محلّل سياسي سوري: التلويح بأعلام إسرائيل في السويداء استفزاز خطير وتهديد لوحدة البلاد

محلّل سياسي سوري: التلويح بأعلام إسرائيل في السويداء استفزاز خطير وتهديد لوحدة البلاد

محلّل سياسي سوري: التلويح بأعلام إسرائيل في السويداء استفزاز خطير وتهديد لوحدة البلاد
مظاهرات السويداء

تظاهر مئات الأشخاص، في مدينة السويداء جنوب سوريا، وعدد من المناطق الأخرى، مطالبين بحق تقرير المصير للأقلية الدرزية، في أكبر احتجاجات تشهدها المحافظة منذ الاشتباكات العنيفة التي اندلعت منتصف يوليو الماضي بين ميليشيات درزية مسلحة وجماعات قبلية مدعومة من قوات الحكومة.


ولوّح بعض المتظاهرين بأعلام إسرائيلية، مرددين هتافات تدعو إلى تدخل تل أبيب، وهو ما اعتبره مراقبون سابقة خطيرة في سياق الأزمة السورية، خاصة في ظل رفع شعارات من قبيل: "الشعب يريد تدخل إسرائيل"، في مشهد عكس الانقسامات العميقة التي تمر بها البلاد.

وتأتي المظاهرات في وقت تعيش فيه سوريا مرحلة انتقالية هشة عقب انهيار حكم عائلة الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وما تبعه من اضطرابات أمنية وانقسامات دينية وعرقية.

 فقد شهد الساحل السوري أعمال عنف في مارس، ثم تكررت الاشتباكات في يوليو بالسويداء، ما أبرز استمرار التهديد للاستقرار الداخلي بعد سنوات من الحرب الأهلية.

وفي أول تعليق رسمي، شدد الرئيس السوري أحمد الشرع على رفضه "الاستقواء بالاحتلال الإسرائيلي أو أي طرف خارجي"، مؤكدًا أن ما يجري في السويداء "لا يمكن أن يكون مبررًا للدعوة إلى تقسيم سوريا"، داعيًا جميع القوى والمكونات إلى "التهدئة وتغليب لغة الحوار".

وأكد الشرع، أن الدولة السورية متمسكة بوحدة أراضيها ورفض أي مشاريع انفصالية، معتبرًا أن الأزمة الحالية "تتطلب تعزيز التماسك الوطني بدلاً من الانجرار وراء مخططات التقسيم".

وتعكس التطورات الأخيرة في السويداء حالة انقسام عميق داخل المجتمع السوري، في وقت يواجه فيه البلد تحديات أمنية وسياسية واقتصادية متفاقمة.

وحذّر المحلل السياسي السوري د. كمال العلي من خطورة رفع أعلام إسرائيل خلال تظاهرات السويداء الأخيرة، واعتبرها "محاولة مكشوفة لدفع الأزمة نحو مسار التقسيم والانقسام الداخلي".

وقال العلي -في تصريحات للعرب مباشر -: إن الاحتجاجات التي خرجت للمطالبة بحق تقرير المصير "مشروعة في إطار التعبير السلمي"، لكن استدعاء إسرائيل أو الاستقواء بها "يصب مباشرة في صالح مشاريع الاحتلال ويهدد النسيج الوطني السوري".

وأضاف المحلل، أن ما يجري في السويداء يأتي في ظل ظروف انتقالية صعبة تمر بها البلاد بعد انهيار حكم الأسد، مشيرًا أن بعض الأطراف الإقليمية والدولية "تحاول استغلال هشاشة الوضع لفرض أجندات خارجية".

وأكد العلي، أن المخرج من الأزمة يكمن في "الحوار الوطني الشامل بين المكونات السورية بعيدًا عن التدخلات الخارجية"، داعيًا إلى ضبط النفس والتمسك بوحدة الأراضي السورية.

وشدد على أن استمرار التصعيد في السويداء أو غيرها "لن يخدم سوى القوى الساعية لإشعال صراعات جديدة على الأرض السورية".