود الطريق لما قبل 2010، أي آمن ويمكن السفر بكل أريحية وأمان، وهو ما لن يحدث إلا بعد إخراج الميليشيات ونزع السلاح وإعادة هيكلة مؤسستي الجيش والشرطة، بحلول حقيقية.
تركيا تتلاعب بليبيا
وأضاف المحلل السياسي الليبي: أن مؤتمر "برلين 2" حول أزمة المرتزقة إلى روسيا وتركيا، مجددا، حيث لم يتخذ خطوات فعلية حاسمة لإنهاء أزمة الجنود الأجانب، لذلك توجد مخاوف من عبثهم بليبيا مرة أخرى كما يحدث حاليا في سوريا لتحقيق مكاسب كبيرة من خلال المرتزقة بليبيا والدول الأخرى.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي بلينكن خرج بعد مؤتمر بريلين 2 ليتحدث بشأن إخراج المرتزقة، مستبدلا كلمة "فورا" التي كانت تعتمدها الولايات المتحدة، إلى قوله: إن "الخروج سيحتاج إلى وقت"، وهو ما يعد تحولا دوليا مرعبا.
ليبيا غابت عن العالم
وتابع الدكتور عز الدين عقيل: إنه حاليا غابت القضية الليبية عن الساحة العالمية وأيضا المطالبات الخاصة بخروج المرتزقة، في ظل الانشغال بقضايا أخرى، وبقيت ليبيا تحت رحمة تركيا فيما يخص المرتزقة، وبالداخل تحت رحمة أطراف الصراع خوفا من العودة للحرب الأهلية مجددا.
وأوضح أن تركيا متمسكة بموقفها لأن أوروبا وأميركا أعطوها ذلك الحق بعدم تنفيذ قرارات حاسمة وتصدٍّ رادع لأنقرة، وتم تسليم رقبة الليبيين مجددا لتركيا وروسيا، وتم الاحتيال عبر كلمة "الخروج المتوازي والمتوازن" للعبث بالأوضاع الداخلية، والطرفان يتمسكان بالوجود في ليبيا، وتحويل كل مدينة وقرية لمنطقة محتلة، وتكبيل كل منها تحت اتفاق.