ما أبرز الملفات المطروحة على طاولة المشاورات المصرية التركية؟
تسعي تركيا إلي إقامة علاقات مع مصر
ساعات قليلة وتتجه أنظار العالم إلى العاصمة المصرية القاهرة، تزامنًا مع انطلاق المشاورات المصرية التركية، والتي من المقرر أن تنعقد على مدار يومين 5 و6 مايو / أيار الجاري، حيث سيترأس الجانب المصري خلالهما نائب وزير الخارجية المصري حمدي لوزا، فيما يترأس نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال من الجانب التركي.
وتأتي الزيارة كمحاولة جديدة من تركيا للتقارب مع مصر، وكسر الحصار المفروض عليها في ظل توطيد العلاقات المصرية مع قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي، أملا بحلحلة أزماتها المتعددة عبر بوابة القاهرة، والتي تعتبر رمانة الميزان في المنطقة.
أبرز الملفات
وستركز المناقشات الاستكشافية، على الخطوات الضرورية التي قد تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين على الصعيد الثنائي وفي السياق الإقليمي، كما أن الملف الليبي سيكون موجودا على رأس المحادثات في ظل التمسك المصري بضرورة انسحاب القوات الأجنبية والتركية من ليبيا.
كما أنه من المرتقب توجيه الوفد التركي الدعوة لمسؤولين مصريين لزيارة تركيا وعقد الاجتماعات الدبلوماسية والأمنية، لمناقشة الملفات العالقة بين البلدين ومراجعة ما تم تنفيذه.
مرحلة الدراسة المتأنية للدوافع التركية
قال حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: إنه من السابق لأوانه الحديث عن انفراجة حقيقية ومستدامة في العلاقات المصرية التركية في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن مصر تتبع سياسة الدراسة المتأنية للدوافع التركية الحقيقية.
محادثات استكشافية بحتة
وأضاف هريدي، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن المشاورات السياسية المصرية التركية، ستكون محادثات استكشافية بحتة، مؤكدًا أن مصر ستستمع خلالها للأطروحات التركية حول السبل الكفيلة للعودة إلى ما كانت عليه عام 2011.
وفي نفس السياق، قال محمد ربيع الديهي الخبير المتخصص في الشؤون التركية: إن بيان وزارة الخارجية المصرية كان واضحًا بشأن المفاوضات مع الوفد التركي، موضحًا أن المفاوضات ستتركز على وضع خطوط عريضة للتوصل لاتفاقية تصل إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.
وأضاف الديهي، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن المفاوضات المشتركة ستناقش وجهة النظر والشروط المصرية للتصالح مع تركيا، والتي قد تتطرق إلى مناقشة الدور التركي في سوريا وملف غاز شرق المتوسط، في ظل أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبدوره، قال جودت كامل المحلل السياسي التركي: إن زيارة الوفد التركي إلى القاهرة، هي الخطوة الرسمية الأولى من الجانب التركي بشأن المصالحة مع مصر، مؤكدا بأنها خطوة هامة لإنهاء قطيعة العلاقات التي امتدت لـ8 سنوات.
وأضاف كامل في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن الخطوات التالية من الجانب التركى ستكشف النوايا الحقيقية لأردوغان، والتي ستتمثل في إغلاق قنوات الإخوان بإسطنبول، وتسليم بعض العناصر الإخوانية الهاربة إلى مصر، وسحب المرتزقة التركية من الأراضي الليبية.
وتابع المحلل السياسي التركي، أن تسليم بعض العناصر الإخوانية المقيمة في تركيا إلى مصر، هي نقطة ضعف أردوغان، بعدما استقطبهم ومنحهم الجنسية التركية ودعمهم ماليًا ولوجستيًا للهجوم على مصر لتضعيفها سياسيًا واقتصاديًا.
وأكد جودت كامل، أن تركيا سوف تفقد سمعتها وثقتها في الرأي العام للإسلام السياسي الذي يتبناه أردوغان والإخوان، حال تسليمها عناصر التنظيم الإرهابية الهاربة إلى بلاده إلى القاهرة.
الجدير بالذكر أن تركيا بدأت في الآونة الأخيرة التودد إلى مصر والعمل لإعادة بناء العلاقات بين البلدين ودول الخليج، في محاولة للتغلب على الخلافات التي تركت أنقرة معزولة على نحو كبير عن العالم العربي.
تعد مصر واحدة من أكثر الاقتصادات أهمية بالمنطقة وشريان التجارة الإستراتيجية الرئيسي بالشرق الأوسط، حيث تأتي إشارات التقارب التركية لمصر، بالتزامن مع انهيار الاقتصاد التركي المتهالك جراء السياسات المالية الفاشلة للرئيس رجب طيب أردوغان.